هََكذا أَنْشَدَه الصاغانيّ. و في اللّسَان: «مَوَال لنا» .
و يُرْوَى: «الوَلاءُ» ، بالكسْر. و قد اخْتُلِفَ في مَعْنَى العَيْرِ في هََذا البَيْتِ اختلافاً كثيراً، حتى حَكَى الأَزهريّ عن أَبي عَمْرِو بن العَلاءِ أَنه قالَ: ماتَ مَنْ كانَ يُحْسِنُ تَفْسِيرَ بَيْتِ الحارِثِ بنِ حِلِّزَةَ:
زَعَمُوا أَنّ كُلَّ من ضَرَبَ العَيْر
إِلى آخرِه. و ها أَنا أَجْمَعُ لك ما تَشَتَّتَ من أَقْوَالِهم في الكُتُب، لئلاّ يَخْلُوَ هََذا الكِتَابُ عن هََذه الفائِدَة.
فقِيلَ: العَيْرُ هُنا: كُلَيْبٌ، أَي أَنّهم قَتَلوهُ، فجَعَلَ كُلَيْباً عَيْراً . قال ابنُ دُرَيْد: و أَنشدَ ابنُ الكَلْبِي لِرَجُلٍ من كَلْبٍ قَدِيمٍ فيما ذكره، و جَعَلَ كُلَيْباً عَيْراً كما جَعَلَه الحارِثُ- أَيضاً عَيْراً في شِعْره:
فمَا يُنْجِيكُمُ مِنّا شِبَامٌ # و لا قَطَنٌ و لا أَهْلُ الحَجُونِ
كذا نقلَهُ الصاغانيّ.
و قيل: العَيْر : هنا سَيّدُ القَوْم و رَئِيسُهم مُطْلَقاً.
و قِيل: بل المُرَادُ به هو المُنْذِرُ بن ماءِ السَّمَاءِ، لِسِيادَتِه.
و قال الصاغانيّ: لأَنَّ شَمِراً قَتَلَهُ يومَ عَيْنِ أُباغَ، و شَمِرٌ حَنَفِيٌّ، فهو مِنْهُم. و قيل: المُرَاد بالعَيْرِ هنا الطَّبْلُ.
و قيل: مَعْنَاه: كُلّ من ضَرَبَ بجَفْنٍ على عَيْر ، أَي على مُقْلَة.
و قيل: المُرادُ بالعَيْرِ الوَتِدُ، أَي مَن ضَرَبَ وَتِداً من أَهْلِ العَمَدِ مُطْلَقاً.
و قيل: يَعْنِي إِياداً، لأَنّهُم أَصْحابُ حَمِيرٍ.
و قيل: يَعْنِي بالعَيْرِ جَبَلاً.
و منهم مَنْ خَصَّ فقال: جَبَلاً بالحِجَازِ، و أَدْخَلَ علَيْه الَّلامَ كأَنَّهُ جَعَلَهُ من أَجْبُلٍ، كُلُّ واحِدٍ منها عَيْرٌ ، و جَعَلَ [2]
اللام زائدَةً على قوله:
و لَقَدْ نَهَيْتُكَ عن بَنَاتِ الأَوْبَرِ
إِنما أَراد: بَناتِ أَوْبَرَ، فقال: كلُّ من ضَرَبَهُ أَي ضَرَبَ فيه وَتِداً أَو نَزَلَهُ.
و قال أَبو عَمْرٍو: العَيْر : هو النّاتِىءُ في بُؤْبُؤِ العَيْن، و معناه أَنّ كُلّ من انْتَبَهَ من نَوْمِه حتَّى يَدُورَ عَيْرُه [جَنَى] [3]
جِنَايَة فهو مَوْلًى لَنَا، يقولُونه ظُلْماً و تَجَنِّياً. قال: و مِنْهُ قولُهم: «أَتَيْتُكَ قَبْلَ عَيْرٍ و ما جَرَى» ، أَي قَبْلَ أَن يَنْتَبِهَ نائمٌ [4] .