نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 5 صفحه : 76
بالقَلْب، و قد ضَمِدَ عَلَيْه كفَرِحَ ضَمَداً ، أَي أَحِنَ عليه، قال النّابغَةُ:
وَ منْ عَصَاكَ فعاقِبْهُ مُعَاقَبَةً # تَنْهَى الظَّلُومَ و لا تَقْعُدْ على الضَّمَد
و قال أَبو يُوسُفَ: سَمعْتُ مُنْتَجِعاً الكلابيَّ، و أَبا مَهْدِيٍّ يَقُولان: الضَّمَدُ : الغابرُ الباقي من الحَقِ ، تقول لنا عندَ بَني فُلان ضَمَدٌ ، أَي غابِرٌ من حَقٍّ، من مَعْقُلَةٍ أَو دَيْن.و من المجاز: أَضْمَدَهُمْ : جَمَعَهُمْ عن الصاغانيِّ.
و أَضْمَدَ العَرْفَجُ: تَجَوَّفَتْه الخُوصَةُ و لم تَبْدُرْ منه، أَي كانَتْ في جَوْفه و لم تَظْهَرْ.
و سَمَّوْا ضِمَاداً ، ككِتَابٍ ، منهم: ضِمَادُ بن ثَعْلَبَةَ، صحابيُّ مشهور.
*و مما يستدرك عليه:
قال أَبو مالكٍ: اضْمِدْ عَلَيْكَ ثِيَابَكَ، أَي شُدَّهَا. و أَجِدْ ضَمْدَ هََذا العِدْلِ.
و الضَمَدُ ، محرَّكَةً: الظُلْمُ.
و ضَمِدَ يَضْمَدُ ضَمَداً ، بالتحريك، إِذا اشْتَدَّ غَيْظُه و غَضَبُه. و فَرَّق قومٌ بينَ الضَّمَد و الغَيظ. فقالوا: الضَّمَدُ : أَن يَغْتَاظَ على مَن يَقْدرُ عَلَيْه، و الغَيْظُ: أَن يَغْتَاظَ على مَن يَقْدِرُ عليه و مَن لا يَقْدِرُ عليه، يقال: ضَمِدَ عليه، إِذا غَضِبَ عَلَيْه. و قيل: الضَّمَدُ : شِدَّةُ الغَيْظِ.
و أَنا على ضِمَادَةٍ من الأَمْر، أَي أَشْرَفْتُ عليه.
و المِضْمَدَةُ : خَشَبَةٌ تُجْعَلُ على أَعناق الثَّوْرَيْن، في طَرَفهَا ثَقْبَانِ، في كُلِّ واحدةٍ [1] منها ثُقْبَةٌ، بينهما فَرْضٌ في ظَهْرِهَا، ثم يُجْعَلُ في الثَّقْبَيْن خَيْطٌ يَخْرُجُ طَرَفاه من باطن المِضْمَدة ، و يُوثَقُ في طَرَف كُلِّ خَيْط عُودٌ، يُجْعَلُ عُنُقُ الثَّوْر بَيْنَ العُودَيْن.
و الضَّامدُ : الّلازمُ، عن أَبي حنيفةَ.
و عَبْدٌ ضَمَدَةٌ : ضَخْمٌ غَليظٌ، عن الهَجَريّ.
و 14- في الحديث : «أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ رَسُولَ اللََّه، صلى اللّه عليه و سلم عنالبَدَاوَة، فقال: اتَّقِ اللََّهَ و لا يَضُرُّكَ أَن تَكُونَ بجانبِ ضَمَدٍ » .
قلت: و هو وادٍ مُتَّسعٌ مُخْصِبٌ [3] ، كَثيرُ القُرَى و العِمَارات، قريبٌ من جَازَانَ، و نُسب إِليه جماعةٌ من أَهْل العلْم.
و في الأَساس، من المجاز: ضَمَدَ رأْسَه بالسَّيْف، مثْلُ عَمَّمَه.
ضود [ضود]:
الضّادُ حرْفُ هجَاءٍ ، و هو حَرْفٌ مَجْهُورٌ، و هو أَحدُ الحُروف المُسْتَعْليَة، يكون أَصْلاً، لا بَدَلاً، و لا زائداً، و هو للعَرَب خاصَّةً ، أَي يَخْتَصُّ بلُغَتهمْ فلا يُوجَدُ في لُغَات العَجَم و هو الصّوابُ الذي أَطْبَقَ عليه الجَمَاهيرُ. و نقل شَيْخُنا عن أَبي حَيَّانَ، رَحِمَه اللََّهُ تعالى: انفردت العربُ بكثرةِ استعمال الضَّاد ، و هي قَليلةٌ في لُغَة بعض العَجَم، و مفقودةٌ في لُغَة الكثير منهم. و ذلكَ مثْلُ العين المُهْملة.
و ذَكَر أَنَّ الحاءَ المهملةَ لا تُوجَدُ في غير كلام العَرب. و نقل ما نَقله في الضاد ، في مَحَلٍّ آخَرَ عن شَيْخه ابن أَبي الأَحْوص، ثُمَّ قال: و الظاءُ المشالَةُ ممَّا انفردَتْ به العَرَبُ دُونَ العَجَم. و الذالُ المعجمةُ ليست في الفارسيَّة. و الثَّاءُ المُثَلَّثَةُ ليسَتْ في الرُّوميَّة، و لا في الفارسيَّة. قاله ابن قُرَيْب. و الفاءُ ليست في لسان التُّرْك.
و في اللسان: و لا يوجد-يعني الضادَ -في لسان العَجَم إِلاَّ في القليل، و لذلك قيل في قول أَبي الطَّيِّب:
و بهمْ فَخْرُ كُلِّ مَنْ نَطَقَ الضَّا # دَ وَ عوْذُ الجاني و غَوْثُ الطَّريدِ
ذَهَب به إِلى أَنَّها للعَرَب خاصَّةً.
قال ابن جِنّي: و لا يُعْتَرضُ بمثْل هََذا على أَصحابنا.
قال: و عينُها منقلبةٌ عن واوٍ.
و الضَّوادي : ما يُتَعَلَّلُ به من الكَلامِ و لا يُحَقَّقُ له فِعْلٌ، قال أُمَيَّةُ بنُ أَبي الصَّلْت:
و ما ليَ لا أُحَيِّيهِ و عنْدِي # قَلائِصُ يَطَّلِعْنَ مِن النِّجادِ
[1] بهامش المطبوعة المصرية: «كذا باللسان، و حرره» و في العبارة اضطراب.
[2] في معجم البلدان: الضَّمْد بفتح أوله و سكون ثانيه.