نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 7 صفحه : 190
و قال زُهَيْرٌ:
لَيْثٌ بعَثَّرَ يَصْطادُ الرّجالَ إِذا # ما اللَّيْثُ كَذَّبَ عن أَقْرَانِه صَدَقَا
و عَثْر كبَحْرٍ: د، باليَمَنِ ، هكذا قَيَّدَه أَبو العَلاءِ الفَرَضِيُّ بالسكون، و ذَكَره كذلك ابن السَّمْعَانِيّ و تبعه ابنُ الأَثِيرِ، و هو مُقْتَضَى قَولِ الأَمِير، و إِليه نُسِب يُوسُفُ بنُ إِبراهيمَ العَثْرِيُّ ، عن عبدِ الرَّزَّاق، و عنه شُعَيْبٌ الذّارِعُ، و رَدّ الحازَمِيُّ على ابنِ ماكُولا، و زَعَمَ أَنه منسوبٌ إِلى عَثَّر كبَقَّمٍ، قال الحافظ: و ليس كذلك فإِنّ المُشَدَّد لم يُنْسَبْ إِليه أَحدٌ، ثم قال: و بالسكونِ أَيضاً أَبو العَبّاس أَحمَدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عليٍّ الحارِثِيّ العَثْرِيّ ، و من المتأَخّرين محمّد بنُ إِبراهِيمَ العَثْرِيّ ، ابن قرية الشاعرُ.
و عُثَارَى ، كسُكَارَى، بالضَّمِ : اسم وَادٍ ، لا يَخفَى أَنّه لو اقتصر على قَوْله بالضّمّ لكان أَخْصَر.
و يقال: عَثْيَرُ الشَّيْءِ ، كجَعْفَر عَيْنُه و شَخْصُه ، هكذا في الأُصُولِ كُلِّهَا، و الصَّوابُ عَيْثَرُ الشيْءِ، بتقديمِ الياءِ على المثَلَّثَةِ، كما في التَّكْمِلَةِ و اللِّسَانِ، و منه يقال: عَيْثَرْتُ الشَّيْءَ، إِذَا عايَنْتَ و شَخصت.
و عَثِرَةُ كزَنِخَة ، قد جاءَ ذِكْرُهَا في الحَدِيثِ ، و قالُوا: إِنّهَا اسمُ أَرْض. و 14- أَما الحَدِيثُ فهو : «أَنه صلى اللََّه عليه و سلّم مَرَّ بأَرْض تُسَمَّى عَثِرَةَ أَو عَفِرَةَ أَو غَدِرَةَ فسمّاهَا خَضِرَةَ» . أَي تفاؤُلاً؛ لأَنّ العَثِرَة هي التي لا نَباتَ بها، إِنّمَا هي صَعيدٌ قد عَلاَها العِثْيَرُ ، و هو الغُبَارُ، و العَفِرَةُ من عُفْرَةِ الأَرضِ، و الغَدِرَةُ: التي لا تَسْمَحُ بالنَّبَاتِ، و إِنْ أَنْبَتَتْ شيئاً أَسْرَعَتْ فيه الآفَةُ، قاله الصاغانيّ، و قد تَقَدَّم في خ ض ر فراجعْه.
و من المَجَاز: يُقَال: أَعْثَرَ به عندَ السُّلْطَانِ ، أَي قَدَحَ فيهِ و طَلَبَ تَوْرِيطَه و أَن يَقَعَ منه في عاثُورٍ [1] ، كذا في الأَساسِ و التكملة.
و عَيْثَرٌ ، كحَيْدَر، ابنُ القَاسِمِ، مُحَدِّثٌ و ذكره الصاغانيّ في ع ب ث ر.
و عُثَيْرٌ ، كزُبَيْرٍ، في ع ت ر ، كأَنَّه يُشير إِلى اسمِ بانِيقَلعَةِ عُمَارَةَ بنِ عُتَيْرٍ، الذي تقدّم ذِكْرُه، و إِلاّ فليس هناك ما يُحَال عليه، و الصواب، أَنّه عُبَيْثِرٌ، بضمّ ففتْح الموحَّدةِ، تصغير عَبْثَر، و هو ابن صُهْبَانَ القَائِدُ كما ذَكره الصاغانيّ في محلّه، فتصحَّفَ على المصَنِّف في اسمين، و الصّوابُ مع الصّاغانِيّ، فتأَمَّلْ.
و عِثْرَانُ ، بالكسر، و عُثَيْرٌ ، كزُبَيْرٍ، و عَثِيرٌ ، مثل أَمِيرِ، و عِثْيَرٌ ، مثل حِذْيَمٍ: أَسْمَاءٌ ، هكذا في الأُصولِ كُلِّها، و هو غَلَطٌ أَيضاً؛ فإِنّ الصّاغانيّ ذَكرَ في هؤلاءِ الأَرْبَعَةِ أَنّهَا مَواضِعُ [2] لا أَسماءُ رِجالٍ، كما هو مفهوم عِبارَتهِ، فتأَمَّلْ.
*و مما يستدرك عليه:
العَثْرَةُ ، بالفتح: الزَّلَّةُ، و هو مَجَازٌ، و 16- في الحديثِ : «لا حَلِيمَ إِلاّ ذُو عَثْرَةٍ » . أَي لا يُوصَفُ بالحِلْمِ حتّى يَرْكَبَ الأُمُورَ [3] ؛ و يَعْثُرَ فِيهَا، فيَعْتَبِرَ بها و يَسْتَبِينَ مَواضِعَ الخَطَإِ فيَجْتَنبها.
و العَثْرَةُ : المَرَّةُ من العِثَارِ في المَشْيِ.
و العَثْرَةُ : الجِهَادُ و الحَرْبُ، و منه 16- الحَدِيثُ : «لا تَبْدَأْهُم بالعَثْرَةِ » . أَي بل ادْعُهُم إِلى الإِسلامِ أَوّلاً، أو الجِزْيَةِ، فإِن لم يُجِيبُوا فبالجِهَادِ، إِنما سمَّي الحربَ بالعَثْرَةِ نفْسِهَا؛ لأَنّ الحَرْبَ كَثِيرةُ العِثَارِ .
و تَعَثَّرَ لسانُه: تَلَعْثَمَ، و هو مَجازٌ.
و أَقَالَ اللََّه عَثْرَتَكَ و عِثَارَكَ ، و هو مَجازٌ.
و جمع العَثْرَةِ عَثَرَاتٌ ، محرَّكةً.
و أَعْثَرَهُ على أَصْحابِهِ: دَلَّهُ عليهمِ، و هو مَجاز.
و عَثارُ شَرٍّ: مثل عاثُورِ شَرٍّ، عن الفَرّاءِ.
و فلانٌ يَبْغِي صاحِبَه العَوَاثِرَ [4] . و هو جمع جَدٍّ [5] عاثِرٍ ، و هو مَجاز. و أَنشد ابنُ الأَعرابِيّ.
[1] هذا ما جاء في الأساس، و اقتصر في التكملة على: قدح فيه.