نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 16 صفحه : 189
فصل الخاء
المعجمة مع الميم
ختم [ختم]:
خَتَمَهُ يَخْتِمُهُ خَتْماً و خِتاماً ، بالكسْرِ هذه عن اللّحْيانيّ، أَي طَبَعَهُ ، فهو مَخْتومٌ و مُخَتَّمٌ ، شدِّدَ للمُبالَغَةِ، قالَهُ الجوْهَرِيُّ.
و قيلَ: الخَتْمُ إخْفاءُ خَبَرِ الشيءِ بجَمْعِ أَطْرافِه عليه على وَجْهٍ يَتَحَفَّظ به.
و مِن المجازِ: خَتَمَ على قَلْبِهِ : إذا جَعَلَهُ لا يَفْهَمُ شَيئاً و لا يَخْرُجُ منه شيءُ كأَنَّه طُبِعَ، و منه قوْلُه تعالَى: خَتَمَ اَللََّهُ عَلىََ قُلُوبِهِمْ[1] ، و هو كقَوْلِه: طَبَعَ اَللََّهُ عَلىََ قُلُوبِهِمْ*[2] ، فلا تَعْقِلُ و لا تَعِي شَيئاً.
و قالَ الزَّجَّاجُ: معْنَى خَتَمَ و طَبَعَ واحِدٌ في اللُّغَةِ، و هو التَّغْطيةُ على الشيءِ و الاسْتِيثاقُ مِن أَنْ لا يَدْخله شيءٌ، كما قالَ، جلَّ و علا: أَمْ عَلىََ قُلُوبٍ أَقْفََالُهََا[3] .
و خَتَمَ الشَّيءَ خَتْماً : بَلَغَ آخِرَهُ ، كما في المحْكَمِ.
و قالَ الرَّاغبُ: الخَتْمُ و الطَّبْعُ يقالُ على وَجْهَيْن: الأَوَّل:
تأْثِيرُ الشيءِ بنقْشِ الخَاتَمِ و الطَّابعِ، و الثاني: الأَثَرُ الحَاصِل عن النَّقْشِ، و يَتَجوَّزُ به تارَةً في الاسْتِيثاقِ مِن الشيءِ و المَنْع منه اعْتِباراً لمَا يَحْصَل مِن المَنْعِ بالختم على الكُتُبِ و الأَبْوابِ، و تارَةً في تَحْصِيلِ أَثَر شيءٍ عن شيءٍ اعْتِباراً بالنَّقْشِ الحَاصِلِ، و تارَةً يُعْتَبرُ فيه بُلوغُ الآخر، و منه خَتَمْتُ القُرْآن أَي انْتَهَيْت إلى آخِرِه، فقوْلُه تعالَى: خَتَمَ اَللََّهُ عَلىََ قُلُوبِهِمْ إشارَةً إلى ما أَجْرَى اللَّهُ به العادَةَ أَنَّ الإنْسان إذا تَنَاهَى في اعْتِقادٍ باطِلٍ و ارْتِكابِ مَحْظُورٍ، فلا يكونُ منه تَلَفّت بوَجْه الى الحقِّ يُورِثه ذلِكَ هَيْئةً تُمَرِّنُهُ على اسْتِحسْان المَعاصِي فكأَنَّما يخْتُم بذلِكَ على قَلْبِهِ، و على هذا النَّحْو اسْتِعارَةُ الاغْفالِ و الكِنّ و القَساوَةِ.
و قالَ الجُبَّانيُّ: جَعَل اللَّهُ خَتْماً على قُلُوبِ الكُفَّارِ ليكون دَلالَةً للمَلائِكَةِ على كُفْرِهم فلا يَدْعون لهم. قالَ الرَّاغبُ: و ليسَ ذلِكَ بشيءٍ فإنَّ هذه الكِتابَةِ إنْ كانتْ مَحْسوسَةً فمن حقِّها أَنْ يدْرِكَها أَصْحابُ التَّشْريحِ، و إنْ كانتْ مَعْقولةً [4] فالمَلائِكَةُ باطِّلاعِهم على اعْتِقادَاتِهم مُسْتَغْنية عن الاسْتِدْلال.
و مِن المجازِ: خَتَمَ الزَّرْعَ يَخْتِمُهُ خَتْماً ، و خَتَمَ عليه :
إذا سَقاهُ أَوَّلَ سَقْيَةٍ ، و هو الخَتْمُ .
و الخِتامُ : اسْمٌ له، لأَنَّه إذا سُقِي خُتِم بالرَّجاءِ، و قد خَتَمُوا على زُروعِهم أَي سَقَوْها، و هي كِرابٌ بَعْدُ.
قالَ الطائِفيُّ: الخِتامُ أَن تُثارَ الأََرْضُ بالبَذْرِ حتى يَصِيرَ البَذْر تحْتَها ثم يَسْقونَها، يقُولُون: خَتَمُوا عليه.
قالَ الأََزْهَرِيُّ: و أَصْلُ الخَتْمِ التَّغْطيَةُ، و خَتْم البَذْر تَغْطِيَتُه.
و الخِتامُ ، ككِتابٍ: الطِّينُ يُخْتَمُ به على الشَّيءِ. يقالُ:
ما خِتامُك طينٌ أَمْ شمْعٌ.
و الخاتَمُ ، بفتحِ التاءِ: ما يُوضَعُ على الطِّينَةِ ، هو اسمٌ مِثْلُ العالَمِ.
و مِن المجازِ: لَبِسَ الخاتَم ، و هو حَلْيٌ للإِصْبَعِ كالخاتِمِ ، بكسْرِ التاءِ لُغَتانِ. و 16- في الحدِيْث : «آمِيْن خاتَمُ ربّ العَالَمِيْن على عبادِهِ المُؤْمِنِين» . أَي طَابِعُه و عَلامَتُه التي ترفَعُ [5] عنهم الأَعْراضَ و العَاهات، لأَنَّ خاتَمَ الكِتابِ يَصُونهُ و يَمْنَعُ النَّاظِرِينَ عمَّا في باطِنِه.
و الخاتامِ و الخَيْتامِ و الخِيتامِ ، بالكسْرِ، و الخَتَمِ ، محرَّكةً، و الخَاتِيامِ ، فهي لُغاتٌ سَبْعة، نَقَلَها ابنُ سِيْدَه ما عَدا الأَخِيرَة.
و اقْتَصَرَ الجوْهَرِيُّ على الخَمْسَةِ الأَولى.
و زادَ ابنُ مالِكٍ الخَيْتَمُ ، كحَيْدَرٍ و جَمَعها خَمْس لُغات في قوْلِه:
في الخاتَم الخيتم و الخيتاما # يروون و الخاتم و الخاتاما
و قوْلُ شيْخِنا: و في كَلامِ المصنِّفِ ستّ فيه نَظَرٌ بلْ