نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 3 صفحه : 398
ما اقل الروم و اكثر المسلمين! انما تكثر الجنود بالنصر و تقل بالخذلان، لا بعدد الرجال، و الله لوددت ان الاشقر براء من توجيه، و انهم أضعفوا في العدد- و كان فرسه قد حفى في مسيره- قالا: فامر خالد عكرمه و القعقاع، و كانا على مجنبى القلب، فانشبا القتال، و ارتجز القعقاع و قال:
يا ليتنى القاك في الطراد قبل اعترام الجحفل الوراد و أنت في حلبتك الوراد.
و قال عكرمه:
قد علمت بهكنه الجوارى انى على مكرمه احامى فنشب القتال، و التحم الناس، و تطارد الفرسان، فإنهم على ذلك إذ قدم البريد من المدينة، فأخذته الخيول، و سألوه الخبر، فلم يخبرهم الا بسلامه، و اخبرهم عن امداد، و انما جاء بموت ابى بكر (رحمه الله) و تأمير ابى عبيده، فابلغوه خالدا، فاخبره خبر ابى بكر، اسره اليه، و اخبره بالذي اخبر به الجند قال: احسنت فقف، و أخذ الكتاب و جعله في كنانته، و خاف ان هو اظهر ذلك ان ينتشر له امر الجند، فوقف محمية بن زنيم مع خالد، و هو الرسول، و خرج جرجه، حتى كان بين الصفين، و نادى: ليخرج الى خالد، فخرج اليه خالد و اقام أبا عبيده مكانه، فوافقه بين الصفين، حتى اختلفت اعناق دابتيهما، و قد امن أحدهما صاحبه، فقال جرجه:
يا خالد اصدقنى و لا تكذبني فان الحر لا يكذب و لا تخادعني فان الكريم لا يخادع المسترسل بالله، هل انزل الله على نبيكم سيفا من السماء فاعطاكه،
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 3 صفحه : 398