نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 8 صفحه : 392
الذي نَقَلَ منه صَحيحاً لم يُغَيِّرْ دَحْلاً برَجُلٍ، فكذََلك لم نَثِقْ بضَبْطه في هََذا الحَرْف، فنقُولُ: لعلَّ هََذا الدَّحْلَ كانَ كَثيرَ العَناكِب مَهْجُوراً لا تَرِدُ عليه الرّعاةُ إِلاّ قليلاً، فسُمِّي بالفُدْسيّ ، إِما بالضّمِّ نِسبةً إِلى المفرد، أَو الفِدَسيّ ، بكسر ففتح، نسبةً إِلى الجَمْع، و عَجيبٌ تَوَقُّفُ الأَزهريِّ فيه، و كَأَنَّهُ لم يَتَأَمَّلْ، أَو لَم يَثْبُتْ عنْدَه ما يَطْمَئنُّ إِليه قَلبُه، فتأَمَّلْ و أَنْصِفْ.
و الفَيْدَسُ ، كحَيْدَرٍ: الجَرَّةُ الكَبيرَةُ ، و هي دُونَ الدَّنِّ و فَوْقَ الجَرَّةِ، يَسْتَصْحِبُها سَفْرُ البَحْرِ ، أَي مُسافِرُوه، و هي لُغةٌ مصْريَّةٌ ، قاله الصّاغانيُّ.
و قال ابنُ الأَعْرَابيِّ: أَفْدَسَ الرجُلُ، إِذا صارَ في إِنَائه ، هََكذا في سائر النُّسَخ، و في التكملة و العُباب، و هو خطأٌ، قلَّدَ المصنِّفُ فيه الصّاغَانيَّ، و الذي في نَصِّ النَوادر، على ما نَقَلَه الأَزْهَريُّ و غيرُه: صارَ في بَابه [1] الفِدَسَةُ ، و هي العَنَاكِبُ ، فتأَمَّل ذََلك، و اللََّه تعالَى أَعْلَمُ.
فدكس [فدكس]:
الفَدَوْكَسْ : الأَسَدُ ، كالدَّوْكَس.
و الفَدَوْكَس : الرَّجلُ الشَّديدُ ، عن ابن عَبّادٍ، و قيل:
الرجُلُ الجَافِي.
و فَدَوْكَسٌ : حَيٌّ منْ تَغْلِبَ، التَّمْثيلُ لسيبَوَيْه، و التَّفْسير للسِّيرافيِّ، و هو جَدٌّ للأَخْطَل ، و في الصّحَاح: رَهْطُ الأَخْطَل الشاعر، و اسمُه غِيَاث بن غَوْثٍ التَّغْلبيُ ، و هم من بَني جُشَمَ بن بَكْر بن حُبَيب بن عَمْرو بن غَنْم بن تَغْلب، هََكَذَا ذَكَروا، و نَقَلَه في العبَاب عن ابن الكَلْبيّ في جَمْهَرة نَسَب تَغْلبَ، و ذكر الناشِريُّ النَّسّابَةُ أَنّ الفَدَوْكَسَ هو ابنُ مالك بن جُشَمَ. و ساق نَسَبَ الأَخْطَل، فقال: غِيَاثُ بنُ غَوْث بن الصَّلْت [2] بن طارِقَةَ [3] بن عَمْرو بن سحبل بن الفَدَوْكَس ، و في العبَاب: طارِقَةُ بن سَيْحانَ بن عَمْرو بن فَدَوْكَس ، و في المؤْتَلف و المخْتَلف للآمديِ [4] : طارِقة بن التَيَّحَان [5] ، مثْل هَيَّبَانَ.
فردس [فردس]:
الفِرْدَوْس ، بالكَسْر ، و أَطْلَق في ضَبْط ما بَقِيَ لشُهْرَته: الأَوْدِيَةُ الَّتي تُنْبِتُ ضُرُوباً من النَّبْت ، و عِبَارةُ المحْكَم: هو الوَادِي الخَصِيبُ، عنْدَ العَرَب، كالبُسْتَان. و قال الزَّجّاج: حَقيقَةُ الفِرْدَوْس أَنّه البُسْتَانُ الذي يَجْمَعُ كُلَّ ما يَكُونُ في البَسَاتِينِ ، قال: و كذََلك هو عنْدَ كُلِّ أَهلِ لُغَةٍ.
و قيل: الفِرْدَوُس عنْدَ العَرب: المَوْضِعُ تكونُ فيه الكُرُومُ ، و أَهْلُ الشام يقولون للبَسَاتينِ و الكُرومِ: الفَرَادِيس . و قال أَهلُ اللُّغَة: الفِرْدَوْس مذَكَّرٌ، و قد يُؤَنَّثُ ، و منه قولُه تعالَى:
اَلَّذِينَ يَرِثُونَ اَلْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهََا خََالِدُونَ[6] و إِنَّمَا أَنَّثَ؛ لأَنَّه عَنَى به الجَنَّةَ، و هو قَليلٌ، و لذا أَتَى بلفظ «قَد» .
و اختُلِفَ في لَفْظَةِ الفِرْدَوْس ، فقيل: عَرَبيَّةٌ ، و هو قولُ الفَرّاءِ، أَو رُوميَّةٌ نُقِلَتْ إِلى العَرَبيَّة، نقلَه الزَّجّاجُ و ابنُ سيدَه، أَو سُرْيانيَّةٌ ، نقلَه الزَّجَّاجُ أَيضاً [7] .
و فِرْدَوْسُ : اسمُ رَوْضة دونَ اليَمَامَة، لبَنِي يَرْبُوع بن حَنْظَلةَ بن مالك بن زَيْد مَنَاةَ بن تَمِيمٍ، و فيه يَقُولُ الشّاعر:
تَحِنُّ إِلى الفِرْدَوْسِ و البِشْرُ دُونَهَا # و أَيْهَاتَ منْ أَوْطانِهَا حَوْثُ حَلَّتِ
و فِرْدَوْسٌ : ماءٌ لبَني تَمِيمٍ قُرْبَ الكُوفَة ، و هو بعَيْنه الرَّوْضَةُ الّتي لبَني يَرْبُوعٍ منهم، المُشْتَمِلَةُ على ميَاهٍ يُسَمَّى كُلُّ وَاحدٍ منها بالفِرْدَوْس ، و هََذا من المصنِّف غريبٌ، كيف يُكرِّرهما و هُمَا وَاحدٌ، و أَحْيَاناً يَفْعَل ذََلك في كِتَابه.
و قَلْعَةُ فِرْدَوْسٍ بقَزْوِينَ ، و إِليها نُسِبَ أَبو الفَتح نَصْرُ بنُ رِضْوَانَ بن بَروان [8] الفِرْدَوْسيُّ ، أَجازَ الخَطيبَ عبدَ القاهر [9]
ابنَ عبد اللََّه الطُّوسيَّ، و التَّقيَّ سلَيْمَانَ بنَ حَمزَةَ. مات سنة 647. و كذا الوَليُّ المشْهور الشَّيْخُ نَجيب الدِّين الفِرْدَوْسيُّ ، صاحب الطَّريقة الفِرْدَوْسيَّة ، و المدفونُ بالحَوْض الشَّمْسيِّ من حَضْرة دهْلى، حَرَسَها اللََّه تعالَى و سائرَ بلاد الإِسلام.
و الفُرْدُوس ، كعُصْفُورٍ: النُّزُلُ يكونُ في الطَّعَام ، نقلَه ابنُ درَيْدٍ عن قَوْمٍ من أَهْل البَحْرَيْن.
[7] نقل الأزهري عن السدي قال: الفردوس أصله بالنبطية فرداسا. و ذهب ابن الأنباري إلى التأكيد بكونه عربياً مستدلاً بقول حسان: و إن ثواب اللََّه. البيت، سيرد قريباً.