نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 10 صفحه : 60
عليه و سلم، يقول: ملعون من ادعى الى غير ابيه، او انتمى الى غير مواليه،] [و يقول: الولد للفراش و للعاهر الحجر،] فخالف حكم الله عز و جل و سنه نبيه(ص)جهارا، و جعل الولد لغير الفراش، و العاهر لا يضره عهره، فادخل بهذه الدعوة من محارم الله و محارم رسوله في أم حبيبه زوجه النبي(ص)و في غيرها من سفور وجوه ما قد حرمه الله، و اثبت بها قربى قد باعدها الله، و أباح بها ما قد حظره الله، مما لم يدخل على الاسلام خلل مثله، و لم ينل الدين تبديل شبهه.
و منه إيثاره بدين الله، و دعاؤه عباد الله الى ابنه يزيد المتكبر الخمير، صاحب الديوك و الفهود و القرود، و اخذه البيعه له على خيار المسلمين بالقهر و السطوة و التوعيد و الإخافة و التهدد و الرهبه، و هو يعلم سفهه و يطلع على خبثه و رهقه، و يعاين سكرانه و فجوره و كفره فلما تمكن منه ما مكنه منه، و وطأة له، و عصى الله و رسوله فيه، طلب بثارات المشركين و طوائلهم عند المسلمين، فاوقع باهل الحره الوقيعه التي لم يكن في الاسلام اشنع منها و لا افحش، مما ارتكب من الصالحين فيها، و شفى بذلك عبد نفسه و غليله، و ظن ان قد انتقم من أولياء الله، و بلغ النوى لأعداء الله، فقال مجاهرا بكفره و مظهرا لشركه:
ليت أشياخي ببدر شهدوا* * * جزع الخزرج من وقع الأسل
قد قتلنا القوم من ساداتكم* * * و عدلنا ميل بدر فاعتدل
فأهلوا و استهلوا فرحا* * * ثم قالوا: يا يزيد لا تسل
لست من خندف ان لم انتقم* * * من بنىاحمد ما كان فعل
ولعت هاشم بالملك فلا* * * خبر جاء، و لا وحى نزل
هذا هو المروق من الدين، و قول من لا يرجع الى الله و لا الى دينه و لا الى كتابه و لا الى رسوله، و لا يؤمن بالله و لا بما جاء من عند الله ثم من اغلظ ما انتهك، و اعظم ما اخترم سفكه دم الحسين بن على
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 10 صفحه : 60