responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي    جلد : 6  صفحه : 378

عَلِمْتم أَنَّ عِتْقَهم يَعُود عَلَيْكم و عَلَيْهم بنَفْع.

و قولُه تعالى: لاََ يَسْأَمُ اَلْإِنْسََانُ مِنْ دُعََاءِ اَلْخَيْرِ [1] أَي لا يَفْتُر من طَلَب المَالِ و ما يُصْلِحُ دُنْيَاه.

و قال بَعْضُ العُلَمَاءِ: لا يُقَال للْمَال خَيْرٌ حَتَّى يَكُونَ كَثِيراً، و مِنْ مَكَان طَيِّبٍ. كما 1- رُوِيَ أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللّه عنه دخلَ على مَوْلًى له، فقال: أَلاَ أُوصِي يا أَمِير المُؤْمنينَ؛ قال: لا، لِأَنَّ اللّه تَعَالى قال‌ إِنْ تَرَكَ خَيْراً و ليس لَكَ مَالٌ كَثِيرٌ. وَ عَلَى هََذا أَيْضاً قَوْلُه: وَ إِنَّهُ لِحُبِّ اَلْخَيْرِ لَشَدِيدٌ [2] و قَوْله تَعَالَى: إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ اَلْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي [3] أَي آثَرْت و العَرَب تُسَمِّي‌ الخَيْلَ‌ الخَيْرَ ، لِمَا فِيهَا من الخَيْر .

و الخَيْر : الرَّجلُ‌ الكَثِيرُ الخَيْرِ ، كالخَيِّرِ ، ككَيِّس‌ ، يُقَال:

رَجلٌ خَيْرٌ و خَيِّرٌ ، مُخَفَّفٌ و مُشَدَّدٌ، و هِي بِهَاءٍ ، امرأَةٌ خَيْرَةٌ و خَيِّرةٌ ، ج أَخْيَارٌ و خِيَارٌ ، الأَخِير بالكَسْر، كضَيْف و أَضْيَافٍ.

و قال: فِيهِنَّ خَيْرََاتٌ حِسََانٌ [4] قال الزَّجَّاج: المعْنَى أَنَّهُن خَيْرَاتُ الأَخْلاقِ حِسَانُ الخَلْق‌ [5] ، قال و قُرِى‌ءَ بالتَّشْدِيد، و


10 *

قيل: المُخَفَّفَةُ في الجَمَالِ و المِيسَم، و المُشَدَّدَةُ في الدِّين و الصَّلاح‌ ، كما قَالَهُ الزَّجَّاجُ، و هو قَوْلُ اللَّيْث، و نَصُّه: رَجُلٌ خَيِّر و امرأَةٌ خَيِّرةٌ : فاضِلَة في صَلاحِها. و امرأَةٌ خَيْرَةٌ في جَمَالها و مِيسَمِها. فَفَرَّق بين الخَيِّرة و الخَيْرَةِ ، و احتَجَّ بالآية.

قال أَبُو مَنْصُور. و لا فَرْقَ بين الخَيِّرَة و الخَيْرَةِ عند أَهْل اللُّغَة. و قال: يُقَالُ: هي خَيْرَةُ النِّسَاءِ و شَرَّةُ النِّسَاءِ، و اسْتَشْهَد بما أَنْشَدَه أَبُو عُبَيْدَةَ:

رَبَلاَت هِنْدٍ خَيْرَة الرَّبَلاتِ‌ [6]

و قال خَالِدُ بنُ جَنْبَةَ: الخَيْرَة من النِّسَاءِ: الكَرِيمةُ النَّسَبِ، الشَّرِيفَةُ الحَسَبِ، الحَسَنَةُ الوَجْهِ، الحَسَنَةُ الخُلُقِ، الكَثِيرَةُ المَالِ، التي إِذا وَلَدَتْ أَنْجَبَتْ. و مَنْصُورُ بْنُ خَيْرٍ المَالَقِيُ‌ : أَحدُ القُرّاءِ المَشْهُورين.

و الحافِظ أَبو بكْر مُحمَّد بن خَيْرٍ الإِشْبِيلِيُ‌ ، مع ابنِ بَشْكُوَال في الزّمان. يقال فيه الأَمَوِيُّ أَيضاً، بفَتْح الهَمْزَة، مَنْسُوبٌ إِلى أَمَة جَبَل بالمَغْرِب، و هو خَالُ أَبِي القَاسِم السُّهَيْليّ.

و سَعْدُ الخَيْر الأَنْصَارِيّ، و بِنْتُه فاطِمَةُ حَدَّثَت عن فاطِمَةَ الجُوزْدَانِيّة. و سَعْدُ الخَيْر بنِ سَهْلٍ الخُوَارَزْميّ، مُحَدِّثُون.

و الخِير ، بالكَسْر: الكَرَمُ. و الخِيرُ : الشَّرفُ. عن ابْن الأَعْرَابِيّ، و الخِيرُ : الأَصْلُ. عن اللِّحْيَانيّ. و يقال: هو كَرِيمُ الخِيرِ ، و هو الخِيمُ، و هو الطَّبِيعَة، و الخِيرُ : الهَيْئَةُ [7] ، عَنْه أَيضاً.

و إِبْراهِيمُ بْنُ الخَيِّر ، ككَيِّس، مُحَدِّثٌ‌ ، و هو إِبْرَاهِيمُ بنُ مَحْمُود بنِ سَالِمٍ البَغْدَادِيّ، و الخَيِّرُ لَقَبُ أَبِيه.

و خَارَ الرَّجُلُ‌ يَخِيرُ خَيْراً : صَارَ ذَا خَيْرٍ : و خَارَ الرَّجُلَ على غَيْرِه. و في الأُمَّهَات اللُّغَوِيَّة: على صاحِبِه، خَيْراً و خِيرَةً ، بكَسْر فَسُكُون، و خِيَراً ، بِكَسْر فَفَتْحٍ، و خِيَرَةً بزيادة الهاءِ: فَضَّلَه‌ على غَيْره، كما في بَعْض النُّسَخ، كخَيَّره تَخْيِيراً . و خَارَ الشَّيْ‌ءَ: انْتَقاهُ‌ و اصْطَفَاهُ، قال أَبو زُبَيْد الطَّائِيّ:

إِنَّ الكِرَامَ عَلَى مَا كَانَ من خُلُقٍ # رَهْطُ امْرى‌ءٍ خارَه لِلدِّينِ مُخْتَارُ

و قال: خَارَه مُخْتَارٌ ، لأَنَّ خارَ في قُوَّة: اخْتَار ، كتَخَيَّره‌ ، و اخْتَارَه . و 16- في الحَدِيثِ : « تَخَيَّروا لنُطَفِكُم» . أَي اطْلُبوا ما هُو خيْرُ المَنَاكِح و أَزْكَاها، و أَبعَدُ من الفُحْش‌ [8] و الفُجُور.

و قال الفَرَزْدَق:

و مِنَّا الَّذِي اخْتِيرَ الرِّجَالَ سَمَاحَةً # و جُوداً إِذا هَبَّ الرِّيَاحُ الزَّعازِعُ‌

أَرادَ مِن الرِّجال، لأَنَّ اختارَ مما يَتَعَدَّى إِلَى مَفْعُولَيْن بحَذْفِ حَرْف الجَرّ. تقول: اخْتَرْتُه الرِّجَالَ و اخْتَرْتُه منهم. و في الكتاب العزيز: وَ اِخْتََارَ مُوسى‌ََ قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً [9]

أَي مِنْ قَوْمِه. و إِنَّمَا استُجِيزَ وُقُوعُ الفِعْل عَلَيْهِم إِذَا طُرِحَت


[1] سورة فصلت الآية 49.

[2] سورة العاديات الآية 8.

[3] سورة ص الآية 32.

[4] سورة الرحمن الآية 70.

[5] هذا ضبط اللسان، و ضبطت في التهذيب بكسر الخاء و فتح اللام (جمع خلقة) و كلاهما ضبط قلم.

[10] (*) في القاموس: (أو) بدل (و) .

[6] سيرد قريباً بتمامه برواية أخرى.

[7] كذا بالأصل و القاموس و اللسان، و في التهذيب: «الهبة» و هي مناسبة أكثر.

[8] النهاية: الخبث و الفجور.

[9] سورة الأعراف الآية 155.

نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي    جلد : 6  صفحه : 378
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست