responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي    جلد : 16  صفحه : 141

و الحَوْرَمُ ، كَجَوْهَرٍ: المالُ الكثيرُ من الصَّامِتِ و النَّاطِقِ‌ ، عن ابنِ الأَعْرَابيِّ.

و يقالُ: إنَّهُ لمُحْرِمٌ عنك، كمُحْسِنٍ، أَي يَحْرُمُ أَذاهُ عليك. و الذي نَقَلَه ثَعْلَب عن ابنِ الأَعْرَابيِّ: أَي يُحَرِّمُ أَذاكَ عليه.

قالَ الأزْهَرِيُّ: و هذا بمعْنَى الخَبَر، أَرادَ أَنَّه يَحْرُمُ على كلِّ واحِدٍ منهما أَنْ يُؤْذِي صاحبَهُ لحُرْمَةِ الإِسْلامِ المَانِعَةِ عن ظُلْمِه.

و يقالُ: مُسْلم مُحْرِمُ و هو الذي لم يُحِلَّ مِن نفْسِه شَيئاً يُوقِعُ به، يُريدُ أَنَّ المُسْلم مُعْتَصِمٌ بالإِسْلامِ مُمْتَنِع بحُرْمتِهِ ممَّن أَرادَه و أَرادَ مالَهُ.

و ذَكَرَ أَبو القاسِمِ الزَّجَّاجيُّ عن اليَزِيدِيِّ أَنَّه قالَ: سأَلْت عمِّي عن 14- قوْلِ النبيِّ صلّى اللّهُ عليه و سلّم : «كلُّ مُسْلم عن مُسْلم مُحْرِمٌ . : ، قالَ: المُحْرِمُ المُمْسِكُ، معْناهُ أَنَّ المُسْلمَ مُمْسِك عن مالِ المُسْلم و عِرْضِهِ و دَمِهِ، و أَنْشَدَ لمِسْكِيْن الدَّارِميّ:

أَتَتْني هَناتٌ عن رجالٍ كأَنَّها # خَنافِسُ لَيْلٍ ليس فيها عَقارِبُ

أَحَلُّوا على عِرْضِي و أَحْرَمْتُ عنهُمُ # و في اللّهِ جارٌ لا ينامُ و طالِبُ‌ [1]

قالَ: و أَنْشَدَ المفضَّلُ لأَخْضَرَ بنِ عَبَّاد المازِنيّ جاهِلِيّ:

و لستُ أَراكُمْ تُحْرِمونَ عن التي # كرِهْتُ و منها في القُلوب نُدُوبُ‌ [2]

و قالَ العُقَيلِيُّونَ: حَرامُ اللَّهِ لا أَفْعَلُ‌ ذلِكَ، كقَوْلِهِم:

يَمِينُ اللَّهِ لا أَفْعَلُ‌ ذلِكَ، و منه 17- حَدِيْث عُمَرَ : «في الحَرامِ كَفَّارةُ يَمينٍ» . و يُحْتَملُ أَن يُريدَ تَحْريمَ الزَّوْجةِ و الجارِيَةِ مِن غيرِ نيَّةِ الطَّلاقِ، و منه قوْلُه تعالَى: يََا أَيُّهَا اَلنَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مََا أَحَلَّ اَللََّهُ لَكَ [3] ، ثم قالَ، عزَّ و جلَّ: قَدْ فَرَضَ اَللََّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمََانِكُمْ [4] . و 17- في حَدِيْث ابنِ عَبَّاس : «إذا حَرَّمَ الرجُلُ امرأَتَه فهي يمينٌ يُكَفِّرُها» .

*و ممَّا يُسْتدركُ عليه:

المُحَرَّمُ ، كمُعَظَّم: أَوَّلُ الشُّهورِ العَربيَّة، ذَكَرَه الجوْهَرِيُّ و غيرُهُ مِن الأَئمَّةِ، و المصنِّفُ أَوْرَدَه في أَثْناءِ ذِكْر الأَشْهُرِ الحُرُمِ اسْتِطْراداً و هو لا يَكْفي.

و قالَ أَبو جَعْفرٍ النحَّاس: أَدْخَلوا عليه اللامَ مِن دُوْن الشُّهورِ.

و المَنْسوبُ إلى الحَرَمِ مِن الناسِ حِرْميُّ ، بالكسْرِ، فإذا كان في غيرِ الناسِ قالوا: ثَوْبٌ حَرَمِيُّ ، و الأُنْثَى حِرْمِيَّةٌ ، و هو مِن المَعْدولِ الذي يَأْتي على غيرِ قِياسٍ.

و قالَ المبرِّدُ: يقالُ: امْرَأَةٌ حِرْمِيَّةٌ و حُرْمِيَّةٌ ، و أَصْلُه مِن قوْلِهِم: و حِرْمَةُ [5] البَيْتِ و حُرْمَةُ البَيْتِ، قالَ الأَعْشَى:

لا تَأْوِيَنَّ لِحرْمِيٍّ ظَفِرْتَ به # يوماً و إنْ أُلْقِيَ الحِرْميُّ في النارِ

الباخِسينَ لمَرْوانٍ بذي خُشُبٍ # و الدَّاخِلِين على عُثْمان في الدَّار [6]

هكذا أَنْشَدَه ابنُ سِيْدَه في المُحْكَمِ.

قالَ ابنُ بَرِّي: و هو تَصْحيفٌ، و إنَّما هو لجَرْميّ، بالجيمِ في الموْضِعَيْن.

و شاهِدُ الحِرْمِيَّةِ قولُ النابِغَة الذُّبيانيّ:

كادَتْ تُساقِطُني رَحْلي و مِيثَرَتي # بذي المَجازِ لم تَحْسُسْ به نَغَما

من قولِ حِرْمِيَّةٍ قالت و قد ظَعَنوا # هل في مُخفِّيكُمُ مَن يَشْتَري أَدَما؟ [7]

و 14- في الحَدِيْث : أَنَّ عِياضَ بنِ حِمارِ المُجاشِعيّ كانَ حِرْميَّ رَسُول اللَّهِ صلَّى اللّه عليه و سلَّم، فكانَ إذا حَجَّ طافَ في ثيابِهِ. و كان أَشْرافُ العَرَبِ الَّذِينَ يَتَحَمَّسون على دِينِهم، أَي يتَشدَّدُونَ، إذا حَجَّ أَحَدُهُم لم يَأْكُلْ إلاَّ طعامَ رجُلٍ مِن الحَرَمِ ، و لم


[1] اللسان.

[2] اللسان.

[3] التحريم الآية الأولى.

[4] التحريم الآية الثانية.

[5] نبه إلى ضبطها و ضبط «حرمة» التي تليها مصحح المطبوعة المصرية.

[6] اللسان و الأول في التهذيب و المعجم البلدان «الحرم» .

[7] الديوان ط بيروت ص 103 برواية «نعما» بالعين المهملة. و اللسان.

نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي    جلد : 16  صفحه : 141
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست