نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 5 صفحه : 166
و بعْضُهم يقول: قُصِدَ له، بالقاف، أَي مَنْ أُعطِيَ قَصْداً، أَي قَليلاً. و كلامُ العَربِ بالفاءِ، أَي لَم يُحْرَم القِرَى مَنْ فُصِدَتْ له الرَّاحِلةُ فحَظِيَ بِدَمِهَا. يضْرَب مَثَلاً فِيمَن طَلَبَ و نالَ بعْضَ المَقصِدِ ، و قال يعقوب: و المعْنى: لم يُحْرَم مَنْ أَصابَ بعْضَ حاجَتِهِ، و إِنْ لم يَنَلْها كُلَّها. و تأْويلُ هََذَا: أَنَّ الرَّجُلَ كانَ يُضِيف الرَّجلَ في شِدَّةِ الزَّمَانِ، فلا يكونُ عندَه ما يَقْرِيه، وَ يَشِحُّ أَن يَنْحَرَ راحِلَتَه، فَيَفْصِدُها، فإِذا خَرَجَ الدَّمُ سَخَّنَه للضِّيْفِ، إِلى أَن يَجْمُدَ وَ يَقْوَى، فيُطْعِمه إِيَّاه، فجَرى المَثَلُ في هذا. و في اللِّسَان: و مِنْ أَمثالِهم في الّذي يُقضَى له بعْضُ حاجَتِه دُونَ تَمامِها: «لم يُحْرَمْ مَنْ فُصدَ لَهُ» مأْخوذٌ من الفَصِيدِ الذي كان يُصْنَعُ في الجاهِليَّةِ و يُؤْكَل. يَقُول: كما يَتَبَلَّغُ المُضْطرُّ بالفَصِيدِ ، فاقْنَعْ أَنتَ بما ارتَفَع من قَضَاءِ حاجَتِكَ، و إِنْ لم تُقْضَ كلُّها [1] .
و الفَصِيدُ : دَمٌ كان يُوضَعُ في الجاهِلِيّة في مِعًى ، مِن فَصْدِ عِرْقِ البَعير، و يُشوَى[2] ، و كان أَهلُ الجاهِليّةِ يأْكلُونه و تُطْعِمُه الضَّيفَ في الأَزْمةِ.
و عن ابن كَثْوَة [3] : الفَصِيدةُ بالهَاءِ: تَمْرٌ يُعْجَنُ و يُشابُ ، أَي يُخْلَطُ بِدَمٍ ، و هو دَواءٌ يُدَاوَى به الصِّبْيانُ، قاله في تفسير قولهم: «ما حُرِمَ مَنْ فُصِدَ له» ، كالفُصْدة بالضّمّ.و أَفْصَدَ الشَّجَرُ و انفَصَدَ : انْشَقَّتْ [4] عُيُونُ وَرَقِهِ وَ بَدَتْ أَطرافُه.
و المُنْفَصِدُ ، و المُتَفَصِّدُ : السائِل الجارِي ، و انْفصدَ الشْيءُ وَ تَفَصَّدَ : سال، و 14- في الحديث : «أَنَّ النّبيّ صلى اللّه عليه و سلم كان إِذا نَزَل عليه الوَحْيُ تَفَصَّد عَرَقاً» . يقال: هو يَتَفَصَّدُ عَرَقاً، أَي يَسِيلُ عَرَقاً، معناه: أَي سالَ عَرَقُه، تشبيهاً في كَثْرَتِه بالفِصاد . و عَرَقاً: منصوب على التمييزِ.
و قال ابن شُمَيلٍ: في الأَرض تَفْصِيدٌ من السَّيْلِ، أَي تَشَقُّقٌ و تَخدُّدٌ. و قال أَبو الدُّقَيْشِ: التَّفْصِيدُ . النَّقْعُ بماءٍ قَلِيلٍ.و المِفْصَد ، بالكسر: آلَةُ الفِصَادِ ، كالمِبْضَعِ.
*و مِمَّا يُسْتَدْرك عليه:
الفاصِدانِ : مَوْضِعُ مَجْرَى الدُّموعِ على الوجْهِ.
و أَبو فُصَيْدٍ ، كزُبَيْرٍ: مُحَدِّث، روَى عن أَبي طاهرٍ السِّلَفِيّ، ذكَرَه المُنْذِريُّ في التكملة.
فغد [فغد]:
*و مما يستدرك عليه:
فَغْدِين بفتح [5] الفاءِ، و سكون الغين المعجمة، و كسر الدّال المهمَلة: قَرْيَة بِبُخارَى، منها أَبو يحيَى يوسف بن يعقوب اللَّيْثِيّ، مولَى نَصْر بن سَيَّار.
فقد [فقد]:
فَقَدَهُ يَفْقِدُه فَقْداً ، بفتح فسكون، و فِقْداناً - بالكسر، و فُقْدَاناً ، بالضّمّ، زاده المصنِّف في «البصائر» له، و ذَكَره شيخُنا عِوَضَ الكَسْرِ اعتماداً على الشُّهْرَة، و قاعِدةِ المصادِر، و فُقُوداً بالضَمِّ، و هََذه عن ابنِ دُرَيْدٍ. كذا في «البصائر» و أَنشدَ لعَنْتَرَةَ العَبْسِيِّ:
فإِن يَبرأْ فلَمْ أَنْفُثْ عَلَيْهِ # و إِن يُفْقَدْ فَحُقَّ له الفُقُودُ
- عَدِمَهُ ، و الفاءُ، و القاف، و الدال، تَدُلُّ على ذَهَابِ شْيءٍ و ضَياعهِ.
و في «المفردات» للراغب: الفَقْدُ أَخصُّ من العَدَمِ، لأَنَّ العَدَم بعْدَ الوُجُودِ [6] . أَي فهو أَعَمُّ، كما قاله شيخُنَا. فهو فَقِيدٌ و مَفْقُودٌ ، و على الثاني اقتَصَر صاحِبُ اللِّسانِ.
قال شيخُنا: و الفاعِل: فاقِدٌ ، على القيَاس، و لذا لم يحتَجْ لذِكْره.
قلتُ: و من سَجَعَاتِ الأَساس: أَنا مُنْذُ فارَقْتَنِي كالفاقِد، أُمِّ الواحِد.
و أَفقدَهُ اللََّه إِياهُ ، و أَفقدَه اللََّهُ كُلَّ حَمِيمٍ. و الفاقِدُ من النِّسَاءِ التي ماتَ زوجُها أَو وَلَدُهَا[7] أَو حَمِيمُها.