نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 7 صفحه : 597
رُوِيَ في قول لَبِيد يَصِف نَخلاً:
عُصَبٌ كَوَارِعُ في خَلِيج مُحَلِّمٍ # حَمَلَتْ فمنْهَا مُوقَرٌ مَكْمُومُ
ج مَوَاقِرُ .و يقال: اسْتَوْقَرَ وِقْرَهُ طَعَاماً: أَخَذَهُ. و استَوْقَرتِ الإِبلُ:
سَمِنَتْ و حَمَلَت الشُّحُومَ. قال:
كأَنَّها من بُدُن و اسْتيقارْ # دَبَّتْ عليها عارِمَاتُ الأَنْبَارْ
و من المَجازِ: الوَقَارُ كسَحابٍ: الرَّزَانَةُ و الحِلْم، و الوَقَارُ : لَقَبُ زَكرِيَّا [1] بن يحْيَى بن إِبراهيم المِصْريّ الفَقيه، عن ابن القَاسم و ابن وَهْب، و روَى الحَديث عن ابن عُيَيْنَةَ و بِشْر بن بَكْر، و هو ضعيف. و قال الذَّهَبيّ في الديوان: كَذّابٌ. و وَقّارٌ ، كشَدَّاد: ابنُ الحُسَيْن الكِلابيَ الرَّقِّيّ، عن أَيّوب بن محمّد الورّاق و عنه ابنُ عَدِيّ، و هما محَدِّثانِ. قال الحافظ: و الأَخير رَوى أَيضاً عن المُؤَمّل بن إِهاب، و عنه أَبو بكرٍ الشّافعيّ و أَبو بكر الخَرَائطيّ، رأَيت له في كتاب اعْتلال القُلُوب حَديثاً باطِلاً، و هو فَرْدٌ. و أَما الذي بالتخفيف فجَماعة غير زَكريّا.
و وَقُرَ الرّجلُ ككَرُمَ، يَوْقُر وَقَارةً و وَقَاراً ، بالفَتْح فيهما، و وَقَرَ يَقِر ، كوَعَد يَعِد، قِرَةً ، و تَوَقَّرَ و اتَّقَر ، إِذا رَزُنَ. و رجل مُتَوقِّر : ذو حِلْمٍ و رَزَانةٍ، و منه 16- الحديث : «لم يَسْبِقْكُم أَبو بكْرٍ بكثْرةِ صَوْمٍ و لا صلاةٍ و لََكنّه بشيْءٍ وَقَرَ في القَلب» و في رواية: «لِسِرٍّ وَقَرَ في صَدْره» . أَي سَكَن فيه و ثَبَت، من الوَقَار و الحِلْم و الرَّزَانة.
و التَّيْقُورُ : الوَقَارُ ، فَيْعُولٌ منه ، و قيل: لغة في التَّوْقير ، و التَّاءُ مُبْدلَة من واوٍ ، و أَصْله وَيْقُور، قال العَجّاج:
أَي أَمْسَى وَقَاري . حملَه على فَيْعُول، و يقال [3] : حملَهعلى تَفْعُول مثل التَّذْنُوب و نحوه، فكرِهَ الواو مع الياءِ فأَبْدَلها تاءِ لئلاّ يشبه فوْعُول فيخالِف البناءَ، أَ لاَ تَرَى أَنَّهُمْ أَبدَلُوا الوَاوَ حين أَعربوا فقالوا: نَيْروز.
و رَجلٌ وَقَارٌ و وَقُورٌ ، كسَحابٍ و صَبُور، أَي ذو حِلْم و رَزَانَةٍ، كالمُتَوقِّر ، و وَقُرٌ ، كنَدُسٍ ، هََكذا في سَائر الأُصول التي بأَيْدينا، و الذي في اللّسَان: وَقَرٌ ، محرِّكةً، و أَنشد للعَجّاج يمدحُ عُمرَ بنَ عُبيْد اللََّه بن مَعْمَرٍ الجُمحيّ:
هََذا أَوَانُ الجِدِّ إِذْ جَدَّ عُمَرْ # و صَرَّحَ ابنُ معْمرٍ لمن ذَمَرْ
و وَقَرَ الرجلُ كوَعَد ، يَقِرُ وَقْراً فهو وَقُورٌ [5] ، و وَقُرَ يَوْقُر وُقُورة ، إِذا جَلَسَ ، و هو مَجاز، و منه قوله تعالى: وَ- قَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ[6] و قيل: هو من الوَقار ، و قيل: من قَرَّ يَقِرُّ و يقَرُّ، و قد تقدّم.
و التَّوْقيرُ : التَّبْجِيلُ و التَّعظيم، قال اللََّه تعالى: وَ تُعَزِّرُوهُ وَ تُوَقِّرُوهُ[7] يقال: وَقَّرَه ، إِذا بَجَّلَه و لم يَستخِفّ به، و هو مَجاز. و التَّوْقير : تَسْكينُ الدَّابَّةِ ، قال الشاعر:
يَكادُ يَنْسَلُّ من التَّصْديرِ # على مُدَالاَتِيَ و التَّوْقِيرِ
و التَّوْقِير ، التَّجْريحُ، و التَّزْيينُ هََكذا في سائر النُّسَخ التي بأَيْدينَا، و لعلَّ صوابَه: و التَّمْرين، و يكون من قولهم وَقَّرَتْه الأَسْفَارُ، إِذا صَلَّبتْه و مَرَّنَته كأَنّهَا جَرحَتْه فتَعَوَّد عليها، أَو يكون التَّوْقيح بدَل التَّجْريح، فيكون أَقربَ من التَّجْريح في سَبْك المَعْنَى مع التّمرين، أَو الصّواب التَّرْزين بدل التَّزْيين و هو التَّعْظيم و التفخيم، فليُنظر ذََلك.
[3] بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: و يقال حمله على تفعول إِلخ، عبارة اللسان: قيل كان في الأصل و يقور فأبدل الواو تاء حمله على فيعول، و يقال: حمله على تفعول مثل التذنوب و نحوه، فكره الواو مع الواو فأبدلها تاء لئلا يشتبه بفوعول فيخالف البناء الخ ا هـ فتأمل» و هي عبارة التهذيب.
[4] المشطور الرابع في التهذيب و الصحاح و قد جاء في التهذيب شاهداً على قوله: «قال: و وقر الرجل من الوقار يقر فهو وقور، و وقُرَ يَوْقُر» و أَيضاً الصحاح، جاء فيهما مستشهداً به على أن «وقر» في الرجز فعلٌ. و قد أشار مصحح اللسان إِلى ما ورد في الصحاح.