نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 7 صفحه : 634
هُمَا سَيِّدانَا يَزْعُمَانِ و إِنَّمَا # يَسُودَانِنَا أَنْ يَسَّرَتْ غَنَمَاهُمَا
أَي ليس فيهما من السِّيادَة إِلاّ كَونُهما قد يَسَّرَت غَنمَاهُما، و السُّؤددُ يُوجِب البَذْلَ و العَطاءَ و الحِرَاسَةَ و الحِمَايةَ و حُسْنَ التَّدبيرِ و الحِلْم، و ليس عندهما من ذََلك شيءٌ.
و يقَال أَيضاً: يَسَّرَت الغَنَمُ، إِذا وَلَدَت و تَهَيَّأَت للوِلاَدة.
و اليُسْر ، بالضّمِّ، و اليُسُرُ ، بضمَّتَيْن، و اليَسَار ، كسَحَابٍ، و اليَسَارَةُ ككَرَامة، و المَيْسرَةُ ، مثَلَّثة السِّين:
السُّهُولَةُ و الغِنَى و السَّعَة، قال سيبويه: ليسَت المَيْسرَةُ على الفِعْل، و لكنها كالمَسْربَة و المَشْربَة في أَنّهما ليسَتَا على الفِعْل. قال الجوهريّ: و قرأَ بعضُهم: فَنَظرَةٌ إِلى مَيْسُرِهِ [1] بالإِضافَة. قال الأَخْفَش: و هو غير جائز، لأَنّه ليس في الكلام مَفْعُل بغير الهاءِ، و أَما مَكْرُم و مَعْون [2] فهما جمْع مَكْرُمَة و مَعُونَة.
و أَيْسَرَ الرَّجلُ إِيساراً و يُسْراً ، عن كُراع و اللّحيانيّ: صار ذا غِنًى، فهو مُوسِرٌ قال: و الصحيح أَنّ اليُسْر الاسمُ و الإِيسارَ المصدرُ، ج مَيَاسِيرُ عن سِيبويه. قال أَبو الحَسَن:
و إِنما ذَكرنَا مثْل هََذا الجمْعَ لأَنّ حُكْم مثلِ هََذا أَن يُجْمع بالواو و النون في المذكّر، و بالأَلف و التاءِ في المؤنّث.
أَو اليُسْرُ : ضِدّ العُسْر ، و كذََلك اليُسُر ، مثل عُسْر و عُسُرٍ، و 16- في الحديث : «إِنّ هََذا الدِّينَ يُسْرٌ » . أَي سَهْل سَمْحٌ قَليلُ التَّشديدِ.
و تَيَسَّر لفلان الخُروجُ و اسْتَيْسَرَ له، بمعنًى، أَي تَهَيَّأَ.
و قال ابن سيده: تَيَسَّر الشيءُ و اسْتَيْسَرَ : تَسَهَّلَ ، و يقال:
أَخَذَ ما تَيَسَّرَ و ما اسْتَيْسَر ، و هو ضِدُّ ما تَعَسّرَ و الْتَوَىَ. و 16- في حديث الزكاة : «و يَجْعَلُ معها شاتَيْنِ إِن اسْتَيْسَرَتَا له أَو عِشرينَ دِرْهِماً» . أَي تَيَسَّرَ و سَهُلَ، و هو استفعَل من اليُسْرِ .
و قوله تعالى: فَمَا اِسْتَيْسَرَ مِنَ اَلْهَدْيِ[3] قيل: ما تَيَسَّر من الإِبل و البَقَرِ و الشاءِ، و قيل: من بَعيرٍ أَو بَقَرَةٍ أَو شاة.
و يَسَّرَه هو: سَهَّلَه ، و حكَى سِيبويه: و يَسَّرَه و وَسَّعَ عليهو سَهَّلَ، و الَّتيسير يكونُ في الخَيْرِ و الشَّرِّ ، و من الأَوّل قوله تعالى: فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرىََ[4] و من الثّاني قوله تعالى:
أَقامَ و أَقْوَى ذاتَ يَوْمٍ و خَيْبَةٌ # لأَوّل مَنْ يَلْقَى و شَرٌّ مُيَسَّرُ
و المَيْسور : ضِدُّ المَعْسورِ، و هو ما يُسِّرَ . قال ابنُ سِيدَه:
هََذا قَول أَهلِ اللغة. أَو هو مَصْدَرٌ على مَفْعول ، و هو قَول سيبويه، قال أَبو الحَسَن: هََذا هو الصَّحِيح، لأَنّه لا فِعْلَ له إِلاّ مَزِيداً، لم يقولوا يَسَرْتُه في هََذا المعنَى، و المَصادِر التي على مِثال مفعول ليست على الفِعْل الملفوظِ به، لأَنّ فَعَل و فَعِلَ و فَعُلَ إِنما مَصادِرها المطَّرِدة بالزِّيادة مَفْعَل كالمَضْرَب، و ما زادَ على هََذا فعَلى لفظِ المُفَعَّل، كالمُسَرَّح من قوله:
أَلمْ تَعْلَمْ مُسَرَّحِيَ القَوَافِي
و إِنّمَا يَجيءُ المفعول في المصدر على تَوَهُّم الفِعْل الثُّلاثيّ و إِن لم يُلْفَظ به، كالمَجْلُود من تَجَلَّد، و له نظائرُ ذُكِرَت في مَواضِعها.
و اليَسِير ، كأَمير: القَلِيلُ، و اليَسِير : الهَيِّنُ. يقال: شيءٌ يَسِيرٌ ، أَي هَيِّنٌ أَو قَليل، و اليَسِير : فَرَسُ أَبي النَّضِيرِ[6]
العَبْشَميّ ، نقله الصاغانيّ. و اليَسِير : القَامِر، كاليسُور ، كصَبورٍ، هََكذا في سائر النُّسَخ. و المَنْقُول عن ابن الأَعرابيّ: الياسِرُ له قِدْحٌ، و هو اليَسَرُ و اليَسُور ، و أَنشد:
بما قطّعْنَ من قُرْبَى قَرِيب # و ما أَتْلَفْنَ من يَسَرٍ يَسُورِ
فليُنْظر هََذا مع عبارة المصنّف.
و أَبو اليَسِير محمّد بن عبد اللََّه بن عُلاَثَةَ، و أَبو اليَسِير عُلْوَانُ بنُ حُسَيْن، محدِّثانِ ، الأَخير شيخٌ لابن شاهين، ذكرَهما الذهبيّ. و أَبو جَعْفَرٍ و هو محمّد بنُ يَسِير البصريّ شاعِرٌ ، و هو القائل يَرْثِي نفسَه: