responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي    جلد : 7  صفحه : 155

155

عَدْوَى و لا طِيرَةَ و لا هَامَةَ» [1] . و 14- كان النّبيّ صلى اللّه عليه و سلّم يَتفَاءَلُ و لا يَتَطَيَّرُ . و أَصلُ الفأْلِ الكلمةُ الحَسَنَةُ يَسمَعُها عَلِيلٌ، فيتَأَوَّلُ‌ [2]

منها ما يَدُلُّ على بُرْئِهِ، كأَنْ سَمِعَ منادِياً نَادَى رَجُلاً اسمُه سالِمٌ و هو عَليلٌ، فأَوْهَمَه سَلامَتَه مِن عِلَّتِه‌ [2] ، و كذََلِك المُضِلُّ يَسْمَعُ رَجُلاً يقول: يا واجِدُ، فَيَجِدُ ضالَّتَه، و الطِّيَرَةُ مُضَادَّةٌ للفَأْلِ، و كانَت العَرَبُ مَذْهَبُهَا في الفَأْلِ و الطِّيَرَةِ واحِدٌ، فأَثْبَتَ النّبيّ صلى اللّه عليه و سلّم الفَأْلَ واسْتَحْسَنَه، و أَبْطَلَ الطِّيَرَةَ و نَهَى عنها.

و قال ابنُ الأَثِيرِ: [و هو مصدر] [3] تَطَيَّرَ طِيَرَةً ، و تَخَيَّرَ خِيَرَةً، [و] [3] لم يجى‌ء من المصادِرِ هََكذا غَيرُهما، قال:

و أَصلُه فيما يقال: التَّطَيُّرُ بالسَّوانِحِ و البَوَارِحِ من الظِّباءِ و الطَّيْرِ و غيرِهما، و كا ذََلك يَصُدُّهم عن مَقَاصِدِهم، فنفَاه الشَّرْعُ و أَبطَلَه، و نَهَى عنه، و أَخبَرَ أَنّه ليس له تَأْثيرٌ في جَلْبِ نَفْعٍ، و لا دَفْع ضَرَرٍ.

و أَرْضٌ مَطَارَةٌ ، بالفَتْح: كَثيرةُ الطَّيْرِ ، و أَطارَت أَرْضُنا.

و بِئْرٌ مَطَارَةٌ : واسِعَةُ الفَمِ‌ ، قال الشاعر:

كَأَن خَفِيفَها إِذْ بَرَّكُوهَا # هُوِيُّ الرِّيحِ في حَفَرٍ مَطَارِ

و يقال: هُوَ طَيُّورٌ فَيُّورٌ ، أَي‌ حَدِيدٌ سرِيعُ الفَيْئَةِ. و من المجاز: يُقَال: فَرَسٌ مُطَارٌ ، و طَيّارٌ ، أَي‌ حَدِيدُ الفُؤادِ ماض‌ ، كاد أَن يُسْتَطارَ من شِدَّةِ عَدْوِه.

المُسْتَطِيرُ : السّاطِعُ المُنْتَشِرُ يقال: صُبْحٌ مُسْتَطِيرٌ ، أَي ساطِعٌ مُنْتَشِرٌ.

و اسْتَطارَ الغُبَارُ، إِذا انْتَشَرَ في الهَواءِ، و غُبَارٌ مُسْتَطِيرٌ :

مُنْتَشِرٌ، و في حديث بني قُرَيْظَة:

و هَانَ على سَرَاةِ بني لُؤَيٍّ # حَرِيقٌ بالبُوَيْرَةِ مُسْتَطِيرُ

أَي مُنْتَشِرٌ مُتَفَرِّق، كأَنَّه طارَ في نَوَاحِيها.

و المُسْتَطِيرُ : الهَائِجُ من الكِلاَبِ و مِنَ الإِبِلِ‌ ، يقال: أَجْعَلَت الكَلْبَةُ. و اسْتَطارَتْ ، إِذا أَرادَت الفَحْلَ، و خالَفَه اللَّيْثُ، فقال: يُقَال للفَحْلِ من الإِبِلِ: هائج، و للكلبِ مُسْتَطِيرٌ .

و من المَجَاز: اسْتَطَارَ الفَجْرُ و غيرُه، إِذَا انْتَشَرَ في الأُفُقِ ضَوْءُه فهو مُسْتَطِيرٌ ، و هو الصُّبْحُ الصادقُ البَيِّنُ الذي يُحَرِّمُ على الصَّائِمِ الأَكْلَ و الشُّرْبَ و الجِمَاعَ، و به تَحِلُّ صلاةُ الفَجْرِ، و هو الخَيْطُ الأَبْيَضُ، و أَمّا المُسْتَطِيلُ، بلام، فهو المُسْتَدِقُّ الذي يُشَبَّهُ بذَنَبِ السِّرْحانِ، و هو الخَيْظُ الأَسودُ، و لا يُحرِّمُ على الصائمِ شيئاً.

و من المَجَاز: اسْتَطارَ لسُّوقُ‌ ، هكذا في النُّسخ، و الصَّوابُ الشَّقّ، أَي و اسْتَطارَ الشَّقُّ، و عبّر في الأَساس بالصَّدْعِ، أَي في الحائِطِ: ارْتَفَعَ‌ و ظَهَرَ [4] .

و اسْتَطارَ لحائِطُ: انْصَدَعَ‌ ، مِن أَوّله إِلى آخِرِه، و هو مَجَاز.

و استَطَارَ لسَّيْفَ: سَلَّهُ‌ وانتَزَعَه من غِمْدِه‌ مُسْرِعاً ، قال رُؤْبَةُ:

إِذَا اسْتُطيرَتْ من جُفُونِ الأَغْمَادْ # فَقَأْنَ بالصَّقْعِ يَرَابِيعَ الصَّادْ

و يروَى «إِذَا اسْتُعِيرَتْ» .

و اسْتَطَارَت الكَلْبَةُ و أَجْعَلَتْ: أَرادَت الفَحْلَ‌ ، و قد تَقَدَّم قريباً.

و اسْتُطِيرَ الشيْ‌ءُ: طُيِّرَ ، قال الراجز:

إِذَا الغُبَارُ المُسْتَطَارُ انْعَقَّا

و اسْتُطِيرَ فُلانٌ‌ يُسْتَطار اسْتِطَارَةً ، إِذا ذُعِرَ ، قال عَنْتَرَةُ يخاطب عُمَارَة بن زِيَاد:

مَتَى ما تَلْقَنِي فَرْدَيْنِ تَرْجُفْ # رَوَانِفُ أَلْيَتَيْكَ و تُسْتَطَارَا

و اسْتُطِيرَ لفَرَسُ‌ استِطَارَةً ، إِذَا أُسْرَعَ في الجَرْيَ‌ ، هكذا في النُّسخ، و الذي في اللِّسَان و التَّكْمِلَة: أَسْرَعَ الجَرْيَ، فهو مُسْتَطارٌ ، و قول عَدِيّ:


[1] عن اللسان، و بالأصل «و لا هام» .

[2] عبارة التهذيب: فتوهمه بسلامته من علته.

[3] زيادة عن النهاية.

[4] نص الأساس: و استطار الصدع في الحائط: ظهر و انتشر.

نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي    جلد : 7  صفحه : 155
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست