نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 19 صفحه : 344
و الجماعَةُ أَيْضاً: حامِيَةً يَحْمُون أَنْفُسَهم؛ قال لبيدٌ:
و مَعِي حامِيَةٌ من جَعْفرٍ # كلَّ يَوْم ينتلي ما في الخِلَلِ [1]
و هو على حاميةِ القوْمِ: أَي آخِرُ مَنْ يَحْمِيهِم في مُضِيِّهم و انْهِزَامِهم.
و أَحْمَى المَكانَ: جَعَلَهُ حِمًى لا يُقْرَبُ. قالَ ابنُ برِّي: يقالُ حَماهُ و أَحْماهُ ؛ و أَنْشَدَ:
حَمَى أَجَماتِه فتُرِكْنَ قَفْراً # و أَحْمَى ما سِوَاه مِنَ الإِجامِ
و قالَ أَبو زيْدٍ: حَمَيْتُ الحِمَى حَمْياً : مَنَعْته، فإذا امْتَنَع منه الناسُ و عَرَفوا أنَّه حِمى قُلْت أَحْمَيْتُه .
و ذَكَرَ السُّهيليّ في الرَّوْض: أَنَّ أَحْماهَ لُغَةٌ ضَعيفَةٌ.
قلت و الصَّحِيحُ أنَّهما فَصِيحَتانِ.
و 17- في حدِيثِ عائِشَةَ و ذَكَرَتْ عُثْمان : «عَتَبْنا عليه مَوْضِع الغَمامَةِ المُحْماةِ » . ؛ تُريدُ الحِمَى الذي حَماهُ ، جعلته موضعاً للغَمامَةِ لأنَّها تسْقِيه بالمَطَرِ و الناسُ شُركاءُ فيمَا سَقَتْه السَّماءُ مِن الكَلإِ إذا لم يَكُنْ مَمْلوكاً فلذلِكَ عَتَبُوا عليه.
أَو أحماه : وجدَهُ حِمًى لا يُقْرَبُ.
و حَمِيَ من الشَّيءِ و عنه، كرَضِيَ، حَمِيَّةً ، بالتَّشْديدِ، و مَحْمِيَةً ، كمَنْزِلَةٍ: أَنِفَ منه و داخَلَهُ عارٌ و أَنْفَةٌ أَن يَفْعَلَه؛ و منه 16- حدِيثُ مَعْقِلٍ : « فَحَمِيَ مِن ذلِكَ أَنَفاً» . أَي أَخَذَتْه الحَمِيَّة ، و هي الأَنَفَة و الغَيْرَةُ.
و فلانٌ ذُو حَمِيَّةِ مُنْكَرَة: إذا كانَ ذا غَضَبٍ و أَنْفَةٍ.
و نَظِيرُ المَحْمِيَّة المَعْصِيَةُ مِن عَصَى.
و حَمِيَتِ الشَّمسُ و النَّارُتَحْمَىحَمْياً ، بالفتْحِ، و حُمِيّاً ، كعُتَيِّ، و حُمُوّاً ، الأَخيرَةُ عن اللَّحْيانيّ: اشْتَدَّ حَرُّهما، و أَحْماهُ ، كذا في النُّسخِ و الصَّوابُ أَحْماها ، اللَّهُ تعالى؛ كذا نصُّ اللَّحْيانيّ. و حَمِيَ الفَرَسُ حِمىً ، كرِضاً: سَخُنَ و عَرِقَ يَحْمَى [2]
حَمْياً و حَمْيُ الشَّدِّ مثْلُه؛ قالَ الأَعْشى:
كأنَّ احْتِدامَ النارِ من حَمْيِ شَدَّة # و ما بَعْدَه مِنْ شَدِّه غَلْيُ قُمْقُمِ [3]
و الجَمْعُ أحْماءٌ ، قال طَرَفَة:
فهي تَرْدِي و إذا ما فَزِعَتْ # طارَ من أَحْمائِها شَدّ الأُزُرْ [4]
و حمِيَ المِسْمارُ حَمْياً ، بالفتحِ، و حُمُوّاً ، كسُمُوِّ:
سَخُنَ؛ و أَحْمَيْتُهُ . قالَ ابنُ السِّكّيت: أَحْمَيْتُ المِسْمارَ إحْماءً ، و أَحْمَيْتُ الحدِيدَةَ و غيرَها في النارِ: أَسْخَنْتُها، و لا يقالُ حَمَيْتها .
قالَ شيْخُنا: أَي ثلاثِيّاً و هذا كأنَّه في الفَصِيحِ و إلاَّ فإنَّه يقالُ حمى الشيء في النارِ أَدْخَلَه فيها.
و الحُمَةُ ، كَثُبَةِ: السَّمُّ؛ عن اللّحْيانيّ.
أَو هي الإِبْرَةُ التي يَضْربُ بها الزُّنْبورُ و الحَيَّةُ و العَقْربُ و نحوُ ذلِكَ، أَو يَلْدَغُ بها، و أَصْلُه حُمَوٌ أَو حُمَيٌ ، و الهاءُ عوضٌ، ج حُماتٌ [5] و حُمَى . و قالَ الليْثُ: الحُمَةُ في أَفْواهِ العامَّةِ: إِبْرَةُ العَقْربِ و الزُّنْبورِ و نحوِه، و إنَّما الحُمَةُ سَمُّ كلِّ شيءِ يَلْدَغُ و يَلْسَعُ.
و قالَ ابنُ الأثيرِ: أُطْلِقَ على إِبْرَةِ العَقْربِ للمجاورة [6]
لأنَّ السَّمَّ منها يخرُجُ.
و قال الجَوهرِيُّ: حُمَةُ العَقْربِ سَمُّها و ضرُّها.
[1] ديوانه ط بيروت ص 145 برواية: «تبتلي» و في اللسان «تبتلي» و التهذيب.
[2] بهامش المطبوعة المصرية: قوله: «و يحمى حمياً، كذا بخطه، ا هـ» و هي عبارة اللسان و التهذيب.
[3] ديوانه ط بيروت ص 182 برواية: «احتدام الجوف في حمى» و اللسان و التهذيب.