نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 4 صفحه : 123
القَصَبَةِ المُسْتَوِيها بالجَبْهَة. و المُصْفَح من الرُّؤُوسِ:
المَضْغُوطُ من قِبَلِ صُدْغَيْه حتّى طالَ، و في نسخة [1] : فطالَ ما بينَ جَبْهَتِه و قَفاه. و قال أَبو زيدٍ: من الرُّؤوس المُصْفَحُ إِصْفاحاً ، و هو الّذِي مُسِحَ جَنْبَا رَأْسه و نَتَأَجَبينُه، فخَرَجَ، و ظَهَرَتْ قَمَحْدُوَتُه، و الأَرْأَس: مِثْلُ المُصْفَح ، و لا يقال:
رُؤَاسِيّ.
و المُصْفَحُ من القُلوب: المُمَالُ عن الحَقِّ. 16- و في الحديث : «قَلْبُ المُؤْمِنِ مُصْفَحٌ على الحقِّ» . أَي مُمالٌ عليه، كأَنّه قد جَعَلَ صَفْحَه ، أَي جانِبَه عليه. و قوله: ما اجْتَمعَ، مأْخوذٌ 16- من حديثِ حُذَيفةَ أَنه قال : «القُلُوبُ أَربعةٌ:
فقَلْبٌ أَغْلَفُ، فذََلِكَ قَلْبُ الكافرِ؛ و قَلْبٌ مَنْكوسٌ، فذََلك قَلْبٌ رَجَعَ إِلى الكُفْر بعد الإِيمان؛ و قَلْبٌ أَجْرَدُ مِثْلُ السرَاجِ يُزْهِر، فذََلك قَلْبُ المُؤْمِن؛ و قَلْبٌ مُصْفَحٌ اجْتَمع فيه الإِيمانُ و النِّفَاقُ » -و نَصُّ الحديث بتقديم النِّفاقِ على الإِيمان- «فَمَثَلُ الإِيمان فيه كمَثَل بَقْلَةٍ يُمِدُّها الماءُ العَذْبُ، و مَثَلُ النِّفَاقِ فيه كمَثَلِ قَرْحَةٍ يُمِدّها القَيْحُ و الدَّمُ، و هو لأَيِّهما غَلَبَ» . قال ابن الأَثير [2] : المُصْفَح : الّذي له وَ جهانِ، يَلْقَى أَهْلَ الكُفْرِ بوَجْهٍ، و أَهْلَ الإِيمانِ بوجْهٍ.
و صَفْحُ كلِّ شَيْءٍ وَجْهُه و ناحِيَتُه. و هو مَعْنَى 16- الحدِيثِ الآخَرِ :
«شَرُّ [3] الرِّجَالِ ذو الوَجْهَيْنِ: الذِي يَأْتي هََؤلاءِ بِوَجْهٍ و هََؤُلاءِ بوَجْهٍ» . و هو المنافِق. و جعَلَ حُذَيْفَةُ قَلْبَ المُنَافقِ الّذِي يأْتي الكُفَّارَ بوَجْهٍ، و أَهْلَ الإِيمانِ بوَجْهٍ آخَرَ، ذا وَجْهَيْنِ. قال الأَزْهَرِيّ: و قال شَمرٌ فيما قرَأْتُ بخَطّه: القَلْبُ المُصْفَح ، زَعَمَ خالِدٌ أَنه المُضْجَعُ الّذِي فيه غِلٌّ، الّذي ليس بخالِصِ الدِّينِ.
قلْت: فإِذا تأَمّلْت ما تَلَوْنا عليك عَرَفتَ أَن قول شيخنا رحمه اللََّه تعالى-: كيف يَجْتمعانِ؟و كيف يَكُون مِثْلُ هََذا من كلام العرب، و النفاقُ و الإِيمانُ لفظانِ إِسلاميّانِ؟فتأَمّلْ فإِنه غيرُ مُحَرَّر، انتهى-نَشَأَ من عَدَم اطّلاعه على نصوص العُلمَاءِ في بابِه.
و المُصْفَحٌ السّادِسُ من سِهَامِ المَيْسِرِ، و يقال له:
المُسْبِلُ، أَيضاً. و قال أَبو عُبيد: من أَسماءِ قِدَاحِ المَيْسِرِ المُصْفَحُ و المُعَلَّى.
و المُصْفَح من الوُجوه: السَّهْلُ الحَسَنُ، عن اللِّحْيَانيّ.
و الصَّفُوحُ : الكَرِيمُ، لأَنّه يَصْفَح عَمّن جَنَى عليه. و أَمّا الصَّفُوح مِن صفات اللََّه تعالى فمعناه العفُوُّ عن ذُنوبِ العِبَاد، مُعْرِضاً عن مُجازاتِهم بالعُقُوبةِ تَكَرُّماً. و الصَّفوحُ في نَعْتِ المَرْأَة: المُعْرِضَةُ الصّادَّةُ الهاجِرَةُ، فأَحدُهما ضِدُّ الآخَرِ. قال كُثَيِّرٌ يَصِفُ امرأَةً أَعْرَضَتْ عنه:
و قولُهُم [4] : كأَنَّهَا صَفِيحَةٌ يَمانِيَة. و الصَّفائِح : حِجَارَةٌ عِرَاضٌ رِقَاقٌ، و الوَاحِدُ كالوَاحِدِ. يقال: وُضِعتْ على القَبْرِ الصَّفَائِحُ ، كالصُّفّاح ، كرُمّانِ، و هو العَريض. و الصُّفَّاح أَيضاً من الحجَارةِ كالصَّفَّائحِ ، الواحدةُ صُفّاحَةٌ ، . و في اللسان: و كلُّ عريضِ من حِجارةٍ أَو لَوْحٍ و نَحوِهما صُفّاحَةٌ و الجمع صُفّاح ؛ و صَفِيحةٌ و الجمْعُ صَفَائِحُ ، . و منه قول: