نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 7 صفحه : 340
الرَّجُلِ، و فِجَارُ المَرْأَةِ، و فِجَارُ القِرْدِ، و فِجَارُ البَرّاضِ.
قلتُ: و الأَخِيرُ هو الوَقْعَةُ العُظْمَى، نُسِبَت إِلى البَرّاضِ بن قَيْسٍ الذي قَتَلَ عُرْوَةَ الرَّحّالَ، و إِنَّمَا سُمِّيَتْ بذََلك لأَنَّهَا كانَتْ في الأَشْهُرِ الحُرُم، و كانتْ بَيْنَ قُرَيش و مَنْ مَعَهَا من كِنَانَةَ، و بَيْنَ قَيْسِ عَيْلانَ في الجاهِليّة، و كانَت الدَّبْرَةُ ، أَي الهَزيمَةُ، على قيْس. فَلَمَّا قاتَلُوا فيها قالُوا: قد فَجَرْنا ، فسُمِّيَتْ لِذََلكَ فِجَاراً ، و هو مَصْدَرُ فاجَرَ مُفاجَرَةً و فِجَاراً :
ارْتَكَبَ الفُجُورَ ، كما حَقَّقَه السُّهَيْلِي في الرَّوْض. و فِجَارَاتُ العَرَبِ: مُفَاخَرَاتُهَا. 14- و قد حَضَرَهَا النبيُّ صلى اللََّه تعالَى عليه و سلَّم، و هو ابنُ عِشْرِينَ سنةً، و في الحَدِيث: «كنْتُ أَنْبُلُ على عُمُومَتِي يَوْمَ الفِجَارِ ، و رَمَيْتُ فيه بأَسْهُم، و ما أُحِبُّ أَنِّي لم أَكُنْ فَعَلْتُ» . و في رِوايَة: «كُنْتُ أَيّامَ الفِجَارِ أَنْبُلُ على عُمُومَتِي» .
و ذُو فَجَرٍ ، مُحَرَّكَة: ع ، قال بَشِيرُ بنُ النِّكْث:
حَيْثُ تَرَاءَى مَأْسَلٌ و ذُو فَجَرْ # يَقْمَحْنَ من حِبَّتِهِ ما قَدْ نَثَرْ
و الفُجَيْرَة ، كجُهَيْنةَ: ع.و يقالُ: رَكِبَ فلانٌ فَجْرَةَ و فَجَارِ مَمْنُوعةً من الصَرْفِ، أَي كَذَبَ و فَجَرَ .
و عن ابن الأَعرابِيّ: أَفْجَرَ الرَّجُلُ، إِذا جاءَ بالفَجَرِ ، أَي بالمالِ الكَثِيرِ. و أَفْجَرَ ، إِذا كَذَبَ، و أَفْجَرَ ، إِذا زَنَى ، و أَفْجَرَ ، إِذا كَفَرَ، و أَفْجَرَ ، إِذا عَصَى بفَرْجِه، و أَفْجَرَ ، إِذا مالَ عن الحَقِ[1] . الأَخيرُ ليس من قَوْلِ ابنِ الأَعرابيّ، بل أَلْحَقَه الصاغانيّ من كَلامِ غَيْره. و أَفْجَرَ اليَنْبُوعَ: أَنْبَطَهُ ، أَي أَخْرَجَهُ.
يَفْتَجِرُ [3] القَوْلَ و لم يَسْمَعْ بِهِ # وَ هْوَ إِنْ قِيلَ: اتَّقِ اللََّه، احْتَفَلْ
*و مّما يُسْتَدْرَك عليه:
فَجَّرَه [4] ، إِذا نَسَبَه للفُجُور ، كفَسَّقَهُ و كَفَّرَهُ. و منه 17- حَدِيثُ ابنِ الزُّبَيْر : « فَجَّرتَ بنَفْسِكَ» .
و قال المُؤَرّج: فَجَرَ الرَّجُلُ: أَخْطَأَ في الجَوَاب. و فَجَرَ ، إِذا رَكِبَ رَأْسَه فمَضَى غيرَ مُكْتَرِثٍ.
و قال ابنُ شُمَيْل: الفُجُور : الرُّكُوب إِلى ما لا يَحِلُّ.
و حَلَفَ فلانٌ على فَجْرَةٍ ، و اشتمل على فَجْرَةٍ ، إِذا رَكبَ أَمراً قَبِيحاً من يَمِينٍ كاذبَة أَو زِنًى أَو كَذِبٍ.
و الفَاجِرُ : المُكذِّبُ، لِمَيْله عن الصِدْقِ و القَصْدِ. و عن ابنِ الأَعرابيّ: الفاجِرُ : الساقطُ عن الطّرِيق.
و 17- في حديث عائشَة [5] رَضِي اللََّه عنها : «يا لَفُجَرَ » . معدولٌ عن فاجِر للمُبَالَغَة، و لا يُسْتَعْمَلُ إِلاّ في النِّداءِ غالِباً.
و سِرْنا في مُنْفَجَرِ الرَّمْلِ: و هو طَريقٌ يكونُ فيه، و هو مَجازٌ.
و الفَجرُ ، محرَّكة [6] : يُكْنَى به عَنْ غَمَرَاتِ الدُّنْيَا. و منه 17- حَدِيثُ أَبِي بَكْرٍ رضي اللََّه عنه : «لأَنْ يُقَدَّمَ أَحَدُكُم فتُضْرَبَ عُنقُه خَيْرٌ له من أَنْ يَخُوض في [7] غَمَرَاتِ الدُّنْيَا، يا هادِيَ الطَّرِيقِ جُرْتَ، إِنّمَا هو الفَجْرُ أَو البَحْر [8] » . يقولُ: إِن انْتَظَرْتَ حتى يُضِيءَ لك الفَجْرُ أَبْصَرْتَ قَصْدَك، و إِن خَبَطْتَ الظَّلْمَاءَ و رَكِبْتَ العَشْواءَ هَجَمَا بِكَ على المَكْرُوه.
فضَرَب الفجرَ و البَحْرَ [9] مَثَلاً لغَمَراتِ الدُّنْيَا. و قد تَقدّم البَحْرُ في مَوْضِعه.
*تتمة:
اختُلف في مَعْنَى قولِه تعالَى: بَلْ يُرِيدُ اَلْإِنْسََانُ