فقال لي رَجُلٌ من أَهْلِها: انْظُر هل تَرَى نَخْلاً؟فقلت:
لا، فقال: هََذا خَطَأٌ، و إِنما هو النَّحْلُ و نحْلُ الوَادِي:
جانِبُه. سَكَنَها الصَّعْبُ بن جُثَّامَةَ بن قَيْس بن عبد اللََّه بن وَهْب بن يَعْمُر بن عَوف بن كَعْب بن عامر بن لَيْث بن بَكْرٍ اللَّيْثِيّ الوَدَّانِيُّ ، كانَ يَنزِلُهَا فَنُسِبَ إِلَيْهَا، هاجَرَ إِلى النبيِّ صلى اللّه عليه و سلم، حَدِيثُه في أَهلِ الحِجَاز، روى عنهُ عبدُ اللََّه بن عبَّاس و شُرَيْحُ بن عُبَيْدٍ الحَضْرَمِيّ، و مات في خِلافة أَبي بكرٍ، رضي اللََّه عنهما.
و قال البَكريّ [3] : وَدَّانُ : د بإِفْرِيقِيَّةَ في جَنُوبِيّها، بينها و بين زويلَةَ عَشْرَةُ أَيام من جِهَة إِفْرِيقِيَّة، و لها قَلْعَةٌ حَصِينَةٌ، و للمدِينةِ دُرُوبٌ، و هي مَدِينَتَانِ فيهما [4] قبِيلَتَانِ من العَرَب سَهْمِيُّونَ و حَضْرَمِيُّونَ[فتسمى مدينة السهميين دلباك و مدينة الحضرميين بوصى و جامعهما واحد بين الموضعين] [5] ، و بين القَبِيلَتَيْنِ تَنَازُعٌ يُؤَدِّي بهم ذََلك إِلى الحَرْبِ مِراراً، و عندَهُم فُقَهَاءُ و قرّاءُ [6] و شُعَرَاءُ، و أَكثَرُ مَعيشتهم من التَّمْر، و لهم زَرْعٌ يَسيرٌ يَسْقُونَهُ بالنَّضْحِ، افتتحها عُقْبَةُ بنُ عامِرٍ في سنة سِتٍّ و أَربعينَ أَيَّام مُعَاوِيَة، منها أَبو الحَسَن عَلِيُّ بن إِسحاقَ بن الوَدّانيّ الأَدِيبُ الشاعِرُ صاحِبُ الدّيوان بصِقِلّيَةَ ذكره ابنُ القطاع و أَنشدَ له:
و أَتَى الصَّبَاحُ و لا أَتَى و كَأَنَّهُ # شَيْبٌ أَظَلَّ عَلَى سَوَادِ شَبَابِ
و وَدَّان أَيضاً: جَبَلٌ طويلٌ قُرْبَ فَيْدَ بَينها و بين الجَبَلَيْنِ، و وَدّان أَيضاً: رُسْتَاقٌ بِنَواحِي سَمَرْقَنْدَ لم يَذْكُره ياقوت، و ذكره الصاغانيُّ.
و الوَدَّاءُ ، بتشديدِ الدالِ مَمْدوداً، قال ياقوت: يجوز أَن يكونَ مِن[قولهم: ] [7] تَوَدَّأَتْ عَليْه الأَرْضُ فهي مُوَدَّأَةٌ ، إِذا غَيَّبَتْه، كما قيل أَحْصَن فهو مُحْصَنٌ و أَسْهَب فهو مُسْهَبٌ، و ليس في الكلام مثلُه يعني أَنَّ اللازم لا يُبْنَى منه اسمُ مَفْعولٍ.
و بُرْقَةُ وَدَّاءَ ، و كذا بَطْنُ الوُدَدَاءِ ، كأَنَّه جَمْعُ وَدُودٍ ، و يُروَى بفتح الواو، مَواضِعُ.وَ تَوَدَّدَه : اجْتَلَبَ وُدَّهُ ، عن ابنِ الأَعرابيّ، و أَنشد:
و تَوَدَّدَ إِليه : تَحَبَّبَ. و التَّوَادُّ التَّحَابُ تَفَاعُلٌ مِن الوِدادِ ، وقَعَ فيه إِدغامُ المِثْلَيْنِ، و هما يَتَوَادَّانِ أَي يَتَحَابَّانِ.
و تَوَدُّدُ ، و مَوَدَّةُ امرَأَةٌ ، عن ابنِ الأَعرابيّ، و أَنشد:
قيل إِنها سُمِّيَت بِالمَوَدَّةِ التي هي المَحَبَّة.
و عن ابن الأَعْرَابيّ المَوَدَّةُ : الكِتَابُ، و به فُسِّر قوله تَعَالى: تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ[8]أَي بالكُتُبِ ، و هو من غرائب التفسير.