responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي    جلد : 5  صفحه : 381

و العُوذَةُ ، بالهَاء : الرُّقْيَةُ يُرْقَى بها الإِنسانُ مِن فَزَعٍ أَو جُنونٍ، لأَنه يُعاذُ بها، و قد عَوَّذَه . قال شيخُنا. و زَعم بعضُ أَرْبابِ الاشتقاقِ أَنّ أَصْلَها هي الرُّقْيَة بما فيه أَعُوذُ ، ثم عَمَّت، و مالَ إِليه السُّهَيْلِيُّ و جَمَاعَةٌ. قلت: و هو كذََلك، فقد قَالَ مثلَ ذََلك صاحبُ اللسانِ و صرَّحَ به غَيْرُه، يقال:

عَوَّذْتُ فُلاناً باللََّهِ و بأَسمائه و بالمُعَوِّذَتَيْنِ ، إِذا قلتَ أُعِيذُك باللََّه و أَسمائِه مِن كُلِّ ذي شَرٍّ و كُلِّ داءٍ و حاسِدٍ و حَيْنٍ‌ [1] . و 14,2,3- رُوِي عن النبيّ صلى اللّه عليه و سلم «أَنه كان يُعَوِّذُ نَفْسَه بالمُعَوِّذَتَيْنِ بعد ما طُبَّ.

و كان يُعَوِّذ ابْنَيْ ابْنَتَهِ البَتُولِ عليهم السلامُ بهما» . كالمعَاذَةِ و التَّعْوِيذِ ، و الجمع العُوَذُ و المَعَاذَاتُ و التَّعاوِيذُ .

و العَوذُ ، بالتَّحْرِيكِ: المَلْجَأُ ، قاله الليثُ، يقال: فُلاَنٌ عَوَذٌ لك، اي مَلْجَأٌ، و في بعض النُّسخ: اللَّجَأُ [2] ، كالمَعَاذِ و العِيَاذِ . و 16- في الحديث : «لقَدْ عُذْتِ بِمَعَاذٍ ، الْحَقِي بِأَهْلِكِ» . و المَعَاذُ المَصْدَرُ و الزَّمَانُ و المَكَانُ، أَي قد لَجَأْتِ إِلى مَلْجَإِ و لُذْتِ بِمَلاذٍ. و اللََّهُ عَزَّ و جَلَّ مَعَاذُ مَنْ عَاذَ به، و هو عِيَاذِي ، أَي مَلْجَئِي.

و العَوَذُ ، بالتحريك: الكَرَاهَةُ كالعَوَاذِ ، كسَحَابٍ، يقال:

ما تَركْتُ فُلاناً إِلاَّ عَوَذاً منه، و عَوَاذاً منه، أَي كَرَاهَةً.

و العَوَذُ : السَّاقِطُ المُتَحَاتُّ مِن الوَرَقِ‌ ، قال أَبو حنيفة:

و إِنما قيل له عَوَذٌ لأَنّه يَعْتَصِمُ بِكُلِّ هَدَفٍ و يَلْجأُ إِليه و يَعوذُ به. و قال الأَزهرِيُّ: و العَوَذُ : ما دَارَ به الشي‌ءُ الذي يَضْرِبُه الرِّيحُ فهو يَدُور بالعَوَذِ من حَجَرٍ أَوْ أَرْومَةٍ.

و عن ابن الأَعْرَابيّ: العَوَذُ رُذَالُ النَّاسِ‌ و سِفْلَتُهم.

و يقال: أَفْلَتَ‌ [3] فلانٌ منه عَوَذاً ، إِذا خَوَّفَه و لم يَضْربْه‌ ، أَو ضَرَبَه و هو يُرِيد قَتْلَه فلم يَقْتُله.

و من المجاز: أَرْعُوا بَهْمَكم عُوَّذَ هََذا الشَّجَرِ، عُوَّذ كَسُكَّرٍ : ما عَاذَ به من المَرْعَى و امتَدَّ تَحته‌ [4] . كذا في الأَساس. و قال غيرُه: هو ما عِيذَ به مِن شَجَرٍ و غيرِه‌ [5] ، و قيل هو النَّبْتُ في أُصُولِ الشَّوْك‌ أَو الهَدَف أَو حَجَرٍ يَسْتُرُه، كأَنَّه يُعَوَّذُ بها، أَو العُوَّذُ من الكَلإِ: ما لَم يَرْتَفِع إِلى الأَغْصَان وَ مَنَعَهُ الشَّجَرُ مِن أَنْ يُرْعَى، من ذََلك، و قيل: هو أَنْ يَكُون‌ بِالمَكَانِ الحَزْنِ لا تَنَالُهُ المَالُ‌ ، قال الكُمَيْت:

خَلِيلَيَّ خُلْصَانَيَّ لَمْ يُبْقِ حُبُّهَا # مِنَ القَلْبِ إِلاَّ عُوَّذاً سَيَنَالُهَا

كالمُعَوَّذِ ، و تُكْسَر الواوُ قال كُثَيِّر بنُ عَبْد الرَّحمن الخُزَاعِيّ يَصِف امرأَةً:

إِذَا خَرَجَتْ مِنْ بَيْتِهَا رَاقَ عَيْنَهَا # مُعَوَّذُهُ و أَعْجَبَتْهَا العَقَائِقُ‌

يَعْنِي أَن هََذه المرأَةَ إِذَا خَرَجَتْ مِن بيتِهَا رَاقَهَا مُعَوَّذُ النَّبْتِ حَوَالَيْ بَيْتِها.

و من المَجازِ: أَطْيَبُ اللحْمِ عُوَّذُه . قال الزمَخْشَريُّ:

العُوَّذُ : مَا عَاذَ بالعَظْمِ مِن اللَّحْمِ‌ ، زاد الجوهَرِيُّ: و لَزِمَه، و مِثْلُه قَولُ الراغب، و قال أَبو تَمَّامٍ:

و مَا خَيْرُ خُلْقٍ لَمْ تَشُبْه شَرَاسَةٌ # و مَا طِيبُ لَحْمٍ لاَ يَكُونُ عَلَى عَظْمِ‌

و قال ثعلبٌ: قلتُ لأَعْرَابِيٍّ: ما طَعْمُ الخُبْزِ، قال أُدْمُه.

قال: قلت: ما أَطْيَبُ اللَّحْمِ؛ قال: عُوَّذُه .

و العُوَّذُ : طَيْرٌ لاَذَتْ بِجَبَلٍ أَو غَيْرِه‌ مِمَّا يَمْنَعُها، كالعِيَاذِ بالكَسْر، قال بَخْدَجٌ:

كالطَيْرِ يَنْجُونَ عِيَاذاً عُوَّذَا

و كَرَّرَ مُبَالَغَةً، و قد يكون عِيَاذاً هنا مَصْدَراً.

و قولهم: مَعَاذَ اللََّه، أَي أَعوذُ باللََّه مَعَاذاً ، تَجْعَلُه بَدلاً من اللَّفْظِ بالفِعْلِ، لأَنه مصدرٌ، و إِن كان غَيْرَ مُسْتَعْمَلٍ، مثْل سُبْحَانَ. و قال اللََّه عَزَّ و جَلَ‌ مَعََاذَ اَللََّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلاََّ مَنْ وَجَدْنََا مَتََاعَنََا عِنْدَهُ [6] أَي نَعوذ باللََّه معَاذاً أَنْ نَأْخُذ غَيْرَ الجانِي بِجِنَايَتِه، و كذا مَعَاذَةَ اللََّه‌ ، و مَعَاذَ وَجْهِ اللََّه و مَعَاذَةَ وَجْهِ اللََّه و هو مثْل المَعْنَى و المَعْنَاةِ و المَأْتَى و المَأَتَاةِ، و قال شيخُنَا: و قد عَدُّوا مَعَاذَ اللََّه من أَلفاظِ القَسَمِ، و قد بَسَطَه الشيخُ ابنُ مالِكٍ في مُصَنَّفَاته.


[1] في التهذيب: «و عين» و بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: و حين، كذا في اللسان، أي بفتح الحاء بمعنى الهلاك و في بعض النسخ:

و جنيّ» .

[2] و هي عبارة التكملة.

[3] ضبطت في اللسان بالبناء للمجهول.

[4] في الأساس: و هو ما عاذ به من الرعي و استتر تحته.

[5] اللسان: أو غيره.

[6] سورة يوسف الآية 79.

نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي    جلد : 5  صفحه : 381
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست