نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 2 صفحه : 440
الشُّيوخُ: ابنُ مالِكٍ، و أَبو حيَّانَ، و ابْنُ هِشامٍ، و غيرُهُم. أَما قَلْبٌ و وجودُ مصدرٍ فلا يُلْتَفَتُ لقائله، و لو زعمهُ أَبو حنيفةَ الدِّينَوَرِيُّ: لأَنّه إِمامٌ في معرِفةِ أَنواعِ النَّبَات، و نَقْلِ الكَلام، و لا معرفةَ له بأُصُولِ العَرِبيّة و الصَّرْف، و لا إِلمامَ.
انتهى.
و التَّنْضبُ : ظاهرُ إِطلاقِه أَنّ الضّادَ مفتوحةٌ، لأَنَّها عندَ أَئمّة الصّرف تابِعةٌ لأَوّل الكلمة، و لا قائلَ به، بل هي فتح التّاءِ و ضَمّ الضّاد. و هو شَجَرٌ حِجازِيٌ ، و ليس بنَجْدِ منه شيْءٌ إِلاّ جِزْعَةً واحدةً بطَرَفِ ذقَانِ، عند التُّقَيِّدَة، و هو يَنْبُتُ ضَخْماً على هيْئَةِ السَّرْح، و عِيدانُهُ بِيضٌ ضَخْمَةٌ، و هو مُحْتَظَر، و ورَقُهُ مُتَقَبِّضٌ، و لا تراه إِلاّ كأَنّهُ يابسٌ مُغْبَرٌّ، و إِنْ كان نابِتاً، و شَوْكُهُ كَشَوْكِ العَوْسَجِ ، و له جَنًى مثلُ العِنَبِ الصِّغار. يُؤْكَلُ و هو أُحَيْمِرٌ قال أَبو حنيفَةَ: دُخَانُ التَّنْضُبِ ، أَبيضُ مثلُ لَوْنِ الغُبَار، و لذََلك شَبَّهتِ الشُّعَرَاءُ الغُبارَ به، قال عُقَيْلُ بْنُ عُلَّفَةَ المُرِّيُّ:
و قال مرَّةً: التَّنْضُبُ : شَجرٌ ضخامٌ، ليس له ورقٌ، و هو يُسَوِّقُ و يَخْرُجُ له خَشَبٌ ضخَام، و أَفنانٌ كثيرةٌ؛ و إِنّما ورقُهُ قُضْبانٌ، تأْكُلُهُ الإِبِلُ و الغَنَمُ و قال أَبو نصرٍ: التَّنْضُبُ شجرٌ له شوكٌ قِصارٌ، و ليس من شَجرِ الشَّوَاهِقِ، تأَلَفُهُ الحرابِيُّ؛ أَنشد سِيبَويْه للنّابغة الجعْدِيِّ:
كأَنَّ الدُّخانَ الَّذِي غادرَتْ # ضُحيّاً دَاوخِنُ من تَنْضُبِ
قال ابْنُ سِيدَهْ: و عندي أَنّه إِنّما سُمِّيَ بذََلك لقِلّةِ مائِه.
و أَنشد أَبو عليٍّ الفارِسيُّ لرَجُل واعَدتْهُ امرأَةٌ، فَعَثَرَ عليه أَهلُها، فضربوه بالعِصِيّ؛ فقال:
و في التّهْذِيبِ: عن أَبي عُبَيْدٍ: و من الأَشجار التَّنْضُبُ ، واحدها [3] تَنْضُبةٌ . قال أَبو منصور: هي شجرةٌ ضَخْمَةٌ، يُقْطَعُ منها العُمُدُ للأَخْبِيةِ. و في الصَّحاح: و التّاءُ زائدةٌ، لأَنّه ليس في الكلام فَعْلُلٌ، و في الكلام تَفْعُلٌ، مثلُ تَنْقُل [4]
و تَخْرُج، قال الكُمَيْت:
إِذَا حنَّ بيْن القَوْمِ نَبْعٌ و تَنْضُبُ
قال ابْنُ سلَمة: النَّبْعُ: شجرُ القِسِيّ و تَنْضُبُ : شَجرٌ تُتَّخَذُ منه السِّهامُ. و هََكذا نقله ابْنُ منظورٍ في لسان العرب.
و وجدتُ، في هامش الصِّحاح، ما نصُّهُ: و هََذا النِّصفُ أَيضاً، ليس هو في قصيدته الّتي على هََذا الوزن؛ و الَّذِي في شِعْرِه:
إِذا انْتَتَجُوا الحَرْبَ العَوَانَ حُوارَهَا # و حَنَّ شَريحٌ بالمَنَايا و تَنْضُبُ
و في مختصر المعجم: تَنَاضِبُ ، بالفتح، من أَضاة [5] بني غِفَارٍ فوق سَرِفَ: على مَرحلةٍ من مَكَّةَ. و يقالُ فيه أَيضاً بضَمِّ التّاءِ و الضّاد، و بكسر الضّاد أَيضاً. و قيل في الشِّعْر:
تَنْضُبُ و هي أَيضاً من الأَمَاكِن النَّجْدِيَّة.
أَمّا تُنَاضِبُ ، بالضَّمِّ، فهي[شعبة من] [6] شُعَب الدُّودَاءِ، و الدُّوداءُ: [وادٍ] [6] ، يدفع في العَقِيق: وادي المَدِينَةِ، فافهَمْ.
و عن شَمرٍ: نضَّبتِ النّاقةُ، تَنْضِيباً: قَلَّ لَبنُها ، و طالَ