و سَمَّوْا عاصِماً و أَعْصَمَ و مُعْتَصِماً و مُسْتَعْصِماً و مَعْصوماً و عُصْماً ، بالضمِّ، و عُصَيْماً ، كزُبَيْرٍ و جُهَيْنَةَ ، و مِن الأَخيرِ ثلاثَةٌ مِن الصَّحابَةِ.
و عُصَيْمُ بنُ الحارِث بنِ ظالِمٍ: له وِفادَةٌ ذَكَرَه الحافِظُ و النِّسْبَةُ إليه عُصَميُّ .
و عُصْمٌ بالضمِّ في نَسَبِ بَني زُبَيْدٍ، و قد تَقَدَّمَ، و محمدُ بنُ العبَّاسِ بنِ أَحْمدَ بنِ محمدِ بنِ عُصْمِ بنِ بِلالٍ العصميُّ الهَرَويُّ مِن شيوخِ الحاكِمِ و الدَّارقطْني.
و بَنُو المَعْصومِ : بَطْنٌ مِن العلويِّين بالجائِرِ منهم شِرْذِمَةٌ بمكَّةَ و شِرْذِمَةٌ بالهِنْدِ.
و المُعْتَصِمُ و المُسْتَعْصِمُ العبَّاسيَّان مَشْهورَان في الخُلَفاءِ.
و الغُرابُ الأَعْصَمُ . قد جاءَ ذِكْرُه في عِدَّةِ أَحادِيثَ منها: 14- أَنَّه ذَكَر النِّساءَ المُخْتالاتِ المُتَبرِّجاتِ فقالَ «لا يدخلُ الجنَّةَ منهنَّ إلاَّ مِثْلُ الغُرابِ الأَعْصَم » .
قالَ ابنُ الأثيرِ: هو الأَبيضُ الجَناحَيْن، و هو قولُ ابنِ شُمَيْلٍ.
و قيلَ: الأَبيضُ الرِّجْلَيْن.
و قالَ أَبو عُبَيْدٍ: هو الأبيضُ اليَدَيْن، و منه قيلَ للوُعولِ عُصْمٌ ، و الْأُنْثى منهنَّ عَصْماءُ ، و الذَّكَرُ أَعْصَمُ ، لبيَاضٍ في أَيْديها، قالَ: و هذا الوصفُ في الغِرْبانِ عَزيزٌ لا يَكادُ يُوجَدُ، و إنَّما أَرْجُلُها حُمْرٌ، قالَ: و أَمَّا هذا الأَبْيضُ البَطْنِ و الظَّهْرِ فهو الأَبْقعُ، و ذلِكَ كثيرٌ.
قالَ الأزْهرِيُّ: و قد رَدَّ عليه ابنُ قُتَيْبَةَ ذلِكَ و قالَ:
اضْطَرَبَ قوْل أَبي عُبَيْدٍ لأَنَّه زَعَمَ أَنَّ الأَعْصَمَ هو الأَبْيَضُ اليَدَيْن، ثم قالَ: و إنَّما أَرْجُلُها حُمْرٌ، فذَكَرَ مرَّةً اليَدَيْن و مرَّةً الأَرْجُلَ.
قالَ الأَزْهَرِيُّ: و قد جاءَ هذا الحدِيْثُ مفسَّراً في خبرٍ آخَرَ 14- رَواهُ عن خُزَيْمَةَ [1] ، قالَ بَيْنا نحنُ مع عَمْرِو بنِ العاصِ فعَدَلَ و عَدَلْنا معَه حتى دخلْنا شِعْباً فإذا نحنُ بِغرْبانٍ و فيها غُرابٌ أَعْصمُ أَحْمرُ المِنْقارِ و الرِّجْلَين، فقالَ عَمْروٌ: قالَ رَسُولُ اللّهِ صلّى اللّه عليه و سلّم: «لا يدخلُ الجنَّةَ مِن النِّساءِ إلاَّ قَدْرُ هذا الغُرابِ في هؤلاء الغِربان» .
قالَ: فقد بانَ فيه أَنَّه أَرَادَ بالأَعْصَم الأَحْمَر الرِّجْلَيْنِ و المِنْقارِ لأنَّ أَكْثَر الغِرْبانِ السُّودُ و البُقْعُ، قالَ: و هذا هو الصَّوابُ، قالَ: و العَرَبُ تَجْعَلُ البَياضَ حُمْرَةً فيَقولُونَ للمرْأةِ البَيْضاءِ اللَّوْنِ: حَمْراء، و لذلِكَ قيلَ للأَعاجِمِ حُمْر لغلَبَةِ البيَاض على أَلْوانِهم.
و قالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: العُصْمَةُ مِنْ ذواتِ الظِّلْفِ في اليَدَيْن، و مِن الغُرابِ في السَّاقَيْن.
و قالَ السّهيليُّ: إنَّما أَرادَ أَبو عُبَيْدٍ أَنَّ هذا الوصفَ لذواتِ الأَرْبَع، و لذا قالَ: إنَّ هذا الوصفَ في الغِرْبانِ عَزيزٌ، و لو لا ذلِكَ لقالَ إنَّه في الغِربانِ مُحالٌ لا يتصوَّرُ، ا هـ.
قلْتُ: و هذا لا يندفعُ به ما أَوْرَدَه ابنُ قتيبَةَ فتأَمَّلْ.
أَو الغُرابُ الأَعْصَمُ : الذي في إحْدَى جَناحَيْه[2]رِيشَةٌ بَيْضاءُ ، لأَنَّ جَنَاحَ الطَّائِرِ بمنْزِلَةِ اليَدِ له، و يقالُ هذا لكلِّ شيءٍ يَعِزُّ وُجودُه كالأَبْلَق العَقُوقِ و بَيْض الأَنُوق.
قلْتُ: و الذي قالَ إنَّه الأَبْيَضُ الرِّجْلَيْن قد يشْهدُ له ما 14- في مسندِ ابنِ أَبي شَيْبَةَ من طريقِ أَبي أُمامَةَ رَفَعَه : «المرْأَةُ