نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 5 صفحه : 401
و سُمِّيَتِ الوسَادَةُ مِنْبذَةً لأَنها تُنْبَذُ بالأَرْضِ أَي تُطْرَحُ للجُلُوسِ عليها، و منه 16- الحديث : «فأَمَر بالسِّتْرِ أَن يُقْطَعَ و يُجْعَلَ له مِنه وِسَادَتَانِ مَنْبُوذَتَانِ » . و مِن سَجَعَاتِ الأَساس:
تَعَمَّمُوا بِالمَشَاوِذِ وَ تَرَبَّعُوا [1] على المَنَابِذ .
و من المجاز: الأَنْباذُ من الناس: الأَوْبَاشُ و هم المَطْرُوحُونَ المَتْرُوكُونَ و صَلَّى رَسولُ اللََّهِ صلى اللّه عليه و سلم على قَبْرِ مَنْبُوذٍ و 14- لفظ الحديث : «انْتَهَى إِلى قَبْرِ مَنْبُوذٍ فصَلَّى عليه» .
و 14- روى ابنُ عبَّاسٍ : «أَنَّ النبيّ صلى اللّه عليه و سلم مَرَّ على قَبْرِ مَنْبُوذٍ فأَمَّهُمْ و صَلَّوْا خَلْفَه» .أَي لَقيطٍ رَمَتْه أُمُّه عَلى الطريقِ. و 16- في حديث الدَّجَّالِ : «تَلِدُه أُمُّه و هي مَنْبُوذَةٌ في قَبْرِهَا» . أَي مُلْقَاة و يُرْوَى «قَبْرٍ مَنْبُوذٍ » مُنَوَّنةً على الصِّفة أَي قَبْرٍ بَعِيدٍ مُنْفَرِد عَن [2] القُبور و يَعْضُده ما 14- رُوِيَ من طريقٍ آخَرَ : «أَنَّه مَرَّ بِقَبْرٍ مُنْتَبذٍ عن القُبُورِ فصَلَّى عليه» .
*و مما يستدرك عليه:
يقال لما يُنْبَثُ مِن تُرَابِ الحَفِيرَة نَبِيثَةٌ و نَبِيذَةٌ ، و الجَمْعُ النَّبائثُ و النَّبَائِذُ ، و زعم يَعقوبُ أَنّ الذَال بَدَلٌ من الثاءِ.
و المُتَنَبِّذُ [3] : المُتَنَحِّي نَاحِيَةً، قال لَبِيدٌ:
و في الأَساس: و من المَجاز: نَبَذَ أَمْرِي ورَاءَ ظَهْرِه: لم يَعْمَلْ به.
و هو في مُنْتَبَذِ الدَّارِ: في مُنْتَزَحِها.
و فُلانٌ يَنْبِذُ عَلَيَّ، أَي يَغْلِي كالنَّبِيذ . و نَبَذَتْ فُلانةُ قَوْلاً مَلِيحاً: رَمَتْ به. و نَبَذْتُ إِليه السَّلامَ و التَّحِيَّةَ. وَ نُبذْتَ بكذا و رُمِيتَ به، إِذا رُفِعَ لك و أُتِيحَ لِقَاؤُه. و للََّهِ أُمٌّ نَبَذَتْ بِك.
و نَبَثَ[الحفار] [4] التُّرَابَ وَ نَبَذَه بمعنَى رَمَى بِه، و هي النَّبِيثَةُ و النَّبِيذَة ، و قد تَقَدَّم. و نَوْبَذُ ، بالفتح، سِكَّةٌ بِنَيْسَابُورَ. و نُوبَاذَانُ : من قُرَى هَرَاةَ.
نجذ [نجذ]:
النَّوَاجِذُ : أَقْصَى الأَضْرَاسِ و هي أَرْبَعَةٌ في أَقْصَى الأَسنانِ بعد الأَرْحاءِ و تُسَمَّى ضِرْس الحلُمِ، لأَنه يَنبُت بعد البُلُوغ و كَمَال العَقْلِ، و على هََذا اقتصرَ ابنُ الأَثير في النّهايَة. و قال صاحب الناموس: و عليه الفرَّاءُ أَو [هي] [5] الأَنْيَابُ. و به فسّر 14- الحديث : «ضَحِكَ حتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُه » . لأَنه صلى اللّه عليه و سلم كان جُلُّ ضَحِكه التَّبَسُّمَ، قال ابنُ الأَثير:
و إِن أُريد بها الأَواخِر، و هو الأَكثر الأَشْهرُ فالوَجْه فيه أَن يريد مُبَالَغة مِثْلِه في ضَحِكِه من غَيْرِ أَن يُرَاد ظُهُورُ نَوَاجِذِه في الضَّحكِ، قال: و هو أَقْيَسُ القولَينِ، لاشْتِهَار النواجِذِ بأَواخِرِ الأَسنانِ، و منه 16- حديث العِرْبَاضِ : «عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّواجِذِ » . أَي تَمَسَّكوا بها كما يَتمَسَّكُ العَاضُّ بِجَمِيعِ أَضْرَاسِه، أَو الّتي تَلِي الأنيَابَ، أَو هي الأَضراسُ كُلُّهَا ، جَمْعُ نَاجِذٍ ، يقال: ضَحِكَ حتى بَدَتْ نَوَاجِذُه ، إِذا استغرقَ [6] فيه، قال الجوهَريُّ: و قد تكون النواجِذُ للفَرَسِ، و هي الأَنْيَابُ من الخُفّ، و السَّوَالِغُ من الظِّلْف، قال الشَّمَّاخُ يَذكُر إِبلاً حِدَادَ الأَنيابِ:
و النَّجْذُ شِدَّةُ العَضِّ بها ، أَي بالنواجِذِ ، و من المَجاز:
النَّجْذُ : الكَلامُ الشَّديدُ ، عن الصاغانيّ و الزمخشريّ [7] ، و في الأَساس: أَبْدَى ناجِذَه : بَالَغَ في ضَحِكِه أَو غَضَه.
و عَضَّ عَلى نَاجِذِه إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ و ذََلك لأَن الناجِذَ يَطْلع إِذَا أَسَنَّ، و هو أَقْصَى الأَضَرَاسِ.
و المُنَجَّذُ ، كمُعَظَّم: المُجَرَّب ، و المُجَرِّب، و هو المُحَنَّك، و في التهذيب: رَجُلٌ مُنَجَّذ و مُنَجِّذٌ : الذي جَرَّبَ الأُمُورَ و عَرَفَها و أَحْكَمَهَا [8] ، و هو المُجَرَّب و المُجَرِّب، قال سُحَيم بن وُثَيْل:
[3] في اللسان: «المنتبذ» و ورد في الشاهد: «متنبِّذاً» و بهامشه: «قوله متنبذاً هكذا بالأصل الذي بأيدينا... و هو لا يناسب المستشهد عليه و هو قوله: و المنتبذ: المتنحي فلعله محرف عن المتنبذ، و هو كذلك في شرح القاموس» .