نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 7 صفحه : 50
و تَشَكَّرَ له بَلاءَه، كشَكَرَهُ ، و تَشَكَّرْتُ له، مثل شَكَرْتُ له، و 16- في حديثِ يَعْقُوبَ عليه السلامُ : «أَنّه كان لا يَأْكُلُ شُحُومَ الإِبِلِ تَشَكُّراً للََّهِ عَزَّ وَ جَلَّ» . أَنشد أَبو عَليٍّ:
و إِنِّي لآتِيكُمْ تَشَكُّرَ ما مَضَى # من الأَمْرِ و اسْتِيجَابَ ما كان في الغَدِ
و الشَّكُور ، كصَبُورٍ: الكَثِيرُ الشُّكْرِ و الجمعُ شُكُرٌ ، و في التَّنْزِيلِ: إِنَّهُ كََانَ عَبْداً شَكُوراً[1] و هو من أَبْنِيَةِ المُبَالغة، و هو الذي يَجْتَهِدُ في شُكْرِ رَبِّه بطاعَتِه، و أَدائِه ما وَظَّفَ عليه من عبادَتِه.
و أَما الشَّكُورُ في صِفاتِ اللََّه عَزَّ و جَلَّ فمعناه أَنه يَزْكُو عندَه القَلِيلُ من أَعمالِ العِبَادِ فيُضَاعِفُ لهم الجَزَاءَ، و شُكْرُه لِعِبَادِه مَغْفِرَتُه لهم.
و قال شيخُنَا: الشَّكُورُ في أَسمائِه هو مُعْطِي الثَّوابِ الجَزِيلِ بالعمَلِ القَلِيلِ؛ لاستِحالة حَقِيقَتِهِ فيه تعالى، أَو الشُّكْرُ في حَقِّه تعالى بمَعنَى الرِّضَا، و الإِثَابَةُ لازمَةٌ للرِّضا، فهو مَجَازٌ في الرِّضا، ثم تُجُوِّزَ به إِلى الإِثابَةِ.
و قولُهم: شَكَرَ اللََّه سَعْيَه، بمعنَى أَثَابَهُ.
و من المَجاز: الشَّكُورُ : الدّابَّةُ يَكفِيها العَلَفُ القَلِيلُ.
و قيل: هي التي تَسْمَنُ على قِلَّةِ العَلَفِ ، كأَنَّها تَشْكُرُ و إِنْ كانَ ذََلك الإِحسانُ قَلِيلاً، و شُكْرُهَا ظُهُورُ نَمَائِها و ظُهُورُ العَلَفِ فيها، قال الأَعْشَى:
و لا بُدَّ من غَزْوَةٍ في الرَّبِيعِ # حَجُونٍ تُكِلُّ الوَقَاحَ الشَّكُورَا
و الشَّكْرُ ، بالفَتْح الحِرُ ، أَي فَرْجُ المَرْأَةِ، أَو لَحْمُهَا ، أَي لحْمُ فَرْجِهَا، هََكذا في النُّسخ، قال شيخُنا: و الصوابُ أَو لَحْمُه، سواءٌ رَجَعَ إِلى الشَّكْرِ أَو إِلى الحِرِ، فإِنّ كلاًّ منهما مُذَكّر، و التأْوِيلُ غيرُ مُحْتَاجٍ إِليه.
قلْت: و كأَن المُصَنِّفَ تَبع عبارَةَ المُحْكَم على عادته، فإِنّه قال: و الشَّكْرُ : فَرْجُ المَرْأَةِ، و قيل: لَحْمُ فَرْجِهَا، و لََكِنه ذَكَرَ المرأَةَ، ثم أَعادَ الضَّمير إِليها، بخِلاَف المُصَنّف فتَأَمَّل، ثم قال: قال الشَّاعر يَصِفُ امرأَةً، أَنْشَدَه ابنُ السِّكِّيتِ:
و الشَّكْرُ : النِّكَاحُ ، و به صَدَّر الصَّاغانيّ في التكملة.
و شَكْرٌ ، بالفَتْح [4] : لَقَبُ وَالاَنَ بنِ عَمْرٍو، أَبِي حَيٍّ بالسَّرَاةِ و قيل: هو اسمُ صُقْعٍ بالسَّرَاةِ، و 14- رُوِيَ أَنّ النّبيّ صلى اللََّه عليه و سلّم، قال يَوْماً: «بأَيّ بلادِ[اللََّه] [5] شَكْرٌ : قالوا: بموضِعِ كذا، قال: فإِنّ بُدْنَ اللََّه تُنْحَرُ عِندَه الآنَ، و كان هُنَاكَ قومٌ من ذََلك المَوْضِعِ، فلمّا رَجَعُوا رَأَوْا قَوْمَهُم قُتِلُوا في ذََلِكَ اليومِ» . قال البَكْرِيُّ: و من قَبَائِلِ الأَزْدِ شَكْرٌ ، أُراهُم سُمُّوا باسمِ هََذا المَوضعِ.