نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 6 صفحه : 506
سخر [سخر]:
سَخِر منه ، هََذِه هي اللُّغَة الفَصِيحة، و بها وَرَد القرآن. قال اللّه تَعالى: فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اَللََّهُ مِنْهُمْ[1] و قال: إِنْ تَسْخَرُوا مِنََّا فَإِنََّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ[2] .
و قال بعضُهم: لو سَخِرْتُ من راضِع لخَشِيتُ أَن يَجُوزَ بي فِعْلُه. و قال الجَوْهَرِيّ: حكَى أَبُو زيد: سَخِرْت بِهِ ، و هو أَردَأُ اللُّغَتَيْن، و نقلَ الأَزهَرِيّ عن الفَرَّاءِ: يقال: سَخِرْت منه. و لا يقال: سَخِرْت بِه. و كأَن المصنِّف تَبِعَ الأَخفَشَ، فإِنه أَجازَهما. قال: سَخِرْت منه و سَخِرْت به، كلاهما كفَرِح -و كذلك ضَحِكْت منه و ضَحِكْت به، و هَزِئْت منه و هَزِئْت به، كُلٌّ يقال. و نَقَل شيخُنَا عن النَّوَوِيّ: الأَفصحُ الأَشْهَرُ: سَخِرَ منه، و إِنما جاءَ سَخِرَ به لتَضَمُّنه معنَى هَزِىءَ- سَخْراً ، بفتح فسكون، و سَخَراً محرَّكةً، و سُخْرَةً ، بالضَّمّ، و مَسْخَراً ، بالفَتْح، و سُخْراً ، بضمّ فسكون، و سُخُراً ، بضَمَّتَيْن: هَزِئ به. و يرْوَى بَيتُ أَعْشَى باهِلَةَ بالوَجْهَيْن:
إِنِّي أَتَتْنِي لِسَانٌ لا أُسَرُّ بها # من عَلْوَ لا عَجَبٌ منها و لا سُخُرُ [3]
بضَمَّتَيْن، و بالتَّحْرِيك، كاستَسْخَر و في الكِتَاب العَزِيز:
وَ إِذََا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ[4] قال ابن الرُّمَّانِّيّ: يَدعُو بعضُهم بعضاً إِلى أَن يَسْخَر ، كَيسْخَرون ، كعَلاَ قِرْنَهُ و استَعْلاه. قال غيره: كما تقول: عَجِبَ و تَعجَّبَ و استَعْجَبَ، بِمَعْنًى واحدٍ.
و الاسمُ السُّخْرِيَةُ و السُّخْرِيُّ ، بالضَّمّ، و يُكْسَرُ. قال الأَزهرِيّ: و قد يكون نَعْتاً، كقَوْلك: هم لك سُخْرِيّ و سُخْرِيَّة . مَنْ ذَكَّرَ قال: سُخْرِيًّا ، و من أَنَّثَ قال:
سُخْرِيَّة ، و قُرِئ بالضَّمّ و الكَسْر قوله تعالى: لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا[5] .
و سَخَرَه ، كمَنَعه ، يَسْخَره سُخْرِيًّا ، بالكَسْرِ و يُضَمّ ، و سَخَّره تَسْخِيراً : كَلَّفَه ما لا يُرِيد و قَهَرَه. و كُلُّ مَقْهُورٍ مُدَبَّرٍ لا يَملِكُ لِنَفْسِه ما يُخَلِّصه من القَهْرِ فذََلك مُسَخَّر . قال اللّهتعالى: وَ سَخَّرَ لَكُمُ اَلشَّمْسَ وَ اَلْقَمَرَ[6] أَي ذَلَّلهما:
و هو سُخْرَةٌ لِي و سُخْرِيٌّ و سِخْرِيٌّ بالضَّمّ و الكَسْر.
و قيل: السُّخْرِيّ بالضَّمّ: من التَّسْخِير : و السِّخْرِيّ ، بالكَسْر، من الهُزْءِ، و قد يقال في الهُزْءِ سُخْريّ و سِخْرِيّ ، و أَمّا من السُّخْرَة فواحِده مَضْمُوم [8] . و قوله تعالى:
فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا[9] بِالْوَجْهَيْن، و الضَّمّ أَجْوَدُ.
و رَجُلٌ سُخَرَةٌ و ضُحَكَةٌ، كهُمَزَةٍ يَسْخَر بالنّاس.
و في التهذيب: يَسْخَرُ من النَّاس.
و كبُسْرَةٍ: مَنْ يُسْخَر مِنْه.
و السُّخْرَة أَيضاً: مَنْ يُسَخَّر في الأَعْمال و يَتَسَخَّر كُلَّ مَنْ قَهَرَه و ذَلَّله من دابَّة أَو خادِمٍ بلا أَجْرٍ و لا ثَمَنٍ.
و منِ المَجَاز سَخَرَت السَّفِينَةُ، كمَنَعَ : أَطاعَت و جَرَتْ و طَابَ
____________
13 *
لها الرِّيحُ و السَّيْرُ ، و اللّه سَخَّرَها تَسْخِيراً ، و التَّسْخِيرُ : التَّذليلُ، و سُفُنٌ سَواخِرُ مَوَاخِرُ، من ذََلك. و كُلُّ ما ذَلَّ و انْقادَ أَو تَهَيَّأَ لَك على ما تُرِيد فقد سُخِّرَ لك.
و قوله تعالى: إِنْ تَسْخَرُوا مِنََّا فَإِنََّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمََا تَسْخَرُونَ[10]أَي إِن تسْتَجْهِلُونَا ، أَي تَحمِلُونا على الجَهْل على سَبِيلِ الهُزْءِ فإِنَا نَسْتَجْهِلُكم كما تَسْتَجهِلُونَنَا ، و إِنما فَسَّرَه بالاستجهال هَرَباً من إِطلاق الاسْتِهْزَاءِ عليه تَعالَى شَأْنُه، مع أَنه واردٌ على سَبِيل المُشاكَلة في آيات كَثِيرة غيرِهَا. و 16- في الحدِيث أَيضاً : «أَ تَسْخَرُ بِي و أَنَا المَلِك» [11] .
قالُوا: أَي أَ تَسْتَهزِئ بِي؛ و قالوا: هو مَجَازٌ و معناه أَتَضَعُني فيما لا أَراه من حَقِّي، فكَأَنَّها صُورَة السُّخْرِيَة ، فتأَمَّلُ.
و سُخَّرٌ [12] ، كسُكَّرٍ: بَقْلَةٌ بخُرَاسَانَ ، و لم يَزِد الصَّاغَانِيّ على قوله: بَقْلَةٌ. و قال أَبو حَنِيفَةَ: هي السَّيْكَرَانُ.