و قال ابنُ الأَنْبَاريّ في قولهم: «لا أَراني اللََّه بكَ غِيَراً » ، الغِيَرُ : مِنْ تغيُّرِ الحال، و هو اسمٌ بمَنْزلَةِ القِطَع و العِنَب و ما أَشْبَهَهُمَا. قال: و يجوزُ أَنْ يكونَ جَمْعاً، واحدتُه غِيَرَةٌ .
و أَرْضٌ مَغِيرَةٌ ، بالفَتْح، و مَغْيُورَةٌ ، أَي مَسْقيَّةٌ أَو مَمْطُورَة.
و غارَه يَغِيرُه غَيْراً : وَدَاهُ ، و قال أَبو عُبَيْد [3] : غارَني الرَّجُلُ يَغُورُنِي و يَغِيرُنِي ، إِذا وَدَاكَ، من الدِّيَة. و غارَهُ من أَخِيه يَغِيرُه و يَغُورُه غَيْراً : أَعْطَاهُ الدِّيَةَ، و الاسمُ منه الغِيرَةُ ، بالكَسْر و ج الغِيَرُ ، كعِنَب و قيل: الغِيَرُ اسمٌ واحِدٌ مُذكَّر، و الجَمْع أَغْيَارٌ ، مثلُ ضِلَع و أَضْلاع. و قال أَبو عَمْرو: الغِيَرُ جَمْعُ غِيَرَةٍ ، و هي الدِّيَة، قال بعضُ بَنِي عُذْرَةَ:
و غَيَّرَه ، إِذا أَعْطَاهُ الدِّيَةَ. و أَصْلُها من المُغايَرَةِ ، و هي المُبَادَلَة، لأَنَّهَا بَدَلٌ من القَتْلِ. قال أَبو عُبَيْدَةَ: و إِنّمَا سَمَّى الدِّيِةَ، لأَنَّهَا بَدَلٌ من القَتْلِ. قال أَبو عُبَيْدَةَ: و إِنّمَا سَمَّى الدِّيِةَ غِيَراً ، فيما أُرَى، لأَنّه كان يَجِبُ القَوَدُ، فغُيِّرَ القَوَدُ به [5] ، فسُمِّيَت الدِّيَةُ غِيَراً ، و أَصلُه من التَّغْيِير . و قال أَبو بَكْرٍ: سُمِّيَت الدِّيَةُ غِيَراً ، لأَنَّهَا [6] غُيِّرَت عن القَوَد إِلى غَيْرِه ؛ رَواه ابنُ السَّكّيت في الواو و الياءِ.
و قال ابن سِيدَه: غارَ الرَّجُلُ على امرأَتِه و كذا غارَتْ هِيَ عَلَيْهِ تَغَارُ ، بعلامَة المذكّر الغائب و مؤنّثه غَيْرَةً ، بالفَتْح، و غَيْراً ، بِغَيْر هاءٍ، و غَاراً و غِيَاراً ، ككِتَابٍ، قال الأَعْشَى:
لاحَهُ الصَّيْفُ و الغِيَارُ و إِشْفا # قٌ عَلَى سَقْبَةٍ كقَوْسِ الضّالِ
و تقدّم الاسْتِشْهَادُ على «الغارِ» في المادَّة التي تقدَّمَتْ، فهو غَيْرانُ ، بالفَتْح، من قوم غَيَارَى ، كسَكارَى، و غُيَارَى ، بالضَّمّ أَيضاً، كما قاله الجوهَرِيّ. قال البَدْرُ القَرَافِيُّ: و لم يَجِىءْ شيْءٌ من الجَمْعِ بالضَّمِّ مع الفَتْحِ غَيْرهُ و غَيْر سُكارَى و عُجَالَى. و حَكَى المُصَنِّف الكَسْرَ في كسَالَى أَيضاً، و غَيُورٌ ، كصَبُور، من قَوْمٍ غُيُرٍ ، بضمّتَيْن ، صَحَّتِ الياءُ لخِفّتها عليهم و أَنّهم لا يَسْتَثْقِلُون الضّمَّة عليها اسْتِثْقَالَهم لها على الواو. و مَنْ قال: رُسْلٌ، قال: غُيْرٌ . و الغَيُورُ فَعُولٌ من الغَيْرَة ، و هي الحَمِيَّةُ و الأَنَفَةُ، و يقال: رَجُلٌ مِغْيَارٌ ، أَي شَدِيدُ الغَيْرَةِ ، مِنْ قَوْم مَغايِيرَ قال النابِغَة:
و هي غيْرَى ، كسَكْرَى، من قَوْم غَيَارَى ، و غَيُورٌ من غُيُرٍ ، و لو قال: و هي غَيْرَى و غَيُورٌ ، و الجَمْع كالجَمْع، كان أَخْصَرَ. و يُقَال: رَجُلٌ غَيُورٌ ، و امرأَةٌ غَيُورٌ ، بلا هاءٍ، لأَنّ فَعُولاً يشترِكُ فيه الذكرُ و الأُنْثَى.
و غَارَهُمُ اللََّه تَعَالَى بمَطَر يَغِيرُهم غَيْراً و غِيَاراً : سَقَاهُمْ و أَصابَهم بخِصْب. و غارَهُمْ بخَيْرٍ يَغِيرُهم غَيْراً و غِيَاراً :
أَعْطَاهُمْ ، و كذا بالرِّزْق.
و غارَ فُلاناً يَغِيرُه غَيْراً : نَفَعَه ، فاغْتَارَ هو: انْتَفَع. قال عبدُ مَنَافِ بنُ ربْعٍ [7] الهُذَلِيّ:
ماذَا يَغِيرُ ابْنَتَيْ رِبْعٍ عَوِيلُهما # لا تَرْقُدان و لا بُؤسَى لمَنْ رَقَدَا
يقولُ: لا يُغْنِي بُكاؤُهما على أَبيهِمَا مِنْ طَلَب ثأْرِه شيئاً.
و أَغَارَ[8] الرَّجُلُ أَهلَه: تَزوَّج عليها فغارَتْ هِيَ؛ حكاه أَبو عُبَيْدٍ عن الأَصمعيّ، و قد تَقَدّم في «غ و ر» أَيضاً لأَنّ المادةَ واوِيّةٌ و يائِيّة.
و غايَرَهُ بسِلْعَةٍ مُغَايَرَةً : عارَضَه بالبَيْع و بَادَلَه.و غارَهُ غَيْراً : مارَهُ.
و اغْتَارَ : امْتَارَ ، و خَرَجَ يَغْتَارُ لأَهْلِه، أَي يَمْتَارُ؛ نقله الصاغانيّ عن الفرّاءِ.
[4] في الصحاح «بني أمية» و مثله في التكملة نقلا عن الجوهري. قال الصاغاني: «و الرواية بني أميمة، بميمين و البيت لزيادة بن زيد، و كان معاصر هدبة بن الخشرم و مهاجيه، و يروى أيضاً لشاعر من بني رقاش يذكر ما صنعوا بهدبة» .