و الزُّفَر : الكَتِيبَةُ، كالزّافِرَةِ ، و هي الجَمَاعَة من النَّاس، و قد تقدّم.
و زُفَر ، بلا لامٍ: اسمُ جَماعَةٍ ، منهم زُفَرُ بنُ الهُذَيلِ الفَقِيهُ، تِلْمِيذُ إِمامنا الأَعظمِ أَبي حَنِيفَةَ رَحِمَه اللّه تعالى.
و زُفَرُ بنُ الحارث العامِريّ أَبو مُزَاحِم، و زُفَرُ بنُ عَقِيل، و زُفَرُ بن صَعْصَعَة بن مالك، و زُفَر بن يَزِيد [2] بن عبد الرحمن بن أَرْدَك، و زُفَر بنُ أَبي كَثِير، و زُفَر العِجْلِيّ، و زُفَر بن عاصم. و سُهَيْل بن أَبِي زُفَر ، و هؤلاءِ في تَارِيخ البُخَارِيّ. و زُفَر بنُ وَثِيمَة بنِ مَالِك بن أَوْس بن الحَدَثان البَصْرِيّ، من كتاب الثِّقَات لابن حِبّان: محدِّثون.
و في الصّحابة، زُفَر بن الحَدَثان بن الحارث النَّصْريّ [3] ، و زُفَر بن حُذَيفة [4] سَيِّد بني أَسد، و زُفَر بن يَزيد بنِ هاشِم، قاله ابن مَنْده.
و الزافِرَةُ من البِنَاءِ: رُكْنُه الذي يَعتَمِد عليه، و الجَمْع الزَّوَافِر . و الزَّافِرة من الرَّجلِ أَنْصارُه و عَشِيرتُه. قال الفَرَّاءُ: جاءَنا و معه زَافِرَتُه ، يَعنِي رَهْطَه و قَوْمَه. قال الزَّمَخْشَرِيّ: لأَنهم يَزْفِرُون عنه الأَثْقَالَ.
و هو زَافِرُ قَوْمِه و زَافِرَتُهم عند السلطان: سَنَدُهم [5] و حامِلُأَعبائِهم، و هو مَجازٌ. و 1- في حَدِيثِ عَلِيٍّ رضي اللّه عنه :
«كان إِذا خَلاَ مع صاغِيَتِه و زَافِرَتِه انْبَسَط» . أَي أَنْصَاره و خَاصَّته.
و الزَّافِرَةُ : الجَمَلُ الضَّخْمُ ، لأَنَّه حاملُ الأَثقال.
و زافِرَةُ الرُّمْحِ و السَّهْمِ: نَحوُ الثُّلثِ، و هو أَيضاً ما دُونَ الرِّيش من السَّهْم. و قال الأَصْمَعِيُّ: ما دُونَ الرِّيشِ من السَّهْمِ فهو الزَّافِرَة ، و ما دُونَ ذلك إِلى وَسَطه هو المَتْن، و مثْله قَولُ الجوهريّ. و قال ابن شُمَيْل: زَافِرَةُ السَّهْمِ:
أَسفل من النَّصْل بِقَلِيل إِلى النصْل. أَو ما دُون ثُلُثَيْه ممّا يَلِي النَّصْلَ ، قاله عِيسَى بنُ عَمر.
و الزَّافِرَة : السَّيِّدُ الكَبِيرُ ، لأَنه يَحمِل الحَمَالاتِ، و هو الجَوَادُ، كزُفَر .
و من المَجَاز: و بأَيْدِيهِم الزَّوافِر ، جمع زَافِرَة ، و هي القَوْسُ ، على التَّشْبِيه بالضُّلُوع.
و من المَجَاز قولهم: لِمَجْدِهم زَوَافِرُ . زَوَافِرُ المَجْدِ:
أَعْمدَتُه و أَسْبَابُه المُقَوِّيَةُ له ، تَشبيهاً بزَوَافِر الكَرْمِ، و هي خُشُبٌ تُقَام و يُعرَّض عليها الدِّعَمُ لتَجْرِيَ عليها نَوامِي الكَرْم.
و الزَّفِير كأَمير: الدَّاهية كالزَّبِير، بالباء: و أَنشد أَبو زيد:
و الدَّلْوَ و الدَّيْلَمَ و الزَّفِيرَا
و الزَّفِير و الزَّفْر : أَن يَملأَ الرَّجلُ صَدْرَه غَمّاً ثمّ هو يَزْفِرُ به. و قيلَ: هو إِخراجُ النَّفَسِ مع صوتٍ مَمْدُود.
و قال الرَّاغِب: أَصْلُ الزَّفِيرِ تَردِيدُ [6] النَّفَسِ حتَّى تَنْتَفِخ منه الضُّلوعُ. و يُستعمَلُ غالِباً في أَوَّلِ صَوْتِ الحِمَار ، و هو النَّهِيق، و الشَّهِيقُ آخِرُهُ ، أَي رَدّ الصَّوْت في آخِرِه، أَي غالِباً.
و قال اللَّيْثُ في تَفْسِير قولِه تعالى: لَهُمْ فِيهََا زَفِيرٌ وَ شَهِيقٌ[7] الزَّفِير : أَوَّل نَهِيقِ الحِمَار و شِبْهِهِ، و الشَّهِيقُ آخِرُه، لأَنَّ الزَّفيرَ إِدخَالُ النَّفَسِ و الشَّهِيقَ إِخراجُه، و الاسمُ الزَّفْرَةُ ، و الجَمْع الزَّفَرَاتُ .
[1] ضبطت في التهذيب بالتحريك، ضبط قلم. و في التكملة و اللسان فكالقاموس.