نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 5 صفحه : 51
لمعروفُ في اللُّغَة. قال: وَ يَتَّجِه عندي قَوْلُ الكِسَائيِّ على مَذْهَبِ مَن يَرى أَنَّ قولَهُم: مُشَيَّدة : مُجَصَّصة بالشِّيد ، فيكون مُشَيَّدٌ و مَشِيدٌ بمعنى، إِلاَّ أَنَّ مَشِيداً لا تَدخلُه الهاءُ للجماعةِ فيقالَ [1] قُصُورُ مَشِيدةٌ ، و إِنَّمَا يقالُ: قُصورٌ مُشَيَّدَةٌ ، فيكون من باب ما يُسْتَغْنَى فيه عن اللفظة بغيرِها، كاستغنائِهم بتَرَك عن وَدَعَ، و كاستغنائهم عن واحِدةِ المَخَاضِ بقولهم: خَلِفَة، فعلَى هََذا يَتَّجِهُ قولُ الكسائيّ.
و قال الفرّاءُ: يشدَّد ما كان في جَمْعٍ، مثل قولك:
مررت بثياب مُصَبَّغة، و كِباش مُذَبَّحةٍ، فجاز التشديد، لأَن الفعل مُتَفَرِّقٌ في جَمْعٍ، فإِذا أَفْردتَ الواحِدَ من ذََلِك، فإِن كان الفعلُ يَتردَّد في الواحِدِ و يكثُر، جاز فيه التشديدُ و التخفيفُ، مثل قولك: مررت برجلٍ مشَجَّجٍ [2] ، و بثَوبٍ مُخَرَّقٍ، و جاز التشديدُ، لأَن الفعلَ قد تَردَّد فيه و كَثُرَ، و يقال: مَررْت بكبْش مَذْبُوحٍ، و لا تقل: مُذَبَّح. فإِن الذَّبْح لا يَتردَّدُ كتَرَدُّد التَّخَرُّقِ. و قوله: و قَصْر مَشِيد يجوز فيه التشديدُ، لأَن التَّشْيِيد بِنَاءٌ، و البِنَاءُ يَتطاوَلُ و يَتَرَدَّدُ. و يُقَاسُ على هََذا ما ورد. كذا في اللِّسَان.
و من المَجَاز: الإِشادةُ : رَفْعُ الصَّوتِ [3] بما يَكْرَهُ صاحِبُه، و هو شِبْه التَّنْديد؛ كما قالَهُ اللَّيْثُ. و يقال: أَشادَ بذِكْرِه، في الخَيْر و الشّرّ، و المدْح و الذَّمّ، إِذا شَهَّره و رَفَعَه.
و أَفردَ به الجوهريُّ الخَيْرَ فقال: أَشادَ بِذِكْرِه، أَي رَفَعَ من قَدْرِه. و 16- في الحديث : «مَن أَشَادَ على مُسْلِمٍ عَوْرَةً يَشِينُه بها بغَيْرِ حَقٍّ شانَهُ اللََّه يومَ القِيَامَة» . و يقال: أَشادَه و أَشَادَ بِه، إِذا أَشاعَه و رَفَع ذكْرَه، من أَشَدْتُ البُنْيَانَ فهو مُشَادٌ ، و شَيَّدْته ، إِذا طَوَّلْته، فاستُعِير لرفْع صَوتِكَ بما يَكْرَهُه صاحِبُك.
و من المجاز أَيضاً: الإِشادة : تَعْرِيفُ الضَّالَّةِ ، يقال:
أَشادَ بالضَّالَّةِ: عَرَّفَ [4] . و أَشَدْتُ بها عَرَّفْتُهَا، و أَشَدت بالشَّيءِ: عَرَّفْتُه. و قال الأَصمعيُّ، كُلُّ شيْءٍ رَفَعْتَ به صَوْتَك، فقد أَشَدْتَ به، ضالَّةً كانت أَو غير ذََلك.
و الإِشادة الإِهلاكُ ، و هو مَجاز مستعارٌ من التَّنْدِيدِ، على المُبَالغة.
و الشِّيادُ ، بالكسر الدُّعاءُ بالإِبلِ ، و هو رَفْعُ الصَّوْت بهِ، مأْخوذٌ من كلام الأَصمعيّ.
و الشِّيَادُ : دَلْكُ الطِّيبِ بالجِلْدِ، كالتَّشَيُّد ، و في بعض النُّسخ: كالتَّشْيِيد [5] .
أَصابَتْه و أَحرقَتْه ، أَو حَمِيَتْ عليه. و الصَّخْد : صَوْتُ الهَامِ و الصُّرَدِ، و قد صَخَدَ الهامُ و الصُّرَدُ يَصْخَد صَخْداً و صَخيداً : صَوَّتَ و صاحَ. و هامٌ صَواخِدُ ، و أَنشد:
و صَخِدَ النَّهَارُ، كفَرِحَ ، صَخَداً ، فهو صاخِدٌ : اشتَدَّ حَرُّهُ ، و حَرٌّ صاخِدٌ : شَدِيدٌ. و كذََلك صَخَدَ يومُنا يَصْخَد صَخَدَاناً . و يومٌ صَيْخُودٌ ، على فَيْعُول، و صَيْخَدٌ ، و صَخْدَانٌ ، بفتح فسكون و يُحَرَّك ، عن ثَعْلب [7] : شدِيدُ الحَرِّ ، و لَيْلة صَخْدَانَةٌ . و يقال: أَتيتُه في صَخَدَانِ الحَرِّ، أَي في شِدَّتِه.
و الصاخِدةُ : الهاجِرَةُ، و هاجرةٌ صَيْخُودٌ .
[1] بهامش المطبوعة المصرية: «قوله فيقال: هكذا عبارة اللسان، و الصواب فلا يقال كما هو واضح» .