نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 6 صفحه : 313
حور [حور]:
الحَوْرُ : الرُّجُوعُ عَن الشَّيْءِ و إِلَى الشَّيْءِ كالمَحَار و المَحَارَةِ و الحُؤُورِ ، بالضَّمّ في هذه و قد تُسَكَّن وَاوُهَا الأَولَى و تُحْذَف لسُكُونها و سُكُون الثَّانِيَةِ بَعْدَهَا في ضَرُورَة الشِّعْر، كما قال العَجَّاج:
في بِئْر لاحُورٍ سَرَى و لا شَعَرْ # بأَفْكِه حَتَّى رَأَى الصُّبْح جَشَرْ
أَرادَ: لا حُؤُورٍ .
و 16- في الحَدِيث «مَنْ دَعَا رَجُلاً بالكُفْر و لَيْسَ كَذلك حَارَ عَلَيْه» . أَي رَجَع إِليه ما نَسَب إِليه. و كُلُّ شَيْءٍ تغَيَّرَ منْ حَال إِلَى حالٍ فقد حَارَ يَحُور حَوْراً . قال لَبيد:
و ما المَرءُ إِلاّ كالشِّهَاب و ضَوْئه # يَحُورُ رَمَاداً بَعْدَ إِذْ هُوَ سَاطِعُ
و الحَوْرُ : النُّقْصَانُ بعد الزِّيادة، لأَنَّه رُجُوعٌ منْ حَالٍ إِلى حال.
و الحَوْرُ : ما تَحْتَ الكَوْرِ من العِمَامَة. يقال: حارَ بعد ما كَارَ، لأَنّه رُجوع عن تَكْويرِهَا. و منه 16- الحَدِيث : «نَعُوذُ باللّه من الحَوْر بعد الكَوْر» . معناه[من] [1] النّقصان بعد الزِّيادة. و قيل: مَعْنَاه مِنْ فَسَادِ أُمُورِنَا بعد صَلاحِهَا، و أَصْلُه من نَقْض العِمَامَة بعد لَفِّهَا، مأْخُوذ من كَوْر العمَامة إِذا انتَقَض لَيُّهَا؛ و بَعْضُه يَقْرُب من بعض. و كَذلك الحُورُ بالضّمّ، و في روايَة: «بعد الكَوْن» ، بالنون. قال أَبو عُبَيْد:
سُئل عاصمٌ عن هذا فقال: أَ لَمْ تَسْمع إِلى قَوْلهم: حَارَ بَعْد ما كَانَ. يقول: إِنَّه كَانَ على حالةٍ جَمِيلة فَحَارَ عَنْ ذلك، أَي رَجَع، قال الزَّجَّاج: و قيل مَعْنَاه نَعُوذ باللّه من الرُّجُوع و الخُرُوج عن الجَمَاعَة بعد الكَوْر، معناه بعد أَنْ كُنَّا في الكَوْر، أَي في الجَمَاعَة. يقال كارَ عِمَامَتَه على رَأْسِه، إِذا لَفَّهَا.
و عن أَبي عَمْرو: الحَوْر : التَّحَيُّر . و الحَوْرُ : القَعْرُ و العُمْقُ، و من ذلك قولُهم هو بَعِيدُ الحَوْر . أَي بَعِيد القَعْر، أَي عَاقِلٌ مُتَعَمِّق.
و الحُورُ بالضَّمِّ. الهَلاَكُ و النَّقْصُ ، قال سُبَيْع بنُ الخَطِيم يَمْدَح زَيد الفَوارسِ الضَّبّيّ:
و استَعْجَلُوا عَنْ خَفِيف المَضْغ فازْدَرَدُوا # و الذَّمُّ يَبْقَى وَ زادُ القَومِ في حُورِ
أَي في نَقْص و ذَهَاب. يُريدُ: الأَكْلُ يذهَبُ و الذّمُّ يَبْقَى.
و الحُورُ : جَمْعُ أَحْوَرَ وَ حَوْراءَ . يقال: رَجُل أَحْوَرُ ، و امرأَةٌ حَوْرَاءُ .
و الحَوَرُ ، بالتَّحْرِيك: أَنْ يَشْتَدَّ بَياضُ بَيَاضِ العَيْن و سَوادُ سَوَادِها و تَسْتَدِيرَ حَدَقَتُها و تَرِقَّ جُفُونُها و يَبْيَضَّ ما حَوَالَيْهَا، أَو الحَوَر : شدَّةُ بَيَاضِهَا و شدَّةُ سَوَادِهَا في شدَّة بَيَاض [2] الجَسَد ، و لا تَكُونُ الأَدْمَاءُ حَوْراءَ . قال الأَزْهَريّ:
لا تُسَمَّى[المرأَةُ] [3] حَوْرَاءَ حَتَّى تكون مع حَوَرِ عَيْنَيْهَا بَيْضَاءَ لَوْنِ الجَسَد. أَو الحَوَر : اسْوِدَادُ العَيْنِ كُلِّهَا مثْلَ أَعْيُن الظِّباءِ و البَقَر. و لا يَكُون الحَوَر بهذا المَعْنَى في بَنِي آدمَ ؛ و إِنَّمَا قيل للنِّساءِ حُورُ العِين، لأَنَّهُنَّ شُبِّهن بالظِّباءِ و البقَر.
و قال كُرَاع: الحَوَرُ : أَن يَكُونَ البَيَاضُ مُحْدِقاً بالسَّوادِ كُلِّه، و إِنَّمَا يَكُون هذَا في البَقَر و الظِّبَاءِ، بَلْ يُسْتَعَار لَهَا ، أَي لبَني آدَمَ، و هذا إِنَّمَا حكَاه أَبُو عُبيْد في البَرَجِ، غَيْر أَنّه لم يَقُل إِنَّمَا يَكُونُ في الظِّبَاءِ و البَقَر. و قال الأَصمَعِيّ: لا أَدرِي ما الحَوَر في العَيْن. و قد حَوِر الرَّجل، كفَرِحَ ، حَوَراً ، و احْوَرَّ احْوِرَاراً : و يقال: احْوَرَّت عَيْنُه احْوِرَاراً .
و الصّحاح: الحَوَر : جُلُودٌ حُمْرٌ يُغَشَّى بهَا السِّلاَلُ ، الواحدَة حَوَرَةٌ . قال العَجَّاج يَصف مَخَالِبَ البَازي:
ج حُورانٌ ، بالضَّمّ. و منْهُ14- حديثُ كتَابه صلى اللّه عليه و سلّم لوَفْد هَمْدَانَ : «لَهُمْ من الصَّدَقة الثلْب و النَّابُ و الفَصيل و الفارضُ و الكَبْشُ الحَوَري . قالَ ابْنُ الأَثير: مَنْسُوب إِلَى الحَوَر ، و هي جُلُود تُتَّخَذ من جُلُود الضَّأْن، و قيل: هو ما دُبغَ من الجُلُود بغَيْر القَرَظِ، و هو أَحَدُ ما جَاءَ على أَصْلِه و لم يُعَلَّ كما أُعِلَّ نَابٌ.
و نَقَلَ شَيْخُنَا عن مجمع الغرائب و مَنْبع العَجَائب للعَلاَّمَة