و اسْتفْسَدَ فلانٌ إِلى فلانٍ: ضِدُّ استصْلَحَ ، و استَفْسَدَ السُّلطانُ قائِدَه، إِذا أَساءَ إِليه [2] ، حَتِّى استَعْصَى عليه.
و 16- في الحديث : «كَرِه عَشْرَ خِلالٍ، منها إِفسادُ الصَّبِيِّ، غَيْرَ مُحَرِّمِهِ» . هو أَن يطأَ المَرْأَةَ المُرْضِعَ فإِذا حَمَلَتْ فَسَدَ لَبَنُهَا، و كان من ذََلك فَسادُ الصَّبِيِّ، و تُسمَّى الغِيلَة و قوله:
غير مُحَرِّمِهِ، أَي أَنه كَرِهَهُ و لم يَبْلُغْ به حَدَّ التَّحْرِيم.
و بَقِيَ من الأُمورِ المشهورةِ: حَرْبُ الفَسَادِ ، و هي حَرْبٌ كانت بين بني شك [3] و غَوْث من طيّئ، سُمِّيَت بذََلك لأَن هََؤلاءِ خَصَفُوا نِعَالَهُم بآذان هؤلاءِ، و هََؤلاءِ شَرِبُوا الشَّرَابَ بأَقْحافِ هََؤلاءِ. و من سَجَعَات الأَساس: من كَثُرتْ مَفَاسِدُه ، ظَهَرَتْ مَسَافِدُه [4] .
و فلانٌ يُفَاسِدُ رَهْطَهُ.
فصد [فصد]:
فَصَد يَفْصِد ، بالكسر، فَصْداً ، بفتح فسكون، و فِصَاداً ، بالكسر ، و هََذه عن الصاغانيّ-قال شيخُنَا: و قولُ العامّةِ: الفِصَادَة بالهاءِ، ليسَ من كلامِ العرب- و افْتَصَدَ :
شَقَّ العِرْقَ، و هو مَفْصُودٌ و فَصِيدٌ ، و فَصَد النَّاقَةَ: شَقَّ عَرْقَها ليَسْتَخْرِجَ دَمَهُ فَيَشْرَبَه.
و قال الليثُ: الفَصْد قطعُ العُروقِ، و افتَصَد فلانٌ، إِذا قَطَعَ عِرْقَه فَفَصَدَ ، و قد فَصَدَتْ و افتَصَدَتْ .
و يقال: فَصَدَ له عَطَاءً ، أَي قَطَع له و أَمْضَاهُ يَفْصِده فَصْداً .
و يُحْكَى أَنه باتَ رَجُلانِ عِنْدَ أَعْرَابِيٍّ فالْتَقَيَا صَباحاً، فسأَلَ أَحدُهما صاحِبَهُ عن القِرَى، فقال: ما قُرِيتُ، و إِنَّمَا فُصِدَ لي، فقال الرَّجُلُ: لم يُحْرَمْ مَنْ فُصْدَ له ، بسكون الصاد، فجَرَى ذََلك مَثَلاً و سَكَّنَ الصادَ تَخْفِيفاً ، كما قالوا في ضُرِب: ضُرْب، و في قُتِلَ: قُتْلَ، كقول أَبي النَّجْم:
لَوْ عُصْرَ منه البَانُ و المِسْكُ انعَصَرْ
و يروَى مَنْ فُزْدَ لَه، بالزَّايِ ، بدلَ الصَّادَ لَمَّا سَكَنَتْ ضَعُفَتْ، فضارَعُوا بها الدَّال الّتي بعدَهَا بأَن قَلَبُوها إِلى أَشْبَهِ الحُرُوف بالدَّال من مخْرَج الصَّادِ، و هو الزّاي، لأَنَّها مجهورةٌ، كما أَنّ الدَّال مجهورةٌ، فإِن تَحَرَّكت الصّادُ هُنا لم يَجُز البدلُ فيها، و ذََلك نحو: صَدَر و صَدَف، لا تقولُ فيه زَدَرَ، و لا زَدَفَ، و ذََلك أَنَّ الحَرَكَةَ قَوَّت الحَرْفَ و حَصَّنَتْه فأَبْعَدَتْه من الانْقِلاب، بل قد يجوز فيها إِذا تَحَرَّكتْ أَشمامُها رائحةَ الزّايِ، فأَمّا أَنْ تَخْلُسَ زاياً، و هي متحرِّكةٌ، كما تَخلُص، و هي ساكنة فلا. و إِنَّمَا تُقْلَب الصّادُ زاياً، و تُشَمُّ رائِحتَها إِذا وقَعَتْ قبلَ الدَّالِ، فإِن وَقَعَتْ قبلَ غيرِهَا لم يَجُزْ ذََلك فيها، و كلُّ صادٍ وَقَعَتْ قبلَ الدَّال فإِنه يَجُوز أَن تُشِمَّها رائحةَ الزّايِ إِذا تَحَرَّكت، و أَن تقلِبَهَا زاياً مَحْضاً إِذا سَكَنَتْ.
[1] بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: الّ الرجال كذا بالنسخ و الذي في اللسان: إلى» و هو ما أثبتناه.
[3] بهامش المطبوعة المصرية: «كذا بالنسخ، و ليحرر» . و هو أيضاً يوم اليحاميم، بين جديلة و الغوث من قبائل طيء، و كانت للغوث على جديلة حيث لم تبق لجديلة بقية بعد الحرب، فدخلوا بلاد كلب فحالفوهم (ابن الاثير 1/636 و مجمع الميداني حرف الياء) .
[4] عبارة الأساس: من كثرت مسافده ظهرت مفاسده. و نبه إلى رواية الأساس بهامش المطبوعة المصرية.
نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 5 صفحه : 165