نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 4 صفحه : 237
اسمعوا كلامي، و عوا منطقي، عسى ان تروا هذا الأمر من بعد هذا المجمع تنتضى فيه السيوف، و تخان فيه العهود، حتى تكونوا جماعه، و يكون بعضكم ائمه لأهل الضلالة، و شيعه لأهل الجهاله، ثم أنشأ يقول:
فان تك جاسم هلكت فانى* * * بما فعلت بنو عبد بن ضخم
مطيع في الهواجر كل عي* * * بصير بالنوى من كل نجم
فقال عبد الرحمن: ايكم يطيب نفسا ان يخرج نفسه من هذا الأمر و يوليه غيره؟ قال: فأمسكوا عنه، قال: فانى اخرج نفسي و ابن عمى، فقلده القوم الأمر، و احلفهم عند المنبر، فحلفوا ليبايعن من بايع، و ان بايع باحدى يديه الاخرى فأقام ثلاثا في داره التي عند المسجد التي يقال لها اليوم رحبه القضاء- و بذلك سميت رحبه القضاء- فأقام ثلاثا يصلى بالناس صهيب.
قال: و بعث عبد الرحمن الى على، فقال له: ان لم ابايعك فأشر على، فقال: عثمان، ثم بعث الى عثمان، فقال: ان لم ابايعك، فمن تشير على؟
قال: على، ثم قال لهما: انصرفا فدعا الزبير، فقال: ان لم ابايعك، فمن تشير على، قال: عثمان، ثم دعا سعدا، فقال: من تشير على؟
فاما انا و أنت فلا نريدها، فمن تشير على؟ قال: عثمان فلما كانت الليلة الثالثه، قال: يا مسور، قلت: لبيك، قال: انك لنائم، و الله ما اكتحلت بغماض منذ ثلاث اذهب فادع لي عليا و عثمان، قال: قلت: يا خال، بأيهما ابدا؟ قال: بأيهما شئت، قال: فخرجت فأتيت عليا- و كان هواى فيه- فقلت: أجب خالي، فقال: بعثك معى الى غيرى؟ قلت: نعم، قال: الى من؟ قلت: الى عثمان، قال: فأينا امرك ان تبدا به؟ قلت: قد سألته فقال: بأيهما شئت، فبدأت بك، و كان هواى فيك قال: فخرج معى حتى أتينا المقاعد، فجلس عليها على، و دخلت على عثمان فوجدته يوتر مع الفجر، فقلت: أجب خالي، فقال: بعثك معى الى غيرى؟ قلت: نعم، الى على، قال: باينا امرك ان تبدا؟ قلت: سألته فقال: بأيهما شئت،
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 4 صفحه : 237