فإِنه أَراد مُتْأَرٌ ، فنَقَلَ حركَةَ الهمزة إِلى التاءِ، و أَبْدَلَ منها أَلِفاً لسُكُونِهَا و انفِتَاحِ ما قبلَهَا، فصارتْ «مُتَار» . قالَهُ ابن سِيدَه.
و تَأَرَ ، كمَنَعَ: ابْتَهَر ، و في التَّكْمِلَة: التَّأْرُ : الانْتِهَارُ، هكذا هو بالنُّون فانْظُرْه.
و التّارَةُ : المَرَّةُ ، و نَقَلَ، الأَزهَريُّ عن ابن الأَعرابيِّ:
التّارةُ : الحِينُ، تُرِكَ هَمْزُهَا؛ لكَثرَةِ الاستعمالِ ، قال غيرُه:
ج تِئَرٌ بالكسرِ مهموزةً.
و منه يُقَال: أَتْأَرتُ إِليه النَّظَرَ، أَي أَدَمْتُه تارةً بعد تارةٍ .
و التُّؤْرُورُ بالضَّمِّ: التَّابِعُ للشُّرَطِيِ ، و هو الجِلْوازُ، لأَنه يُتْئِرُ النَّظَرَ إِلى أَوامرِه، و أَنشدَ ابنُ السِّكِّيت لامرأَةِ العَجّاج [2] :
تَاللّهِ لَوْلاَ خَشْيَةُ الأَمِيرِ # و خَشْيِةُ الشُّرْطيِّ و التُّؤْرُورِ [3]
و قيل: التُّؤْرُورُ : العَوْنُ يكونُ مع السُّلطانِ بلا رِزْقٍ ، و هو العواني، و ذَهَبَ الفارسِيُّ إِلى أَنه تُفْعُولٌ من الأَرّ، و هو الدَّفْعُ، و قد ذُكِرَ في موضعه.
تبر [تبر]:
التِّبْرُ ، بالكسر: الذَّهَبُ ، كلُّه، و في الصّحاح:
هو من الذَّهب غير مضروبٍ، فإِذا ضُرِبَ دَنَانِيرَ فهو عَيْنٌ، قال: و لا يقال: تِبْرٌ إِلاّ للذَّهَب.
و قال بعضُهم: و الفِضَّةُ أَيضاً، و 16- في الحديث : «الذَّهَبُ بالذَّهَبِ تِبْرِهَا و عَيْنِها، و الفِضَّةُ بالفِضَّةِ تِبْرِهَا و عَيْنِها» .
أَو فُتاتُهما قبلَ أَن يُصاغَا، فإِذا صِيغَا فهما ذَهَبٌ و فِضَّةٌ ، و هذا قولُ ابنِ الأَعرابيِّ.
أَو هو ما استُخرِجَ من المَعْدِنِ من ذَهَبٍ و فِضَّةٍ و جميعِ جواهر الأَرضِ قبلَ أَن يُصاغَ و يُسْتَعْمَلَ.
و قال ابنُ جِنِّي: لا يُقَال له تِبْرٌ حتى يكونَ في تُرَابِ مَعْدِنِه أَو مُكَسَّراً [4] ، قال الزَّجّاج: و منه أُطلِقَ على مُكَسَّر الزُّجاجِ.
و قيل: التِّبْرُ كلُّ جَوْهَرٍ أَرْضِيٍ يُسْتعمَلُ من النُّحاس، و الصُّفْر ، و الشِّبَهِ، و الزُّجاجِ، و الذَّهَبِ، و الفِضَّةِ، و غيرِ ذلك، ممّا استُخْرِجَ من المَعْدِنِ قبلَ أَن يُصاغ. و لا يَخْفَى أَن هذا مع ما تقدَّم من قوله: «أَو ما استُخرِجَ» ، واحِدٌ، قال الجوهريّ [5] : و قد يُطلَقُ التِّبْرُ على غيرِ الذَّهَبِ و الفِضَّةِ من المَعْدِنِيّاتِ، كالنُّحَاسِ و الحَدِيدِ و الرَّصاصِ، و أَكثَرُ اختصاصِه بالذَّهَب، و منهم مَن يجعلُه في الذَّهَب أَصلاً، و في غيرِه فَرْعاً و مَجَازاً.
و التَّبْرُ ، بالفَتْح: الكَسْرُ و الإِهلاكُ، كالتَّتْبِير ، فيهما، و الفِعْلُ كضَرَبَ و هََؤُلاََءِ مُتَبَّرٌ مََا هُمْ فِيهِ[6] أَي مُكَسَّرٌ مُهْلَكٌ، و 1- في حديث عليٍّ كَرَّمَ اللّه وَجهَه : «عَجْزٌ حاضِرٌ وَ رَأْيٌ مُتَبَّرٌ » . أَي مُهْلَكٌ [7] .
و تَبَّرَه هو: كَسَّره و أَهْلَكه. و قال الزَّجّاجُ في قوله تعالى:
[1] بالأصل «قرأمتار» و ما أثبت عن هامش المطبوعة المصرية نقلاً عن اللسان، و فرأ: حمار الوحش.