و غَرَّ فلانٌ فُلاناً: فَعَلَ به ما يُشْبِهُ القَتْلَ و الذَّبْحَ بغِرارِ الشَّفْرَةِ.
و قولُ أَبي خِراشٍ:
فغارَرْتُ شَيْئاً و الدَّرِيسُ كأَنَّمَا # يُزَعْزِعُه وَعْكٌ من المُومِ مُرْدِمُ
قيل: معنى غارَرْتُ : تَلَبَّثْتُ، و قيل تَنَبَّهْتُ؛ هََكذا ذَكَرَه صاحِبُ اللسَان هنا، و الصَّوَابُ ذِكْرُه في العَيْن المهملَة، و قد تَقَدّم الكلامُ عليه هُنَاك، و كذا رِوايَةُ البَيْتِ.
و يَوْمٌ أَغَرُّ مُحَجَّلٌ، مَجازٌ، قال ذُو الرُّمَّة:
كَيَوْمِ ابنِ هِنْد و الجِفَارِ كمَا تَرَى # و يَوْمٍ بذِي قارٍ أَغَرَّ مُحجَّلِ [4]
قاله الزمخشريّ:
و يقال: وَلَدَتْ ثَلاثةً على غِرَارٍ واحِد، ككِتَاب، أَي بعضُهم في إِثْرِ بَعْض ليس بينهم جارِيَةٌ. و قال الأَصمعيّ:
الغِرَارُ : الطَّرِيقَة. يقال: رَمَيْتُ ثَلاثةَ أَسْهُم على غِرَارٍ واحِد، أَي على مَجْرًى واحِد. و بَنَى القَوْمُ بُيُوتهم على غِرَارٍ واحد.
و أَتانَا [5] على غِرَارٍ واحدٍ، أَي على عَجَلَةٍ. و لَقِيتُه غِرَاراً ، أَي على عَجَلَة، و أَصلُه القِلَّةُ في الرَّوِيَّةِ [6] للعَجَلة. و ما أَقَمْتُ عنده إِلاّ غِرَاراً ، أَي قليلاً.
و الغُرُورُ ، بالضَّمّ: جمْع غَرٍّ ، بالفتح: اسمُ ما زَقَّتْ به الحَمامةُ فَرْخَها، و قد استعمله عَوْفُ بن ذِرْوَة في سَيْرِ الإِبل، فقال:
يعني أَنه أَجْهَدَهَا فكأَنَّهُ احْتَسَى تلك الغُرُورَ .
و حَبْلٌ غَرَرٌ : غَيْرُ مَوْثُوقٍ به. قال النَّمِرُ:
تَصَابَى و أَمْسَى عَلَيْهِ الكِبَرْ # و أَمْسَى لِجَمْرَةَ حَبْلٌ غَرَرْ
و غُرَّ عَلَيْه المَاءُ، و قُرَّ عليه الماءُ، أَي صُبَّ عَلَيْه. و غُرَّ في حَوْضِك: صُبَّ فيه. قال الأَزهريّ: و سمعتُ أَعرابيّاً يقول لآخَر: غُرَّ في سِقَائِك، و ذََلك إِذا وَضَعَهُ في المَاءِ وَ مَلأَه بِيَدِه يَدْفَع المَاءَ فيه دَفْعاً بكَفِّه، و لا يَسْتَفِيقُ حتَّى يَمْلأَهُ.
و 16- في الحَدِيث : «إِيّاكُمْ و المُشَارَّةَ [7] ، فإِنّها تَدْفِنُ الغُرَّةَ ، و تُظْهِر العُرَّةَ» . المُرَادُ بالغُرَّة هنا الحَسَنُ و العَمَلُ الصالحُ على التَّشْبِيه بغُرّه الفَرس.
و 16- في الحَدِيثِ : «عَلَيْكُم بالأَبْكارِ فإِنَّهُنَّ أَغَرُّ غُرَّةً » . إِمّا من غُرَّةِ البَيَاضِ و صَفَاءِ اللَّوْن [8] أَو أَنّهنَّ أَبْعَدُ من فِطْنَة الشَّرّ و مَعْرفَتِه، من الغرَّة ، و هي الغَفْلَةُ، كما 16- في حَدِيثٍ آخَرَ :
«فإِنَّهُمْ أَغرُّ أَخْلاقاً» .
[1] كذا، و بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: لضأن، كذا في خطه و مثله في اللسان، و لعله: قوادم لضأن» .