نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 5 صفحه : 232
و فيه تَكَايُدٌ ، أَي تَشَدُّدٌ ، و به فَسَّر السكَّرِيُّ قولَ أَبي ضَبَّةَ الهُذَلِيّ:
لَقَّيْتُ لَبَّتَه السِّنَانَ فَكَبَّه # مِنِّي تَكَايُدُ طَعْنَةٍ و تَأَيُّدُ
و قولهم: لا أَفعل ذلك و لا كَيْداً و لا هَمًّا ، أَي لا أَكادُ و لا أَهُمُ ، كقولهم: لا مَكَادَةَ و لا مَهَمَّةَ، و قد تَقَدَّم، و هََذه قِطْعَة مِن عِبارة ابنِ بُزُرْج، كما سيأْتي بَيانُها، فلو أَخَّرَها فيما بَعْدُ كان أَلْيَقَ بالسَّبْكِ و أَنْسَبَ.
و اكْتَادَ ، افْتَعَلَ من الكَيْدِ ، و قال ابنُ بُزُرْج: يقال مِنْ كَادَ : هُمَا يَتَكَايَدَانِ ، أَي بالياءِ و لا تَقُلْ أَي أَيُّهَا النحويّ:
يَتَكَاوَدَانِ ، أَي بالوَاو، فإِنه خَطَأٌ، لأَنهم يقولون إِذا حُمِلَ أَحدُهُمْ على ما يَكْرهُ: لا و اللََّهَ و لا كَيْداً و لا هَمًّا، يريد: لا أُكَادُ و لا أُهَمُّ، و حكَى ابنُ مُجاهدٍ عن أَهل اللغةِ كَادَ يَكَادُ ، كان في الأَصلِ كَيِدَ يَكْيَدُ .
*و مما يستدرك عليه:
كادَه : عَلَّمَه الكَيْدَ ، و به فُسِّرَ قولُه تعالى كَذََلِكَ كِدْنََا لِيُوسُفَ[1] أَي عَلَّمْنَاه الكَيْدَ على إِخْوَتِه.
و كادَه : أَرادَه بِسُوءٍ. و به فُسِّرَ قولُه تعالى لَأَكِيدَنَّ أَصْنََامَكُمْ[2] .
و كَيْد اللََّهِ للكُفَّار هو استِدرَاجُهم مِنْ حَيْثُ لاََ يَعْلَمُونَ* .
و المُكَايَدَةُ : المُخَاتَلَة.
و كَيْدَانُ ، بالفتح: قَرْيَةٌ بِفَارِسَ.
و أَكْيَادُ مِنْ قُرَى مِصْرَ، و تُضَاف إِليها دِجْوَة، و قَرْيَة أُخرى تُسَمَّى بأَكْيَادِ العَتَاوِرَةِ.
(فصل اللام)
مع الدال المهملة
لبد [لبد]:
لَبَدَ بالمكان كنَصَر و فَرِحَ يَلْبُدُ و يَلْبَدُ لُبُوداً ، بالضمّ مصدر الأَوّل، و لَبَداً ، مُحَرّكةً، مصدر الثاني: أَقَامَ به و لَزِقَ، كأَلْبَدَ ، رُباعِيًّا، فهو مُلْبِدٌ به. و لَبِدَ بالأَرض و أَلْبَد بها، إِذا لَزِمَها فأَقَام، و منه 1- حَديث عَلِيٍّ رضي اللََّه عنهلرجلينِ جَاءَا يَسأَلاَنِه « أَلْبِدَا بِالأَرْضِ حَتَّى تَفْهَما» . أَي أَقِيمَا، و منه 17- قولُ حُذيفة حين ذَكَر الفِتْنَة قال : «فإِن كان ذلك فالْبُدُوا لُبُودَ الرَّاعِي عَلَى عَصاهُ خَلْفَ غَنَمِهِ لا يَذْهَبُ بكم السَّيْلُ» .
أَي اثْبُتُوا و الْزَمُوا مَنَازِلَكم كما يَعْتَمِدُ الراعِي عَصَاهُ ثابتاً لا يَبْرَح، و اقْعُدوا في بُيُوتِكم لا تَخْرُجوا منها فَتَهْلِكُوا و تَكُونوا كمَنْ ذَهَبَ به السَّيْل. و من المجاز: اللُّبَدُ و اللَّبِدُ مِن الرجال، كصُرَدٍ و كَتِفٍ: من [3] لا يُسافر و لا يَبْرَحُ مَنْزِلَهُ و لا يَطْلُبُ مَعاشاً ، و هو الأَلْيَسُ، قال الراعي:
و يُرْوَى بالكسرِ [5] . قال أَبو عُبَيد، و الكَسْر أَجْوَدُ، و منه «أَتَى أَبَدٌ عَلى لُبَد » و هو كَصُرَدٍ اسمُ آخِر نُسُورِ لُقْمَانَ بن عادٍ، لِظَنِّه أَنه لَبِدَ فلا يَمُوت. كذا في الأَساس. و في اللسان: سَمَّاه بذلك لأَنه لَبِدَ فبَقِيَ لا يَذْهَب و لا يَمُوت، كاللَّبِدِ مِن الرِّجال اللازِم لِرَحْلِه لا يُفَارِقه. و لُبَدٌ يَنْصَرِف لأَنه ليس بمعدُولٍ، و في روض المناظرة لابنِ الشِّحْنَة: كانَ مِن قَوْمِ عادٍ شَخْصٌ اسمُه لُقْمَانُ غيرُ لُقْمَانَ الحَكِيمِ الذي كان على عَهْدِ دَاوودَ عليه السلامُ. و في الصّحاح: تَزْعُم العَربُ أَنَّ لُقْمَانَ هو الذي بَعَثَتْهُ عَادٌ في وَفْدِهَا إِلى الحَرَمِ يَسْتَسْقِي [6] لها ، زاد ابنُ الشِّحْنَة: مع مَرْثَد بن سَعْد، و كان مُؤْمِناً، فلمّا دَعَوْا قيل: قد أَعْطَيْتُكم مُنَاكُم، فاخْتَارُوا لأَنفُسِكم، فقال مَرْثَد: أَعْطِنِي بِرًّا و صِدْقاً، و اختار قَبْلَ أَنْ يُصِيبَه ما أَصابَ قَوْمَه. فَلَمَّا أُهْلِكُوا هََكَذَا في سائر النُّسخ، و في بعض منها فلما هَلَكُوا خُيِّرَ لُقْمَانُ ، أَي قال له اللََّهُ تَعالى اخْتَرْ و لا سَبِيلَ إِلى الخُلُود بَيْنَ بَقَاءِ سَبْعِ بَعَرَاتٍ ، هََكذا في نُسختنا بالعين، و يوجد في بعض نسخ الصحاح بَقَرات بالقاف سُمْرٍ صِفَة لبِعرات مِن أَظْبٍ جمع ظِباءٍ [7]عُفْرٍ صِفة لها، قال شيخُنَا: و الذي في نُسخ القامُوس هو الأَشْبَه، إِذ لا تَتَوَلَّد البَقَرُ من الظِّبَاءِ، و لا تكون منها، في