قال شيخُنَا: وقَع في شُروح الشِّفَاءِ خِلافٌ في ضَبْطِ هَوْذَةَ هََذا، فقال البُرْهَان الحَلَبِيُّ، إِنه بالفتح، كما جزمَ به الجوهريُّ، و هو ظاهِرُ المُصنّف أَو صَرِيحه، و قال الدَّمِيرِيُّ:
إِنه بالضَّمّ، و تَعَقَّبُوه، و زعمَ القُطْبُ الحَلَبيُّ أَن دالَهُ مُهمَلة، و غلَّطَه في ذلك البرْهَانُ، و هو جَدِيرٌ بالتَّغليطِ، فإِن إِهمال دالِه غيرُ معروفٍ، كما أَن الضمّ كذلك، انتهى.
و الهَاذَةُ : شَجَرَةٌ لها أَغْصَانٌ سَبْطَةٌ لا وَرَقَ لها، ج الهَاذُ ، قال الأَزْهَرِيُّ: رَوَى هََذا النَّضْرُ قال: و المحفوظ في بابِ الأَشْجَارِ الحَاذُ.
و اليَهُوذِيّ : و اليَهُودِيّ ، لُغَة فيه، قاله أَبو عَمرو في فائِت الجَمْهَرة، قال شيخُنَا، صَرِيحه أَنَّ الياءَ زائدة في أَوّله، و أَصل المادّة هوذ ، و هو في المهملة ربما يَتَوَجَّه، لأَنهم قالوا في الفعل منه هَادُوا، أَي صارُوا يَهُوداً، و أَمَّا في المُعْجَمَة فلم يُسْمَع له تَصريفٌ إِلاَّ على جِهَةِ الحَدْسِ، كما قاله ابنُ السَّرَّاجِ في أُصولِه و وافقوه، فكان الأَوْلَى أَنْ يَعْقِدَ لمثْل هََذا فَصْلَ الياءِ آخِرَ الحُرُوف، و يَذْكر يَهُوذَا فيه، انتَهى. قلت: و هو ابنُ يَعْقُوب عليهما السلام.
*و مما يستدرك عليه:
الهَوْذُ بن عمرِو بن الأَحَبّ [1] بن رَبِيعَة بن حِزَامِ [2] بنضِنَّة، بَطْن بن عُذْرة، منهم بُثَيْنَةُ بنت حَبَإِ [3] بن ثَعْلَبَةَ بن الهَوْذِ العُذْرِيّة صاحِبة جَمِيل بن مَعْمَر.
فصل الياء
يوذ [يوذ]:
*و مما يستدرك عليه:
يُوذُ و يقال يُوذَى ، بالقصْر: قَرية من قُرَى نَخْشَبَ بما وراءَ النهر، منها أَبو إِسحاقَ إِبراهيمُ بن أَبي القاسم أَحمد بن حفص اليُوذِيّ ، سمع أَبا الحَسَن طاهرَ بن مُحَمّد البَلْخِيّ، و سمع منه أَبو محمّد عبد العزيز بن محمّد النَّخْشَبِيّ، و توفِّيَ سنة 447. *و مما يستدرك عليه:
يزدذ [يزدذ]:
يزْدَاذُ ، الدال الأُولَى مهملة، و هو اسم جَدّ أَبي عبد اللََّه محمّد بن أَحمد بن موسى بن يَزْدَاذ الرَّازيّ الفقيه الحَنَفِيّ، ثِقَةٌ، روَى عن عَمِّه عَلِيّ بن موسى، و وَلِيَ قضاءَ سَمَرْقَنْدَ، و توفِّيَ سنة 361، و أَبو بكرٍ محمّد بن زَكَرِيّا بن الحُسَيْن بن يَزِيد بن إِبراهيم بن يَزْدَاذ الصُّعْلُوكِيّ الحافظ، نَسَفِيٌّ، عن أَبيه و ابن حِبّان، توفِّيَ سنة 344. و أَبو العَبّاس أَحمد بن الحسن بن عبد اللََّه بن يَزْداذ السَّرَخْسِيّ شيخ الإِسلام، روَى عنه أَبو تُرَابٍ [4] النَّخْشبِيّ، و توفِّيَ سنة 409.
و به خُتِمَ الذالِ المُعْجَمة.
أَحسَنَ اللََّهُ خِتامَنا، و أَصلَحَ بفضْله. شَأْنَنَا، و صلَّى اللََّهُ على سيِّدِنا محمَّدٍ، و على آلِه و صحبِه و سَلَّم.
تحريراً في 29 رَبِيع الأَوَّل سنة أَلفٍ و مائة و اثنين و ثمانين، بخانِ الصَّاغَةِ.
قال مؤلّفه محمّد مُرتضَى: بلَغَ عِرَاضُه على تَكْمِلَة الصَّاغَانِيّ في مَجَالِسَ أَخِرُهَا 14 جمادَى سنة 1192.
[1] عن جمهرة ابن حزم ص 449، و انظر فيها تمام نسبه. و بالأصل «الأجب» .