responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي    جلد : 7  صفحه : 162

و الظُّفْرُ : معروفٌ، يَكُونُ للإِنْسانِ و غَيْرِه. و قيل: الظُّفْرُ : لمَا لا يَصِيدُ، و المِخْلَبُ لما يَصِيدُ، كُلُّه مذَكَّرٌ، صَرَّحَ به اللِّحْيَانِيّ، و خَصَّه ابنُ السيّد في «الفَرق» بالإِنْسَان، كالأَظْفُورِ ، بالضَّمِّ، و هو لغة في الظُّفْرِ ، و صَرّح به الأَزْهَرِيّ، و أَنشَدَ البيتَ.

وَ قَوْلُ الجَوْهَرِيّ: جَمْعُه أُظْفُورٌ ، غَلَطٌ، و إِنّمَا هو واحِدٌ ، مثل الظُّفْرِ ، قالَ الشّاعر :

ما بَيْنَ لُقْمَتِهَا الأُولَى إِذَا انْحَدَرَتْ‌ [1] # و بَيْنَ أُخْرَى تَلِيهَا قِيسُ أُظْفُورِ

و يروى: «إِذا ازْدَرَدَتْ» و هََكذا أَنْشَدَه المصنّف في كتابه البصائر.

ج: أَظفَارٌ ، و أَظافِيرُ ، و قد سبَقَ المصَنّفَ في الردّ على الجَوْهَرِيّ الصاغانيُّ.

و قد تَمَحَّل شيخُنا من طَرَفِ الجَوْهَريّ بجَوَابٍ كاد أَن يَكُونَ الصّوَاب، قال: عبارَةُ الجَوْهَرِيّ الظُّفُرُ جمعه أَظْفَار ، و أُظْفُورٌ جمعه أَظافِيرُ ، كذا في أَكثرِ أُوصولِنا، و هو صَوابٌ، بل هو أَصوبُ من عبارةِ المصنّف؛ لأَنّه أَعطَى كلَّ جَمْعٍ لمُفْرَدِه، فالأَظفار جمع ظُفُر ، كعُنُقٍ و أَعْنَاق، و الأَظافِيرُ ، جَمْع أُظْفُورٍ ، كما هو ظاهِر. و كلامُ المصنّفِ يُوهم أَنّ كلاًّ من الأَظْفَارِ و الأَظَافِير جمعٌ لظُفُرٍ ، و ليس كذََلك، بل الأَظافِيرُ جمع أُظفُورِ المُفرد، أَو جمع لأَظفَار الجمع، فيكون جمعَ الجَمعِ، و وَقَعَ في بعض نُسَخ الصّحاح زِيَادَةُ واو قبل أَظافِير ، فأَوْهَمَ أَنَّهَا عاطفة، و أَنّ أَظافِيرَ و أُظْفُور و أَظْفَار كلٌّ منها جمع لظُفُرٍ المفرد، و زيادةُ الواو تحريفٌ لا يَنْبَغِي حَمْلُ كَلام الجوهَرِيّ على ثُبوتِها و اللََّه أَعلم، انتهى.

قلت: نُسخ الصّحاحِ كلها بثُبُوتِ الواو، و ليس في واحِدَة منها بحذفِهَا أَصلاً، و كذََلك النُّسْخَة التي نَقَلَ منها الصّاغانِيُّ و صاحِبُ اللسان، و هُمَا هما ثم ما ذكره من كونِ الأَظافِيرِ جمعَ الجمعِ، فقد قال اللّيْثُ: الظُّفُرُ ظُفُرُ الإِصبع، و ظُفُرُ الطّائِر، و الجميع أَظْفَارٌ ، و جماعةُ الأَظْفَارِ أَظَافِيرُ ، و هو في الأَشعار جَيّد جائز.

و قال غيره: الجمعُ أَظْفَارٌ ، و هو الأُظْفُور ، و على هََذاقولهم: أَظافير ، لا على أَنّه جمعُ أَظْفَار الذِي هو جَمْعُ ظُفُرٍ ؛ لأَنّه ليس كلُّ جمْعٍ يُجمع، و لهََذا حَمَلَ الأَخفش قِرَاءَةَ من قَرَأَ: فَرُهُنٌ مَقْبُوضَةٌ [2] على أَنّه جَمْع رَهْنٍ، و يجوزُ قِلَّتُه؛ لئَلاّ يَضطَرَّه إِلى ذََلك أَن يكونَ جمعَ رِهان الذِي هو جمعُ رَهْنٍ.

و أَمّا من لم يَقُلْ إِلا ظُفرٌ فإِنّ أَظافيرَ عندَهُ مُلْحِقَةٌ له بباب دُمْلُوج، بدليلِ ما انضافَ إِليها من زِيَادةِ الواوِ معها، قال ابنُ سِيدَه: هََذا مَذْهَبُ بعضِهم.

و إِذا عَرفْتَ ذََلك فاعْلَمْ أَنّه لا تَوَهُّمَ في كلامِ المصنّف، كما زَعَمَه شيخُنَا. فتأَمَّلْ.

و الأَظْفَرُ : الطَّوِيلُ الأَظْفَارِ العَرِيضُهَا ، و لا فَعْلاَءَ لها من جِهَةِ السّمَاع، كما يقال: رجلٌ أَشْعَرُ للطَّوِيلِ الشَّعرِ، و مَنْسِمٌ أَظْفَرُ كذََلك، قال ذو الرُّمَّةِ:

بأَظْفَرَ كالعَمُودِ إِذَا اصْمَعَدَّتْ # عَلَى وَهَلٍ و أَصْفَرَ كالعَمُودِ

و ظَفَرَهُ يَظْفِرُه ، بالكسر، و ظَفَّرَه تَظْفِيراً ، و أَظْفَرَه ، المضبوط في النُّسخ بفتح الهَمْزَة و سكون الظاءِ، و الصواب اظَّفَرَه ، بتشديد الظاءِ [3] ، كافتعله، و كذََلك اطَّفَرَه، بالطَّاءِ المشدّدةِ، إِذا غَرَزَ في وَجْهِهِ ظُفْرَه ، و يقال: ظَفَّرَ فُلانٌ في وَجْهِ فُلانٍ، إِذا غَرَزَ ظَفْرَه في لَحْمِه فعَقَره، و كذََلك التَّظْفِيرُ في القِثَّاءِ و البطِّيخ، و كلُّ ما غَرَزْتَ فيه ظُفْرَك فشدَخْتَه، أَو أَثَّرتَ فيه فقد ظَفَّرْتَه .

و من المَجَاز: رَجُلٌ مُقَلَّمُ الظُّفرِ عن أَذى النّاسِ، أَي قليلُ الأَذَى، و يقال: إِنّه لمَقْلَومُ الظُّفرِ ، أَي لا يُنْكِي عَدُوَّاً، أَو كَلِيلُه‌ ، أَي الظُّفرِ عن العِدَاءِ، أَي‌ مَهِينٌ‌ ، قال طَرَفةُ:

لَسْتُ بالفَانِي و لا كَلِّ الظُّفُرْ [4]

و قال الزَّمَخْشَرِيّ: هو كَلِيلُ الظُّفُر للمَرِيضِ‌ [5] .


[1] التهذيب و اللسان و الأساس: ازدردت.

[2] سورة البقرة الآية 283.

[3] و مثلها في اللسان.

[4] تمامه في المقاييس 3/446.

لا كليلٌ دالفٌ من هرم # أرهب الليل و لا كلّ الظُفُرْ.

[5] نص الأساس: «و إنه لكليل الظفر للمهين، و به ظُفُرٌ من مرض و ذبابٌ طَرَفٌ منه» .

نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي    جلد : 7  صفحه : 162
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست