نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 5 صفحه : 115
الجَدْبِ ، و قال شَمِرٌ: قال محمّد بن أَنس: كانوا إِذا اشْتَدَّ بهم الجُوعُ، و خافُوا أَن يَمُوتُوا، أَغلَقُوا عليهم باباً، و جَعَلُوا حَظِيرَةً من شَجَرَةٍ [1] ، يَدْخُلون فيها لِيَمُوتُوا جُوعاً. قال:
و لَقِيَ رَجُل جارِيَةً تَبْكِي، فقال لها: مالَكِ؟فقالَتْ: نُرِيدُ أَن نَعْتَفِدَ قال: و قال النَّظَّار بنُ هاشمٍ الأَسَدِيّ:
صاحَ بهمْ على اعْتِفَادٍ زَمانْ # مُعْتَفَدٌ قَطَّاعُ بيْنِ الأَقْرانْ
قال شَمِر: وَجدتُه في كتاب ابن بُزُرْج: اعتَقَد الرجُلُ، بالقاف [2] ، و ذََلك أَن يُغْلِقَ عليه باباً، إِذا احتاجَ، حَتَّى يَمُوتَ.
و اعتَفَدَ كذا: اعتَقَدَهُ ، و سيأْتي.
عقد [عقد]:
عَقَدَ الحَبْلَ و البَيْعَ و العَهْدَ يَعْقِدُهُ عَقْداً فانعَقَدَ :
شَدَّةُ. و الذي صَرَّحَ به أَئِمَّةُ الاشتِقَاقِ: أَنَّ أَصلَ العَقْدِ نَقِيض الحَلِّ، عَقَدَه يَعْقِده عَقْداً و تَعْقَاداً ، و عَقَّده ، و قد انْعَقد ، و تَعَقَّدَ ، ثم اسْتُعْمِل في أَنْوَاعِ العُقُودِ من البُيوعاتِ، و العُقُود [3] و غيرها، ثم استُعْمِل في التصميم و الاعتقادِ الجَازِمِ. و في اللِّسَان: و يقال: عَقَدْتُ الحَبْلَ فهو مَعْقُود ، و كذََلك العَهْد، و منه عُقْدةُ النِّكَاح، و انعقَد [ عَقْدُ ] [4] الحَبْلِ انعقاداً . و مَوْضِعُ العَقْدِ من الحَبْل: مَعْقِد ، و جَمْعُه:
المَعَاقِدُ . و عَقَدَ العَهْدَ، و اليَمِينَ، يَعْقِدُهما عَقْداً و عَقَّدهما :
أَكَّدَهما. قال أَبو زَيْدٍ في قولِه تَعالى وَ اَلَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمََانُكُمْ[5] و عَاقَدَت أَيمانُكُم . و قد قُرِىء: عَقَّدت ، بالتَّشْدِيد، معناه التَّوكِيدُ و التَّغْلِيظُ، كقولِهِ تعالَى وَ لاََ تَنْقُضُوا اَلْأَيْمََانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهََا[6]و قال إِسحاقُ بن فَرج:
حَسَبَ.و العَقْدُ بفَتح فسكونٍ: الضَّمَانُ و العَهْدُ جمْعُه: العُقُود .
و قوله تعالى يََا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ[7] قيل: هي العُهُودُ، و قيل: هي الفَرائِضُ الّتي أُلْزِمُوها. و قال الزَّجَّاج أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ، خاطَبَ اللََّه المؤمِنين بالوَفَاءِ بالعُقُودِ الّتي عَقَدَهَا اللََّه تعالى عليهم، و العُقُودِ الّتي يَعْقِدُهَا بعضُهم على بعضٍ، على ما يُوجِبُه الدِّينُ.
و العَقْدُ : الجَمَلُ المُوَثَّقُ الظَّهْرِ ، قال النابِغَة:
فكيفَ مَزَارُهَا إِلاَّ بعَقْدٍ # مُمَرٍّ ليس يَنْقُضُه الخَؤُونُ
و العَقَدُ ، بالتَّحْرِيكِ، قَبيلةٌ مِن بَجِيلَةَ أَو اليَمَنِ ، يَعْنِي قيساً، ذَكَرَهَا ابنُ الأَثِير، منها بِشْرُ بنُ مُعَاذٍ العَقَدِيّ . و أَبو عامرٍ عبدُ المَلِك بنُ عَمْرو بنِ قَيْسٍ البَصْرِيُّ قال الحاكم:
يُنْسَب إِلى العَقَد مَولَى الحارِث [8] بن عُبَادِ بن قَيْسِ بن ثَعْلَبةَ ابنِ بَكْرِ بن وائلٍ، و مثله قال ابنُ عبد البَرِّ و الرّشاطيّ، و أَبو عليّ الغَسَّانيّ، و كلُّهم اتَّفَقُوا على أَنه عَقَدِيٌّ ، و أَنَّه مِن قَيْسٍ فتحصَّلَ من أَقوالِهمِ تَرْجِيحُ القَوْلِ الأَخِيرِ. و اللََّه أَعلم.
و العقَد : عُقْدَةٌ في الِّلسَانِ و هو الالْتِواءُ و الرَّتَجُ.
و عَقِدَ الرَّجلُ كفَرِحَ فهو أَعْقَدُ و عَقِدٌ : في لِسَانِه عُقْدَة ، و عقِدَ لسانُه يَعْقَدُ عَقَداً .
و قال ابنُ الأَعرابيِّ: العَقَد تَشَبُّثُ ظَبْيَةِ الَّلعْوَةِ بِبُسْرَةِ قَضِيبِ الثَّمْثَمِ ، هََكذا أَورَدَه في نوادِرِه. و قد فَسَّرَه الصاغانيُّ، و قلَّدَه المصنِّف بقوله: أَي تَشَبُّثُ حَيَاءِ الكَلْبةِ بِرأْسِ قَضِيبِ الكَلْبِ فإِنَّ الثَّمْثَم كلْبُ الصَّيْدِ، و اللَّعْوة:
الأُنثَى و ظَبْيَتُها: حَياؤُهَا.
و العَقَدَة بهاءٍ: أَصْلُ الِّلسانِ و هو ما غَلُظَ منه. و كذََلك العَكَدَةُ.
و العَقِدُ ، ككَتِفٍ و جَبَلٍ: ما تَعَقَّدَ من الرَّمْلِ و تَرَاكَمَ ، واحدُهما بهاءٍ ، و الجمع أَعقادٌ . و قيل: العَقَدُ تَرَطُّب الرَّمْلِ من كثْرةِ المَطَرِ.