نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 6 صفحه : 141
بعض الأُصول: الأَعْوَج [1] ، و ثَبِيرُ الأَحْدَبِ ، قيل: هو المرادُ في الأَحَادِيثِ، المُخْتَلَفُ فيه: هل هو عن يَمِين الخارِجِ إِلى عَرَفَةَ في أَثناءِ مِنًى أَو عن يَسارِه؟و فيه ورد:
«أَشْرِقْ ثَبِيرُ كَيْمَا نُغِيرُ» [2] ، و ثَبِيرُ غَيْنَاءَ[3] بالغَيْن المُعْجَمة، و هي قُلَّةٌ على رَأْسِه: جِبالٌ بظاهِرِ مكة ، شَرَّفَها اللّه تعالَى، أَي خارِجاً عنها. و قولُ ابنِ الأَثِيرِ و غيرِه: بمكَّةَ، إِنّمَا هو تَجَوُّزٌ، أَي بقُرْبِها.
قال شيخُنَا: ذَكَرُوا أَنّ ثَبِيراً كان رجلاً مِن هُذَيْل، مات في ذََلك الجَبَل، فعُرِفَ به، قيل: كان فيه سُوقٌ من أَسواقِ الجاهليّة كعُكَاظ، و هو على يَمِين الذاهِبِ إِلى عَرَفَةَ، في قول النَّوَوِيِّ، و هو الذي جَزَمَ به عِياضٌ في المَشَارِقِ، و تَبِعَه تلميذُه ابنُ قرقول في المَطَالع، و غيرُهما، أَي على يَسارِه كما ذَهَب إِلي المُحِبُّ الطَّبَرِيُّ و مَن وافَقَه، و انْتَقَدُوه، و صَوَّبُوا الأَوَّلَ، حتى ادَّعَى أَقوامٌ أَنّهُمَا ثَبِيرَانِ:
أَحدُهما عن اليَمِين، و الآخَرُ عن اليَسَارِ و استَبْعَدُوه.
و في المَراصِد و الأَساس: الأَثْبِرَةُ : أَربعةٌ.
قلتُ: و قد عَدَّهم صاحبُ اللِّسان هََكذا: ثَبِيرُ غَيْنَاءَ، و ثَبِيرُ الأَعْرَجِ [4] ، و ثَبِيرُ الأَحْدَبِ، و ثَبِيرُ حِرَاءَ، و قال أَبو عُبَيْدٍ البكريُّ: و إِذا ثُنِّيَ ثَبِيرٌ أُرِيدَ بهما ثَبِيرٌ و حِرَاءٌ [5] . و قال أَبو سعيدٍ السُّكَّرِيُّ في شرح ديوانِ هُذَيْلٍ في تفسيرِ قول أَبي جُنْدَب:
قال: غَيْنَا: غَيْضَةٌ كثيرةُ الشَّجَرِ. 14- و ثَبِيرٌ : ماءَةٌ [6] بدِيارِ مُزَيْنَةَ، أَقْطَعَها رسولُ اللّه صَلى اللّه عليه و سلّم شَرِيسَ بنَ ضَمْرَةَ المُزَنِيَّ، حِين وَفَدَ عليه، و سَأَلَه ذلك و سَمَّاه شُرَيْحاً ، و هو أَوّلُ مَن قَدِمَ بِصَدَقاتِ مُزَيْنَةَ.
و المَثْبِرُ ، كمَنْزِلٍ: المَجْلِسُ ، و هو مستعارٌ مِن مَثْبِرِ النَّاقَةِ.
و المَنْبِرُ: المَقْطَعُ و المَفْصِلُ.
و المَثْبِرُ : المَوْضِعُ الذي تَلِدُ فيه المرأَةُ ، و 17- في حديثِ حَكِيم بنِ حِزَام : أَنَّ أُمَّه وَلَدَتْه في الكَعْبَة، و أَنّه حُمِلَ في نِطْع، و أُخِذَ ما تحت مَثْبِرِها ، فغُسِل عند حَوْضِ زَمْزَمَ.
المَثْبِرُ : مَسْقَطُ الوَلَدِ، أَو تَضَعُ النّاقَةُ مِن الأَرضِ، و ليس له فِعْلٌ. قال ابن سِيدَه: أُرَى أَنّما هو من باب المخْدَعِ. و 16- في الحديث : «أَنَّهُم وجدوا النّاقَةَ المُنْتِجَةَ تَفْحَصُ في مَثْبِرِهَا » .
و المَثْبِرُ أَيضاً: مَجْزَرُ الجَزُورِ و في بعض النُّسَخ:
و يُجْزَرُ فيه الجَزُورُ. قال نُصَيْرٌ: مَثْبِرُ النّاقةِ أَيضاً حيث تُنْحَرُ. قال أَبو منصور: و هََذا صَحِيحٌ، و مِن العَرَب مسموعٌ، و رُبَّمَا قِيل لِمَجلِسِ الرَّجلِ: مَثْبِرٌ . و قال ابنُ الأَثِير: و أَكثرُ ما يُقَال في الإِبل.
و ثَبِرَتِ القَرْحَةُ، كفَرِحَ: انْفَتَحَتْ و نَفِجَتْ [7] ، و سالَتْ مِدَّتُهَا. و 17- في حديث مُعَاوِيَةَ : «أَنّ أَبا بُرْدَةَ قال: دَخلتُ عليه حِينَ أَصابَتْه قَرْحَةٌ، فقال: هَلُمَّ يا ابنَ أَخِي فانْظُرْ، قال:
فنظرتُ [8] فإِذا هي قد ثَبِرَتْ ، فقلتُ: ليس عليكَ بَأْسٌ يا أَميرَ المؤمنين» .
و اثْبارَرْتُ عنه: تَثَاقَلْتُ ، و كذا ابْجَارَرْتُ، و قد تقدَّم، كذا في نَوادِر الأَعراب.
و يُقَال: هو عَلَى صِيرِ أَمْرٍ، و ثِبَارِ أَمْرٍ، ككِتَابٍ ، أَي على إِشْرَافٍ مِن قَضَائِه. *و ممّا يُسْتدرَك عليه:
الثَّبْرَةُ : النُّقْرَةُ تكونُ في الجَبَل تُمْسِكُ الماءَ، يَصْفُو فيها كالصِّهْرِيج، إِذا دَخَلَها الماءُ خَرَجَ فيها عن غُثَائِه و صَفَا، قال أَبو ذُؤَيْب:
[2] في معجم البلدان: و في الحديث: كان المشركون إِذا أرادوا الإفاضة قالوا: أشرق ثبير كيما نغير... أي نسرع إِلى النحر و أغار أي شد العدو و أسرع. قال و أما قولهم: أشرق ثبير، و ثبير جبل، و الجبل لا يشرق نفسه و لكني أرى أن الشمس كانت تشرق من ناحيته فكأن ثبيراً لما حال بين الشمس و الشرق خاطبه بما تخاطب به الشمس.