responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي    جلد : 5  صفحه : 352

و أَنها كَلِمَةٌ مُسْتَقِلَّة، و لو قال: تَخِذَ ، كعلِمَ، لكان أَخْصَرَ و أَدَلَّ على المُرَاد، بِمعْنَى أَخَذَ ، تَخَذاً ، مُحَرَّكَةً، و تَخْذاً ، الأَخيرة عن كُراعَ‌ و قُرِئَ‌ : لَوْ شِئْتَ‌ لَتَخِذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً [1]

بكسر الخاء و لاَتَّخَذْتَ‌ ، قال الفرَّاءُ: قَرَأَ مُجَاهِدٌ لَتَخِذْتَ ، قال أَبو منصور: و صَحَّت هََذه القَرَاءَةُ عن ابنِ عبَّاس، و بها قرأَ أَبو عَمْرِو بنُ العلاء، و قال أَبو زَيْدٍ، و كذََلك هو، مكْتُوبٌ في الإِمَام‌ [2] ، و به يَقْرَأُ القُرَّاءُ، و من قَرأَ: لاَتَّخَذْتَ ، بالأَلف و فتح الخاءِ فإِنه يُخَالِف الكِتَاب، و هو أَي اتَّخَذَ افْتَعَلَ مِنْ تَخِذَ ، فأُدْغِم إِحدَى التاءَيْنِ في الأُخْرَى‌ ، و هما التاءُ الأَصْلِيُّ و تاءُ الافتِعَالِ، قال المُصنّف في البصائر: و هََذا قولٌ حَسَنٌ، و دَلِيله ما قاله‌ ابنُ الأَثيرِ في شَرْحِ جامِع الأُصول، و لم يَتَعَرَّض له في النِّهاية، ما نَصُّه: و لَيْسَ من الأَخْذِ في شَيْ‌ءٍ، فإِن الافتِعَالَ مِن الأُخْذِ ائْتَخَذَ. بهمزتينِ على قِيَاس ائْتَمَرَ و ائْتَمَنَ، لأَنَّ فَاءَه هَمْزَةٌ، و الهَمْزَةُ لا تُدْغَم في التاءِ، خلافاً لقولِ الجَوْهَرِيِ‌ ، و هو ما نَصَّه: الاتِّخَاذُ افْتِعَال من الأَخْذِ إِلاَّ أَنّه أُدْغِمَ بعد تَلْيِينِ الهمزةِ و إِبْدَالِ الياءِ تاءً، ثم لمَّا كَثُرَ استعمالُه بِلَفْظِ الافتعالِ تَوَهَّمُوا أَصالَة التاءِ. فَبَنَوْا منه فَعِلَ يَفْعَلُ. قالُوا تَخِذَ يَتْخَذُ ، قال ابنُ الأَثِير: و أَهْلُ العربِيَّةِ على خِلافِه‌ أَي خِلافِ ما قاله الجوهرِيُّ، و هََذه العبارَةُ هََكذا في نُسْختنا، و في غيرِهَا كذََلك، و يوجد في بعْضِ النُّسخ هََكذا: و هو افْتَعَل مِنْ تَخِذَ فأَدْغَم إِحدى التاءَين في الأُخرى و ليس هو أَخَذ، لأَن الافتعال منه ائْتَخَذ، لأَن فاءَه همزة، و هي لا تدغم في التاءِ. ابنُ الأَثير: و هََذا ما عَليه أَهلُ العَرَبِيَّةِ خِلافاً لما قاله الجوهَرِيُّ، و هي قَريبةٌ من الأُولى، قال شيخُنا: و ابنُ الأَثير ليس مِمَّن يُرَدُّ به كَلاَمُ الجوهريِّ، بل و أَكْثَرُ أَئمَّةِ اللُّغة، بل كَلامُه حُجَّةٌ عليهم، لأَنه أَعْرف، و دَعْوَى تَلْيِينِ الهمزةِ كما اختاره هو و غَيْرُه أَوْلَى و أَصْوَبُ من مادَّةٍ غيرِ ثابتةٍ في الدَّواوينِ المَشْهُورةِ، و أَنكَرَها الزَّجَّاجِيُّ بالكُلِّيّة، و إِن أَثبتَها أَبو عليٍّ الفارِسيُّ، و استدلَّ بقراءَةِ تَخِذْتَ مُخَفَّفاً، و غير ذََلك، فقد نَازعوه، و كلامٌ ابنِ مالكٍ صَرِيحٌ في أَنَّ مِثلَه شاذٌّ، و أَثبتوا منه: اتَّزَرَ من الإِزار، و اتَّمَن من الأَمن، و اتَّهَل من الأَهْلِ، و غير ذلك مما هو مبسوط في شروح التسهيل، و أَشار إِليه ابنُ أُمِّ قاسمٍ في شرح الخُلاصة، ثم قال: و بعْدَ صِحَّةِ ثُبوتهِ و تَسليمِ دَعْوَى أَبي عَلِيٍّ الفارِسيّ وَحْدَه و قَبُولِ اسْتِدْلالِه بالآيةِ. و قَوْل الشاعِر:

و قَدْ تَخِذَتْ رِجْلِي إِلَى جَنْبِ غَرْزِهَا # نَسِيفاً كَأُفحُوصِ القَطَاةِ المُطَوِّقِ‌ [3]

فَلا يَلْزَم الجوهَرِيَّ وَ مَنْ وافقه اتِّبَاعُه، بل يَجْرِي على قاعِدَته التي حَرَّرَهَا من التَّلْيِينِ، بل صَرَّحُوا بأَنَّه وارِدٌ في هذا اللفظِ نفسِه، كاتَّزَرَ و ما ذُكِرَ معه، و إِن كان شاذًّا، فلا يَقدَح ذلك في ثُبُوتهِ و استعماله، و اللََّه أَعلم، ثم قال شَيْخُنَا نقلاً عن بعضِ حواشِيه: أَصْلُ اتَّخذَ بهمزتَيْنِ‌ [4] ، فأُبدِلت الهَمْزةُ الثانيةُ تاءً، كما قالوا في ائْتمن و ائْتزر، و القياس إِبدالُها ياءً، و ورد هذا مع أَلفاظٍ شُذُوذاً، و قيل: أُبدِلَتْ واواً ثم تاءً، على القياس، و قيل: الأَصل اوْتَخَذ، أُبدِلت الواوُ تاءً، على اللغَةِ الفُصْحَى، لأَن فيه لُغَةً قَلِيلَةً أَنه يقال:

وَخَذَ، بالوَاو، كما حكاه ابنُ أَمِّ قاسمٍ و غيرُه تَبعاً لأَبي حَيَّان، و قد أَغفَلَه صاحِبُ القامُوس، مع أَنه وَاردٌ مذكورٌ مشهورٌ أَعْرَفُ من تَخِذَ ، انتهى.

ترمذ [ترمذ]:

تِرْمِذُ كإِثْمِد ، قال شيخنا: الأَوْلَى التمثيلُ بِزِبْرِج، لأَن التاءَ أَصليّةٌ، و لذلك ذُكِرَتْ في بابها: ة بِبُخارَى‌ ، و إِنما يعَبَّر بالقَرْية عن صِغَار البلاد، و تِرْمذُ مدينةٌ عظيمة واسعة بخُراسانَ، و قال ابنُ الأَثير: بَبلْخ، على طَرَف جَيْحُونَ، قال‌ ابنُ السَّمْعَانيّ‌ في الأَنساب: و أَهْلُ المَعرِفَة يَضُمُّون التاءَ و الميمَ‌ ، و هكذا قاله ابنُ الأَثير، و المُتَدَاولُ عَلى لسان أَهْلِها فَتْحُ التاءِ و كَسْرُ الميمِ‌ ، قال ابنُ الأَثير: و لكُلٍّ مَعْنًى و بَعْضُهم يَفْتَح التاءَ و بعضُهم يَضُمُّها، و بعضهم يَكْسِرُهَا ، و لا يَخْفَى أَنه لو قال: مثلّث الأَول و الثالث لكان أَخصرَ، و فيها لغةٌ رابعة، فتْح الأَول و كسْر الثالث، و خامسة فتح الأَوّل و ضمّ الثالث، و لم يَذكر من نُسبَ إِليها كما هو عادته، مع أَنهُ آكَدُ، منها الإِمام أَبو عيسى محمّد بن عيسى بن سَوْرَةَ بن موسى بن الضّحَّاك السُّلَميّ الضرير الحافظ، صاحب كتَاب الجامِع، تَلْمَذَ للبخاريّ، و شاركه في شيوخ،


[1] سورة الكهف الآية 77.

[2] الإمام: مصحف عثمان رضي اللََّه عنه.

[3] نسب للمزق العبدي في اللسان (نسف) .

[4] بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: أصل اتخذ بهمزتين لعله أصل اتخذ ائتخذ بهمزتين.

نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي    جلد : 5  صفحه : 352
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست