responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 3  صفحه : 400

انقلابه الى خالد، و هم يرون انها منه حمله، فازالوا المسلمين عن مواقفهم الا المحامية، عليهم عكرمه و الحارث بن هشام و ركب خالد و معه جرجه و الروم خلال المسلمين، فتنادى الناس، فثابوا، و تراجعت الروم الى مواقفهم، فزحف بهم خالد حتى تصافحوا بالسيوف، فضرب فيهم خالد و جرجه من لدن ارتفاع النهار الى جنوح الشمس للغروب، ثم اصيب جرجه و لم يصل صلاه سجد فيها الا الركعتين اللتين اسلم عليهما، و صلى الناس الاولى و العصر إيماء، و تضعضع الروم، و نهد خالد بالقلب حتى كان بين خيلهم و رجلهم، و كان مقاتلهم واسع المطرد، ضيق المهرب، فلما وجدت خيلهم مذهبا ذهبت و تركوا رجلهم في مصافهم، و خرجت خيلهم تشتد بهم في الصحراء، و اخر الناس الصلاة حتى صلوا بعد الفتح.

و لما راى المسلمون خيل الروم توجهت للهرب، افرجوا لها، و لم يحرجوها، فذهبت فتفرقت في البلاد، و اقبل خالد و المسلمون على الرجل ففضوهم، فكأنما هدم بهم حائط، فاقتحموا في خندقهم، فاقتحمه عليهم فعمدوا الى الواقوصة، حتى هوى فيها المقترنون و غيرهم، فمن صبر من المقترنين للقتال هوى به من خشعت نفسه، فيهوى الواحد بالعشرة لا يطيقونه، كلما هوى اثنان كانت البقية اضعف، فتهافت في الواقوصة عشرون و مائه الف، ثمانون الف مقترن و اربعون الف مطلق، سوى من قتل في المعركة من الخيل و الرجل، فكان سهم الفارس يومئذ ألفا و خمسمائة، و تجلل الفيقار و اشراف من اشراف الروم برانسهم، ثم جلسوا و قالوا: لا نحب ان نرى يوم السوء إذ لم نستطع ان نرى يوم السرور، و إذ لم نستطع ان نمنع النصرانية، فأصيبوا في تزملهم.

كتب الى السرى، عن شعيب، عن سيف، عن ابى عثمان، عن خالد

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 3  صفحه : 400
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست