نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 2 صفحه : 189
و الطُّوبَى بالضَّمِّ: الطَّيِّبُ ، عَن السِّيرَافِي. و جَمْعُ الطَّيِّبَةِ عن كُرَاع. قال: و لا نَظِير لَهُ إِلا الكُوسَى في جمع كَيِّسَة.
و الضُّوقَى في جمع ضَيِّقة.
و قال ابنُ سيدَه: عِنْدِي في كُلِّ ذَلِكَ أَنَّهُ تَأْنِيثُ الأَطْيَب و الأَضْيَق و الأَكْيَس؛ لأَنَّ فُعْلَى لَيْسَت من أَبْنيَة الجُمُوع.
و قَال كُرَاعٌ: و لم يَقُولُوا الطِّيبى كَمَا قَالُوا: الكِيسَى و الضِّيقَى في الكُوسَى و الضُّوقَى. ثم إِنَّ طُوبَى على قَوْلِ مَنْ قَالَ إِنَّه فُعْلَى من الطِّيب كَان في أَصْله طِيبَى [1] فقَلُبوا اليَاءَ وَاواً للضَّمَّة قَبْلَهَا. و حَكَى أَبُو حَاتم سَهْلُ بنُ مُحَمَّد السّجِسْتَانِيّ في كِتَابه الكَبِيرِ في القراآت قال: قَرَأَ عَليَّ أَعْرَابِي بالحَرَم:
طِيبَى لَهُم، فأَعَدْتُ فقُلْت طُوبَى ، فقال: طِيبَى ، فأَعدتُ فقلتُ: طُوبَى فقال: طِيبَى ، فلما طَالَ عَلَيّ، قلت: طُوطُو، فَقَالَ: طِى طِى. و في التنزيل العزيز طُوبىََ لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ[2] أَي الحُسْنَى لَهُم، قاله عكْرِمَة. و قيل الخَيْر. و قيل:
الخِيرَةَ. و14- جَاءَ عن النَّبيّ صلى اللّه عليه و سلم أَن طُوبَى شَجَرَةٌ في الجَنَّةِ. .
قال شَيْخَنا. و هو عَلَم عَلَيْهَا لا تَدْخُلها الأَلِفُ و اللاَّمُ، و مِثله في المحكم و غيره. و قال أَبُو إِسْحَاق الزّجّاج: و طُوبَى فُعْلَى من الطِّيبِ ، و المَعْنَى العَيْشُ الدائِم [3] لَهُم. ثم قال: و كُلُّ ما قِيلَ في التَّفْسِير يُسَدِّدُ [4] قَوْلَ النَّحْوِيِّين أَنَّهَا فُعْلَى من الطِّيب . أَو طُوبَى اسم الجَنَّة بالهنْدِيَّة مُعَرَّب عن تُوبَى [5] .
و 17- رُوِي عن سَعِيد بْنِ جُبَيْر أَنَ طُوبَى : اسمُ الجَنَّة بالحَبَشِيَّة.
كطِيبَى بالكَسْرِ. و قد تَقَدَّمَ النقلُ عن أَبي حَاتِم السِّجِسْتَانِيّ.
و ذَهَبَ سِيبَوَيْه بالآيَة مَذْهَبَ الدُّعَاء، قَال: هِيَ في مَوْضِع رَفْع، يَدُلُّكَ عَلَى رفعه رَفْعُ «وَ حُسْنُ مَآبٍ» . قال ثعلب:
و قُرِئ: و طُوبَى لهم و حُسْنَ مآبٍ فَجَعَل طُوبىََ مَصْدَراً كقولك: سَقْياً لَه، و نَظِيرُه من المَصَادِر الرُّجْعَى. و استدَلَّ على أَن مَوْضِعَه نَصْبٌ بقوله: وَ حُسْنُ مَآبٍ[6] ، و نَقَلَ شيخُنَاهَذَا الكلاَمَ و نَظَّر فيه، و قال في آخِرِه: و الظَّاهِرُ أَنَّ من نَوَّنَ طُوبًى جَعَلَه مَصْدَراً بغيرِ أَلف، و لا يُعْرَف تَنْوِينُ الرُّجْعَى عَنْ أَحَدٍ مِن أَئِمَّة العَرَبِيَّة حَتَّى يُقَاسَ عَلَيْه طُوبَى ، فتَأَمَّل، انتهى. و في لسان العرب: و قال قَتَادَةُ: طُوبىََ لَهُمْ : كَلِمَةٌ عَرَبِيَّةٌ. يقول العَربُ. طُوبَى لَكَ إِنْ فَعَلْتَ كَذَا و كَذَا، و أَنْشَد:
طُوبَى لمَنْ يَسْتَبْدِلُ الطَّوْدَ بالقُرَى # و رِسْلاً بيَقْطِينِ العِرَاقِ و فُومِها
الرِّسْلُ: الَّلبَنُ. و الطَّوْدُ: الجَبل. و الفُومُ: الخُبْزُ و الحِنْطَةُ.
و 14- في الحدِيث : «إِنَّ الإِسلام بَدَا غَرِيباً، و سَيَعُود غَرِيباً [كما بدأ] [7] ، فطُوبَى لِلْغُرَبَاء». طُوبَى : اسْم الجَنَّةِ، و قيل:
شَجَرَةٌ فيها. و 16- في حَدِيث آخر : « طُوبَى للشَّأْم». المَراد هَاهُنَا فُعْلَى من الطِّيب ، لا الجَنَّة و لا الشَّجَرَة، انْتَهَى.
و يقال: طُوبَى لَكَ و طُوبَاك [لُغَتانِ]
8 *
بالإِضَافَة. قال يَعْقُوب: و لا تَقُل طُوبِيك ، بالْيَاء. و قد اسْتَعْمَلَ ابن المُعْتَزّ طُوبَاكَ في شِعْره:
مرَّت بِنَا سَحَراً طيرٌ فَقُلْتُ له # طُوبَاكَ يا لَيْتَنَا إِيَّاكَ طُوبَاكَ
أَوْ طُوبَاكَ لَحْن. في التَّهْذِيب: و العَرب تقول: طُوبَى لَكَ و لا تَقُول طُوبَاك . و هذا قَوْلُ أَكْثَر النحويين إِلاّ الأَخْفَش فإِنَّه قَالَ: من العَرب مَنْ يُضِيفُهَا فيقول: طُوبَاكَ . و قال أَبُو بَكْر:
طُوبَاكَ إِنْ فَعَلْتَ كذا. قال: هذَا مِمَّا يَلْحَن فيه العَوَامّ، و الصَواب: طُوبَى لَكَ إِنْ فَعَلْتَ كَذَا و كَذا. و قَد أَورد الشَّهَاب الخَفَاجِيّ على هَذَا في رَيْحَانَتِه بِمَا حَاصِلُه: أَنَّ اللامَ هُنَا مُقَدَّرَةٌ، و المقدَّرُ في حُكْمِ المَلْفُوظِ، فكَيْفَ يُعَدُّ خَطَأً، و قد ردَّه شَيْخُنَا بأَحْسَن جَوَاب، رَاجِعه في الحَاشِيَة.
[5] قال الصاغاني فعلى هذا يكون أصلها توبى بالتاء فعربت، فإنه ليس في كلام أهل الهند طاء.
[6] قال القرطبي في تفسير الآية: طُوبىََ رفع بالابتداء و يجوز أن يكون موضعه نصباً على تقدير: جعل لهم طوبى، و يعطف عليه وَ حُسْنُ مَآبٍ على الوجهين المذكورين فترفع أو تنصب.