responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 3  صفحه : 356

و نصاراهم، فاقبل فلما طلع على جابان باليس، قالت الأعاجم لجابان:

ا نعاجلهم أم نغدى الناس و لا نريهم انا نحفل بهم، ثم نقاتلهم بعد الفراغ؟

فقال جابان: ان تركوكم و التهاون بكم فتهاونوا، و لكن ظني بهم ان سيعجلونكم و يعجلونكم عن الطعام فعصوه و بسطوا البسط و وضعوا الاطعمه، و تداعوا إليها، و توافوا عليها فلما انتهى خالد اليهم، وقف و امر بحط الاثقال، فلما وضعت توجه اليهم، و وكل خالد بنفسه حوامى يحمون ظهره، ثم بدر امام الصف، فنادى: اين ابجر؟ اين عبد الأسود؟ اين مالك بن قيس؟

رجل من جذره، فنكلوا عنه جميعا الا مالكا، فبرز له، فقال له خالد:

يا بن الخبيثة، ما جراك على من بينهم، و ليس فيك وفاء! فضربه فقتله، و اجهض الأعاجم عن طعامهم قبل ان يأكلوا، فقال جابان: ا لم اقل لكم يا قوم! اما و الله ما دخلتنى من رئيس وحشه قط حتى كان اليوم، فقالوا حيث لم يقدروا على الاكل تجلدا: ندعها حتى نفرغ منهم، و نعود إليها.

فقال جابان: و أيضا اظنكم و الله لهم وضعتموها و أنتم لا تشعرون، فالان فأطيعوني، سموها، فان كانت لكم فأهون هالك، و ان كانت عليكم كنتم قد صنعتم شيئا، و ابليتم عذرا فقالوا: لا، اقتدارا عليهم فجعل جابان على مجنبتيه عبد الأسود و ابجر، و خالد على تعبئته في الأيام التي قبلها، فاقتتلوا قتالا شديدا، و المشركون يزيدهم كلبا و شده ما يتوقعون من قدوم بهمن جاذويه، فصابروا المسلمين للذي كان في علم الله ان يصيرهم اليه، و حرب المسلمون عليهم، و قال خالد: اللهم ان لك على ان منحتنا اكتافهم الا استبقى منهم أحدا قدرنا عليه حتى اجرى نهرهم بدمائهم! ثم ان الله عز و جل كشفهم للمسلمين، و منحهم اكتافهم، فامر خالد مناديه، فنادى في الناس: الاسر الاسر! لا تقتلوا الا من امتنع، فاقبلت الخيول بهم أفواجا مستاسرين يساقون سوقا، و قد وكل بهم رجالا يضربون أعناقهم في النهر، ففعل ذلك بهم يوما و ليله، و طلبوهم الغد و بعد الغد،

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 3  صفحه : 356
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست