و الفَرْدَسَةُ : السَّعَةُ، و منه صَدْرٌ مُفَرْدَسٌ ، أَي وَاسِعٌ، أَو و مِنْه اشتقَاقُ الفِرْدَوْس ، كما نَقَلَه ابنُ القَطّاع، و هََذا يؤَيِّد أَنْ يكونَ عَرَبيًّا، و يَدلُّ له أَيضاً قَوْلُ حَسّانٍ:
و إِنّ ثَوَابَ اللََّه كُلَّ مُوَحِّدٍ # جِنَانٌ من الفِرْدَوْس فيهَا يُخلَّدُ
و فَرْدَسَه : صَرَعَه ، و قال كُراع: الفَرْدَسَةُ : الصَّرْعُ القَبِيحُ، يقَال: أَخَذَه ففَرْدَسَه ؛ إِذا ضَرَب به الأَرْضَ ، و نَقَلَه الصاغَانيُّ فنَسَبَه إِلى اللَّيْث.
و فَرْدَسَ الجُلَّةَ: حَشَاها مُكْتَنِزاً ، و قد فُرْدِسَتْ ، عن أَبي عَمْرٍو.
*و ممّا يسْتَدْرَك عليه:
الفِرْدَوْس : الرَّوْضَةُ، عن السِّيرافيِّ.
و الفِرْدَوْس : خُضْرَةُ الأَعْشَابِ.
و الفِرْدَوْسُ : حَدِيقَةٌ في الجَنَّة، و هي الفِرْدَوْسُ الأَعْلَى الَّتي جاءَ ذِكُرَها في الحَديث.
و قالَ اللَّيْثُ: كَرْمٌ مُفَرْدَسٌ أَي مُعَرَّشٌ.
و قال العَجَّاجُ:
و كَلْكَلاً و مَنْكِباً مُفَرْدَسَا
قالَ أَبو عَمْرٍو: أَي مَحْشُوًّا مُكْتَنزاً.
و المُفَرْدَسُ : العَرِيضُ الصَّدْرِ.
و فِرْدَوْسٌ الأَشْعَريُّ، و يقال: ابنُ الأَشْعَريِّ، فَرْدٌ سَمِعَ الثَّوْريَّ.
و باب فِرْدَوْسٍ : أَحَدُ أَبوابِ دارِ الخِلافَة، نقلَه الصاغَانيُّ.
و زَيْنُ الأَئمَّة عبد السَّلام بنُ محمَّد بن عليٍّ الخُوَارزْمِيُّ الفِرْدَوْسيُّ ، اشتَهر بذََلك لروايته كتَابَ الفِرْدَوْسِ الأَعْلَى، عن مُؤلِّفه شَهْرَدَارَ بنِ شِيرُوَيْه، روَى عنه صاعِدُ بنُ يوسفَ الخُوارَزْميُّ.
فرس [فرس]:
الفَرَس : وَاحِدُ الخَيْل، سُمِّيَ به لدَقِّه الأَرْضَ بحَوَافِرِه، و أَصْلُ الفَرْسِ : الدَّقُ [1] ، كما قاله الزَّمَخْشَريّ، و أَشارَ له ابنَ فارسٍ للذَّكَر و الأُنْثَى ، و لا يقَال للأُنْثَى:
فَرَسَةٌ ، قال ابنُ سِيدَه: و أَصلُه التَّأْنيثُ، فلذََلكَ قالَ سِيبَوَيْه: و تقولُ: ثلاثَةُ أَفْرَاسٍ ، إِذا أَرَدْتَ المُذَكَّرَ، أَلْزَمُوه التَّأْنيثَ، و صارَ في كلامِهم للمؤَنَّث أَكثرَ منه للمُذَكَّر، حَّتى صارَ بمنزِلَة القَدَمِ، قال: و تَصْغيرها: فُرَيْسٌ ، نادرٌ. أَو هي فَرَسَةٌ ، كما حَكَاه ابنُ جِنِّي، و في الصّحاح: و إِن أَرَدْتَ تَصْغيرَ الفَرَسِ الأُنْثَى خاصَّةً، لم تَقُلْ إِلاّ فُرَيْسَةً ، بالهَاءِ، عن أَبي بَكْر بن السَّرَّاج. ج أَفْراسٌ و فُروسٌ ، و عَلَى الأَوّل اقْتَصَر الجَوْهَريُّ، و راكِبُه فارِسٌ ، أَي صاحِبُ فَرَسٍ ، على إِرادة النَّسَب، كلاَبِنٍ و تَامِرٍ، قال ابنُ السِّكِّيت: إِذا كَانَ الرجُلُ عَلَى حافِر، بِرْذَوْناً كان أَو فَرَساً أَو بَغْلاً أَو حِمَاراً، قلتَ: «مَرَّ بنَا فَارِسٌ على بَغْلٍ، و مَرَّ بنَا فارسٌ على حِمَارٍ، قال الشاعر:
ج فُرْسانٌ و فَوَارِسُ ، و هو أَحَدُ ما شَذَّ في هََذا النَّوْع، فجاءَ في المذَكَّر على فَوَاعِلَ، قال الجَوْهَرِيُّ في جَمْعه على فَوَارِسَ : و هو شَاذُّ ، لا يُقَاس عليه؛ لأَنَّ فَوَاعِلَ إِنَّمَا هو جَمْعُ فاعِلَةٍ، مثل ضاربَةٍ و ضَوَارِبَ أَو جَمْعُ [2] فاعِلٍ إِذا كانَ صِفَةً للمؤنَّث، مثْل حائضٍ و حَوَائضَ، أَو ما كان لغير الآدَميِّين، مثل جَمَلٍ بازلٍ و جِمَالٍ بَوَازلَ، و عاضهٍ و عَوَاضِهَ، و حائطٍ و حَوَائطَ، فأَمّا مذَكَّرُ مَا يَعْقِلُ فلم يُجْمَعْ عليه إِلا فَوارِسُ و هَوَالِكُ و نَوَاكِسُ، فَأَمَّا فَوَارسُ ، فلأَنه [3]
شيْءٌ لا يكونُ في المؤَنَّث، فلم يُخَفْ فيه اللَّبْس، و أَمّا هَوَالِكُ فإِنَّمَا جاءَ في المَثَل: «هالكٌ في الهَوَالك» فجرَى
[1] في الأساس و التهذيب: «دقّ العنق» و زيد في التهذيب: ثم جعل كل قتل فَرْساً.