نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 10 صفحه : 59
درك منها ينادى: يا حنان يا منان، الان و قد عصيت قبل و كنت من المفسدين.
] و منه انبراؤه بالمحاربة لافضل المسلمين في الاسلام مكانا، و اقدمهم اليه سبقا، و احسنهم فيه أثرا و ذكرا، على بن ابى طالب، ينازعه حقه بباطله، و يجاهد انصاره بضلاله و غواته، و يحاول ما لم يزل هو و أبوه يحاولانه، من إطفاء نور الله و جحود دينه، و «يَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَ لَوْ كَرِهَ المشركون».
يستهوى اهل الغباوة، و يموه على اهل الجهاله بمكره و بغيه، [الذين قدم رسول الله(ص)الخبر عنهما، فقال لعمار: تقتلك الفئة الباغيه تدعوهم الى الجنه و يدعونك الى النار،] مؤثرا للعاجلة، كافرا بالآجلة، خارجا من ربقه الاسلام، مستحلا للدم الحرام، حتى سفك في فتنته، و على سبيل ضلالته ما لا يحصى عدده من خيار المسلمين الذابين عن دين الله و الناصرين لحقه، مجاهدا لله، مجتهدا في ان يعصى الله فلا يطاع، و تبطل احكامه فلا تقام، و يخالف دينه فلا يدان و ان تعلو كلمه الضلالة، و ترتفع دعوه الباطل، و كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيا، و دينه المنصور، و حكمه المتبع النافذ، و امره الغالب، و كيد من حاده المغلوب الداحض، حتى احتمل أوزار تلك الحروب و ما اتبعها، و تطوق تلك الدماء و ما سفك بعدها، و سن سنن الفساد التي عليه إثمها و اثم من عمل بها الى يوم القيامه، و أباح المحارم لمن ارتكبها، و منع الحقوق أهلها، و اغتره الاملاء، و استدرجه الامهال، «و الله له بالمرصاد».
ثم مما اوجب الله له به اللعنه، قتله من قتل صبرا من خيار الصحابه و التابعين و اهل الفضل و الديانه، مثل عمرو بن الحمق و حجر بن عدى، فيمن قتل من أمثالهم، في ان تكون له العزه و الملك و الغلبه، و لله العزه و الملك و القدره، و الله عز و جل يقول: «وَ مَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها وَ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَ لَعَنَهُ وَ أَعَدَّ لَهُ عَذاباً عَظِيماً.»
و مما استحق به اللعنه من الله و رسوله ادعاؤه زياد بن سميه، جراه على الله، و الله يقول: «ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ» [و رسول الله صلى الله
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 10 صفحه : 59