responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي    جلد : 16  صفحه : 137

و المُحَرَّمُ ، كمُعَظَّمٍ، من الإِبِلِ‌ مِثْلُ العُرْضِيِّ: و هو الذَّلُولُ الوَسَطُ [1] ، الصَّعْبُ التَّصَرُّفِ حِينَ تَصَرُّفِه. و ناقَةٌ مُحَرَّمَةٌ : لم تُرَضْ.

و قالَ الأَزْهرِيُّ: سَمِعْتُ العَرَبَ تقولُ: ناقَةٌ مُحَرَّمَةُ الظَّهْرِ إذا كانت صعْبةً لم تُرَضْ و لم تُذَلِّلْ.

و في الصِّحاحِ: أَي لم تَتِمَّ رِياضتُها بَعْدُ.

و المحَرَّمُ : الذي يَلينُ في اليَدِ من الأَنْفِ.

و مِن المجازِ: المُحَرَّمُ الجَديدُ من السِّياطِ لم يُلَيَّنْ بَعْدُ، و في الأَساسِ: لم يُمَرَّنْ، قالَ الأَعْشَى:

تَرَى عينَها صَغْواءَ في جنبِ غَرْزِها # تُراقِبُ كَفِّي و القَطيعَ المُحَرَّما [2]

أَرادَ بالقَطِيع سوطَهُ.

قالَ الأَزْهَرِيُّ: و قد رأَيْت العَرَبَ يُسَوُّونَ سِياطَهم مِن جُلُودِ الإِبِلِ التي لم تُدْبَغْ، يأْخُذُونَ الشَّريحةَ العَريضَةَ فيَقْطعونَ منها سُيوراً عِراضاً و يدْفنونَها في الثَّرَى، فإذا نَدِيَتْ‌ [3] و لانَتْ جَعَلوا منها أَرْبع قَوًى، ثم فَتَلُوها، ثم علَّقُوها في شِعْبَي خَشَبةٍ يَرْكُزونَها في الأَرْضِ فتُقِلُّها مِن الأَرْضِ مَمْدودةً و قد أَثْقلُوها حتى تَيْبَس.

و المُحَرَّمُ : الجِلْدُ الذي‌ لم يُدْبَغْ‌ ، أَو لم تَتِمَّ دِباغَته، أَو دُبِغَ فلم يَتَمَرَّن و لم يبالغْ، و هو مجازٌ.

و المُحَرَّمُ : شَهْرُ اللَّهِ‌ رَجَب‌ الأَصَبُّ. و قالَ الأَزْهَرِيُّ: كانتِ العَرَبُ تُسَمِّي شَهْرَ رَجَبَ الأصَمَّ، و المُحَرَّمَ في الجاهِليَّةِ، و أَنْشَدَ شَمِرٌ قَوْلَ حُمَيْد بنِ ثَوْرٍ:

رَعِيْنَ المُرارَ الجَوْنَ من كل مِذْنَبٍ # شهورَ جُمادَى كُلَّها و المُحَرَّما [4]

قالَ: و أَرادَ بالمُحَرَّمِ رَجَبَ، و قالَ: قالَهُ ابنُ الأعْرَابيِّ.

و قالَ الآخَرُ:

أَقَمْنا بها شَهْرَيْ ربيعٍ كِلاهما # و شَهْرَيْ جُمادَى و اسْتَحَلُّوا المُحَرَّما [5]

ج مَحارِمُ و مَحاريمُ و مُحَرَّماتٌ .

و الأَشْهُرُ الحُرُمُ أَرْبَعة، ثَلاثَةٌ سَرْدٌ أَي مُتَتابِعَةٌ، و واحِدٌ فَرْدٌ، فالسَّرْدُ: ذو القَعْدَةِ و ذو الحِجَّةِ و المُحَرَّمُ ، و الفَرْدُ:

رَجَبُ‌ ، و منه قوْلُه تعالَى: مِنْهََا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ [6] ، قوْلُه:

منها، يُريدُ الكَثِيرَ، ثم قالَ: فَلاََ تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ [6]

لما كانتْ قَلِيلَة.

و المُحَرَّمُ : شَهْرُ اللَّهِ سَمَّتْه العَرَبُ بهذا الاسْمِ لأَنَّهم كانوا لا يسْتَحلُّون فيه القِتالَ، و أُضِيفَ إلى اللََّه تعالَى إعْظاماً له كما قيلَ للكَعْبةِ بيتُ اللّه، و قيلَ: سُمِّي بذلِكَ لأَنَّه مِن الأَشْهُرِ الحُرُمِ .

قالَ ابنُ سِيْدَه: و هذا ليسَ بقَوِيٍّ.

و في الصِّحاحِ: مِن الشُّهورِ أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ كانتِ العَرَبُ لا تَسْتحلّ فيها القِتالَ إلاَّ حَيَّان: خَثْعَم و طَيِّي‌ءٌ، فإنَّهما كانا يَسْتَحِلاَّن الشُّهورَ، و كان الذين يَنْسؤُونَ الشُّهورَ أَيامَ المَوْسِم يقُولُونَ: حَرَّمْنا عليكُمُ القِتالَ في هذه الشُّهورِ إلاَّ دِماء المُحِلِّينَ، فكانتِ العَرَبُ تَسْتحلُّ دِماءَهُم خاصَّةً في هذه الشُّهورِ.

و قالَ النَّووِيُّ في شرْحِ مُسْلم: و قد اخْتَلَفوا في كَيْفيَّةِ عدّتِها على قَوْلَيْن حَكَاهُما الإمامُ أَبو جَعْفر النَّحَّاس في كتابِهِ صِنَاعَةَ الكِتاب قالَ: ذَهَبَ الكُوفيُّون إلى أَنَّه يقالُ: المُحَرَّمُ و رَجَبُ و ذو القَعْدَةِ و ذو الحِجَّةِ، قالَ: و الكتَّابُ يَمِيلُونَ إلى هذا القَولِ ليَأْتُوا بهنَّ مِن سَنَة واحِدَةٍ. قالَ: و أَهْلُ المَدينَة يقولُونَ: ذو العَقدة و ذو الحِجَّةِ و المُحَرَّمُ و رَجَبُ، و قومٌ ينْكِرُون هذا و يقولُونَ: جاؤُوا بهِنَّ مِن سَنَتَيْن.

قالَ أَبو جَعْفرٍ: و هذا غَلَطٌ بيِّنٌ و جَهْلٌ باللغَةِ لأَنَّه قد عُلِم المُرادُ و أَنَّ المَقْصودَ ذِكْرُها و أَنَّها في كلِّ سَنَةٍ فكيفَ يتوهَّمُ


[1] اهمل ضبط الطاء في اللسان، و كتب مصححه: «ضبطت الطاء في القاموس بضمة، و في نسختين من المحكم بكسرها و لعله أقرب للصواب» .

[2] ديوانه ط بيروت ص 187 برواية:

... في جنب مؤقها # تراقب في كفي القطيع المحرَّما

و العجز في الصحاح و المقاييس 2/45 باختلاف أيضاً.

[3] الأصل و اللسان، و في التهذيب «اتدنت» بمعنى ابتلت، و لعله أقرب للصواب.

[4] ديوانه ص 9 و اللسان و التهذيب.

[5] اللسان و التهذيب، و فيهما «كليهما» .

[6] التوبة الآية 36.

نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي    جلد : 16  صفحه : 137
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست