نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 16 صفحه : 131
حدم [حدم]:
حَدْمُ النَّارِ ، بالفتحِ و يُحَرَّكُ: شِدَّةُ احْتِرَاقِها و حَمْيِها ، و كَذلِكَ: حَدْمُ الحَرِّ، بالفتحِ و التَّحريكِ.
و في التَّهْذِيبِ: الحَدْمُ شِدَّةُ إِحْماءِ الشيءِ بحرِّ الشمسِ و النارِ.
و قالَ أَبو زَيْدٍ: زَفر [1] النارِ لَهَبُها و شَهِيقُها و حَدَمُها و حَمَدُها و كَلْحَبَتُها بمعْنًى واحِدٍ.
و أَحْدَمَتِ النَّارُ و الحَرُّ: اتَّقَدَا ، هكذا في النسخِ، و الصَّوابُ: احْتَدَمَتِ النارُ و الحَرُّ، كما في الأُصولِ الصَّحِيحَةِ.
و مِن المجازِ: احْتَدَمَ فلانٌ عليه غَيْظاً إذا تَحَرَّقَ[2] ، و كذا احْتَدَمَ صَدْرُه، كتَحَدَّمَ ، أَي تَغَيَّظَ و تَحَرَّقَ.
و احْتَدَمَتِ النَّارُ: الْتَهَبَتْ ، نَقَلَه الجوْهَرِيُّ.
و في التَّهْذِيبِ: كلُّ شيءٍ الْتَهَبَ فقد احْتَدَمَ .
و احْتَدَمَ الدَّمُ: اشْتَدَّتْ حُمْرَتُه حتى يَسْوَدَّ ، كما في الصِّحاحِ، و هو مجازٌ.
و الحَدَمَةُ ، محرَّكةً: النَّارُ نفْسُها، و قيلَ: صَوْتُها ، و في الصِّحاحِ: صَوْتُ الْتهابِها.
و قالَ الفرَّاءُ: للنارِ حَدَمَةٌ و حَمَدَةٌ، و هو صَوْتُ الْتهابِها.
و الحَدَمَةُ : صَوْتُ جَوْفِ الحَيَّةِ ، و خَصَّ بعضُهم الأسْوَد مِن الحَيَّات.
و قالَ أَبو حاتِمٍ: الحَدَمَةُ مِن أَصْواتِ الحَيَّات صَوْتُ حَفِيفِه، كأنَّه دَوِيُّ مُحْتَدِمٌ . أَو صَوْتٌ في الجَوْفِ كأَنَّهُ تَغَيُّظٌ و تَحَرُّقٌ.
و الحُدْمَةُ ، بالضمِ أَو كهُمْزَةٍ: ع م مَعْروفٌ.
و الحَدِمَةُ ، كفَرِحَةٍ: السَّريعَةُ الغَلْيِ من القُدورِ. و الذي في الصِّحاحِ نَقْلاً عن الفرَّاءِ: قِدْرٌ حُدَمَةٌ : سَريعَةُ الغَلْيِ و هو ضِدُّ الصَّلُودِ، هكذا ضَبَطَه كهُمَزَةٍ.
و في الأَسَاسِ: قِدْرٌ حُدَمَةٌ ، كحُطَمَة، سَرِيعَةُ الغَلْي، و ضِدُّها الصَّلُودُ. فَظَهَرَ بذلِكَ أَنَّ المصنَّفَ وَهِمَ في ضَبْطِهبقَوْلِه: كفَرِحَةٍ و أَيْضاً فإنَّ المَوْضِعَ الذي ذَكَر فيه الضَّبْطَيْن فإنَّ الصَّحِيحَ أَنَّه بالضَّم فقط، فتأَمَّل ذلِكَ فإنَّ المصنِّفَ لم يُحَرِّره.
*و ممَّا يُسْتدركُ عليه:
احْتَدَمَ النَّهارُ: اشْتَدَّ حَرُّه.
و خَرَجْت في نهارٍ مِن القَيْظِ مُحْتَدِمٌ ، و قالَ الأَعْشَى:
و إِدْلاجُ لَيْلٍ على غِرَّةٍ # و هاجِرَةٍ حَرُّها مُحْتَدِمْ [3]
و قالَ أَبو زَيْد: احْتَدَمَ يومُنا و احْتَمَدَ.
و احْتَدَمَتِ القِدْرُ: اشْتَدَّ غَلَيانُها.
و احْتَدَمَ الشَّرابُ: إذا غَلا، و هو مجازٌ.
و سَمِعْتُ حَدَمَةَ السِّنَّوْرِ: أَي صَوْتُ حَلْقِهِ شُبِّه بصَوْتِ اللَّهَبِ، و كذا حَطَمَتُه و هَزَمَتُه.
و حَذَمَ في قِراءَتِه و غيرِها إذا أَسْرَعَ ، و منه 17- قَوْلُ عُمَرَ لمُؤَذِّنِ بيتِ المَقْدسِ : «إذا أَذَّنْتَ فَتَرَسَّلْ و إِذا أَقَمْتَ فاحْذِمْ » .
قالَ الأَصْمَعِيُّ: الحَذْمُ الحَدْرُ في الإِقامَةِ و قَطْع التَّطْوِيْل، يُريدُ عَجِّلْ إِقامَة الصَّلاة و لا تُطَوِّلها كالأَذَان، هكذا رَوَاه الهَرَوِيّ بالحاءِ، و ذَكَرَه الزَّمَخْشَرِيُّ بالخاءِ و سَيَأتي.
قلْتُ: و كأَنَّه يُريدُ به في الفائِقِ. و أَمَّا الأسَاس فإنَّه ذَكَرَه فيه هنا كما للجَماعَةِ، و أَرادَ بغيرِها كالمَشْي و نَحْوِه، فإنَّ الإسْراعَ فيه أَيْضاً يُسَمَّى حَذْماً ، و كأَنَّه مع هذا يهوى إلى خَلْف بيَدَيْه و الفِعْل كالفِعْل.
و الحَذِمُ ، ككَتِفٍ: القاطِعُ مِن السّيوفِ كالحِذْيَمِ ، بكسْرِ الحاءِ ، أَي مع فتحِ التَّحْتِيَّةِ.
و الحَذَمُ ، مُحرَّكةً: طَيَرانُ المَقْصوصِ كالحَمامِ و نَحوِه.