responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي    جلد : 7  صفحه : 351

فقال أَحَدُهُمَا: أَنا فَطَرْتُها ، أَي أَنا ابْتَدَأْتُ حَفْرَهَا. و ذَكَرَ أَبو العَبّاسِ أَنَّه سَمِعَ ابنَ الأَعرابيّ يقولُ: أَنا أَوَّل من فَطَرَ هََذا، أَي ابتَدَأَه.

و الفِطْرُ ، بالكَسْرِ: نَقِيضُ الصَّوْم، فَطَرَ الصائمُ‌ يَفْطُر فُطُوراً : أَكَلَ و شَرِب، كَأَفْطَر . و فَطَرْتُه و فَطَّرْتُه ، بالتَّشْدِيد، و أَفْطَرْتُه . قال سيبويه: فطَّرْتُه فأَفْطَر نادِرٌ. قلتُ فهو مِثْلُ بَشَّرْتُه فأَبْشَرَ. و رَجُلٌ فِطْرٌ ، بالكسر: للواحِدِ و الجَمِيع‌ ، وَصْفٌ بالمَصْدر، و مُفْطِرٌ من‌ قوم‌ مَفَاطِيرَ ، عن سيبويه، مِثْلُ مُوسِر و مَيَاسِيرَ. قال أَبو الحَسَنِ: إِنَّمَا ذَكَرْتُ مِثْلَ هََذا الجَمْع لأَنَّ حُكْمَ مِثْلِ هََذا أَن يُجْمَعَ بالوَاو و النُّونِ في المُذَكّر، و بالأَلف و التاءِ في المُؤَنَّثِ.

و الفَطُورُ ، كصَبُور: ما يُفْطَرُ عَلَيْه، كالفَطُورِيّ ، بياءِ النِّسْبة، كأَنَّه منسوب إِليه.

و الفَطِيرُ ، كأَمِيرٍ: خلافُ الخَمِير، و هو العَجِين الذي لم يَخْتَمِرْ، تقولُ: عِنْدِي خُبْزٌ خَمِيرٌ و حَيْسٌ فَطِيرٌ ، أَي طَرِيٌّ.

و 17- في حديث مُعَاويَة : «ماءٌ نَمِيرٌ، و حَيْسٌ فَطِيرٌ » . أَي طَرِيّ قريبٌ حَدِيثُ العَمَلِ. و قال اللِّحْيَانيّ: خُبْزٌ فَطِيرٌ ، و خُبْزَةٌ فَطِيرٌ ، كِلاهُمَا بغير هاءٍ، و كذََلك الطِّينُ. و كلُّ ما أُعْجِلَ عن إِدْرَاكِه‌ فَطِيرٌ ، و هََكذا قالَهُ اللَّيْثُ أَيضاً.

و يُقَالُ‌ أَطْعَمَه فَطْرَى ، كسَكْرَى، أَي فَطِيراً ، و هََذا خِلافُ ما ذَكَرَهُ ابنُ الأَثِير أَنَّ جَمْعَ الفَطِيرِ فَطْرَى مَقْصُورَة.

ثُمَّ رَأَيْتُ المُصَنِّفَ قد أَخَذَ ذََلك من عِبَارَة الصاغَانِيّ فحَرَّفَهُ و وَهِم فِيها، و ذََلك أَنَّ نَصَّ الصاغانيّ: و أَطْعِمَةٌ فَطْرَى : من الفَطِير ، كذا هو بِخَطّه مُجَوَّداً مَضْبُوطاً، جَمْعُ طَعَامٍ، فَظَنَّ المصنِّف أَنَّه فِعْلٌ ماض، و هُوَ وَهَمٌ كبيرٌ، فليُحْذَر من ذََلك، و لَوْلا أَنِّي رَأَيتُ ابنَ الأَثِير و غَيْرَه قد صَرَّحُوا بأَنَّهُ جَمْعُ فَطِير ، و هو مقصُورٌ، لَسلَّمْتُ له ما ذَهَبَ إِليه، فتَأَمَّلْ.

و الفَطِيرُ : الدّاهِيَةُ ، نَقَلَه الصاغانيّ.

و فُطَيْرٌ كزُبَيْرِ: تابِعَيّ. و فُطَيْرٌ : فَرَسٌ وَهَبَهُ قَيْسُ بن ضِرارِ للرُّقَادِ بنِ المُنْذِرِ الضَّبِّيّ، كذا نَقَلَه الصاغانيّ.

و في التَّكْمِلَة: و قولُهم « الفِطْرَة صاعٌ من بُرٍّ» فمَعْنَى الفِطْرَةِ صَدَقَةُ الفِطْر ، هََذا نَصُّ الصاغانيّ بعَيْنِه. و هُنَا للشَّيْخ ابنِ حَجَرٍ المَكِّيّ كلامٌ في شَرْحِ التُّحْفَة، حيثُ قَال: الفِطْرَة مُوَلَّدَةٌ، و أَمّا ما وَقَع في القَامُوس من أَنَّهَا عَرَبِيَّةٌ فغَيْرُ صَحِيح. ثم قال: و قد وَقَعَ له مِثْلُ هََذا مِنْ خَلْطِ الحَقَائِق الشَّرْعِيَّة باللُّغَوِيَّة شَيْ‌ءٌ كثيرُ، و هو غَلَطٌ يجب التَّنْبِيهُ عليه. قلتُ: و قد وَقَعَ مِثْلُ ذََلك في شُرُوح الوِقَايَة، فإِنَّهم صَرَّحُوا بأَنَّهَا مُوَلَّدَة، بل قِيل: إِنَّهَا مِنْ لَحْنِ العامَّة. و صَرَّحَ الشِّهَابُ في شِفَاءِ الغَلِيلِ بأَنَّهَا من الدَّخِيل.

و إِنّمَا مُرَادُ الصاغانيّ من ذِكْرِه مُسْتَدْرِكاً به على الجوهريّ بيانُ أَنّ قَوْلَ الفُقَهَاءِ « الفِطْرَةُ صاعٌ من بُرٍّ» على حَذْفِ المُضَافِ، أَي صَدَقَة الفِطْر ، فحُذِفَ المُضَاف، و أُقِيمَتِ الهاءُ في المُضَاف إِلَيْه لِتَدُلَّ على ذََلك. و جاءَ المُصَنِّف و قَلَّده في ذََلك، و راعَى غايةَ الاخْتِصار مع قَطْعِ النَّظرِ أَنّها من الحَقَائق الشَّرْعِيَّة أَو اللُّغَوِيَّة، كما هي عادَتُه في سائر الكِتاب، ادِّعاءً للإِحاطَة، و تَقْلِيداً لِلصّاغانيّ و ابنِ الأَثِيرِ فيما أَبْدَيَاهُ من هََذِه الأَقوالِ. فَمَنْ عَرَف ذلََك لا يَلُومُه على ما يُورِدُه، بَلْ يَقْبَلُ عُذْرَه فيه. و الشيخُ ابنُ حَجَرٍ رَحِمَه اللََّه تعالَى نَسَبَ أَهلَ اللُّغَةِ قاطِبَةً إِلى الجَهْلِ مُطْلَقاً، و ليت شِعْرِي إِذا جَهِلَتْ أَهل اللُّغَة فمَنْ الذي عَلِمَ؟و هل الحَقَائق الشَّرْعِيَّة إِلاّ فُرُوعُ الحقائِق اللُّغَوِيّة؟و قد سَبَقَ له مِثْلُ هذا في التَّعْزِيرِ من إِقامَة النَّكير، و قد تَصَدَّيْنا لِلْجَوابِ عنه هُنالِكَ على التَّيْسِيرِ. و اللََّه يَعْفُو عن الجَمِيع، وَ هُوَ عَلى‌ََ كُلِّ شَيْ‌ءٍ قَدِيرٌ* .

و الفِطْرَةُ : الخِلْقَة. أَنْشَد ثَعْلَب:

هَوِّنْ عَلَيْك فقد نَالَ الغِنَى رَجُلٌ # في فِطْرَةِ الكَلْبِ لا بالدِّينِ و الحَسَبِ‌

و الفِطْرَةُ : ما فَطَرَ اللََّه عليه الخَلْقَ من المَعْرِفَة به. و قال أَبو الهَيْثَم: الفِطْرَة : الخِلْقة التي خُلِقَ عليها المَوْلُودُ في‌ بَطْنِ أُمِّه، و به فَسَّر قولَه تعالى: فِطْرَتَ اَللََّهِ اَلَّتِي فَطَرَ اَلنََّاسَ عَلَيْهََا لاََ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اَللََّهِ [1] . قال: و 14- قولُه صلى اللّه عليه و سلّم : «كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ على الفِطْرَةِ » . يعني الخِلْقَةَ التي فُطِرَ عَلَيْهَا في‌ رَحِمِ أُمِّه‌ من سَعادَة أَو شَقاوَة، فإِذا وَلَدَه يَهُودِيّان هَوَّدَاه فُي حُكْمِ الدنيا، أَو نَصْرانِيان نَصَّرَاه في الحُكْمِ، أَو مَجُوسِيّان مَجَّسَاه في الحُكْمِ، و كان حُكْمُه حُكْمَ أَبَوَيْه حَتَّى يُعَبِّرَ عنه لِسانُه، فإِنْ مَاتَ قَبْلَ بُلُوغِه مَاتَ على ما سَبَقَ لَهُ من الفِطْرَة التي فُطِرَ عليها، فهََذِه فِطْرَةُ المَوْلُود. قال: و فِطْرَةٌ ثانِيَة،


[1] سورة الروم الآية 30.

نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي    جلد : 7  صفحه : 351
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست