نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 14 صفحه : 87
و المُتَثَاقِلُ : المُتَحَاملُ على الشيءِ بثقْلِه ، و منه قَوْلُهم وَطِئَه وَطْأَةَ المُتَثاقِلِ ، و هذه كفَّةٌ أَثْقلُ منَ الأَخْرَى أي أَرْجَح.
و يقولُ العالِمُ لغلامِهِ: هَاتَ ثِقلي يُريدُ كُتُبَه و أَقْلامَه، و لكلِّ صاحِبِ صناعةٍ ثَقَلٌ و هو مجازٌ نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ.
و ثقلَ القَولُ إذا لم يطبْ سماعَهُ و هو مجازٌ، و قولُه تعالَى: قَوْلاً ثَقِيلاً[1] أي له وَزْنٌ، و قولُه تعالَى: اِنْفِرُوا خِفََافاً وَ ثِقََالاً ، قيلَ: مُوسرين و مُعْسرين، و قيلَ: خَفَّتْ عَلَيْكُم الحركةُ أَو ثَقُلَتْ و قالَ قَتَادةُ: نُشَّاطاً و غَيْر نُشَّاطٍ [2] ، و قيلَ: شُبَّاناً و شُيوخاً، و كلُّ ذلِكَ يدْخلُ في عُمومِها، فإِنَّ القَصْدَ بالآيةِ الحثُّ على النَّفرِ على كلِّ حالٍ تسَهَّلَ أَو تَصَعَّبَ.
و الثَّقْلُ : محرَّكةً بَيْضُ النَّعامِ و قدْ تقدَّمَ قالَ ثعْلَبةُ بنُ صُعَير:
و قولُه تعالَى: ثَقُلَتْ فِي اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضِ[4] . قالَ ابنُ عَرَفَة: أَي ثَقُلت عِلْماً و موقِعاً، و قال القُتَيْبِيُّ: ثَقُلَت أي خَفِيَتْ، و إذا خَفِي عَلَيك الشيءُ ثَقُلَ . و قالَ الرَّاغبُ:
الثَّقِيلُ و الخَفِيفُ يُسْتَعْملان على وَجْهَين، أَحَدُهما على سَبيلِ المُضَايَفةِ و هو أنْ لا يقالَ لشيءٍ ثَقِيلٌ أو خَفِيفٌ إِلاَّ باعْتِبارِهِ بغيرِه، و لهذا يصحُّ للشيءِ الواحِدِ أنْ يقالَ خَفِيفٌ إذا اعْتَبَرْتَه بما هو أثْقَل منه، و ثَقِيلٌ إذا اعْتَبَرْتَه بما هو أَخَفّ منه، و على هذا قولُه تعالَى: فَأَمََّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوََازِينُهُ[5]
.. وَ أَمََّا مَنْ خَفَّتْ مَوََازِينُهُ[6] ، و الثاني أنْ يُسْتَعمل الثَّقِيلُ في الأَجسامِ [7] المَائِلَةِ إلى الصُّعُودِ كالنَّارِ و الدُّخانِ و من هذا الثقل قولُه تعالَى: اِثََّاقَلْتُمْ إِلَى اَلْأَرْضِ[8] .
ثكل [ثكل]:
الثُّكْلُ بالضمِ المَوتُ و الهَلاكُ و فِقْدانُ الحَبِيبِ أَوِ الوَلَدِ و على الأَخيرِ اقْتَصَرَ الأَكْثَرُون، و يُحَرَّكُ و في المَثَلِ: العقوق ثكل من لم يثكل . و قد ثَكِلَهُ كفَرِحَ ثَكَلاً فهو ثَاكِلٌ و ثَكْلانٌ فَقَدَه وَ ثَكْلَتْه و هي ثاكِلٌ و ثَكْلانَةٌ و هذه عن ابن الأَعْرَابيِّ، و هي قَليلَةُ.و ثَكولٌ فَعولٌ بمعْنَى فاعِلٍ و ثَكْلَى كسَكْرَى. و أَثْكَلَت المرْأَةُ لَزِمَها الثُّكْلُ أَو صَارَتْ ذات ثُكْلٍ ، و جَمْعُ ثاكِلٍ ثَوَاكِلٌ . يقالُ: ثَكَلَتْك الثَّوَاكِلُ ، و جَمْع ثَكْلَى ثُكَالَى ، فهي مُثْكِلٌ من نسْوَةٍ مَثاكِيلَ ، يقالُ: نِساءُ الغزاةِ مَثَاكِيل . و قالَ كَعْبَ بنُ زُهَيْرٍ رَضِىَ اللّه عنه:
و أَثْكَلَها اللّه تعالى ولَدَها.و من المجازِ: قصيدةٌ مُثْكِلَةٌ كمُحْسِنَةٍ و هي التي ذُكِرَ فيها الثُّكْلُ عن ابنِ عَبَّادٍ و الزَّمْخَشْرِيُّ. و قَوْلُ الشاعِرِ:
كمْرَحَلَةٍ كما 16- في الحدِيثِ : «الولَدُ مَبْخَلةٌ مَجْبنَةٌ» .
و من المجازِ: فَلاةُ ثَكولٌ مَنْ سَلَكَها فُقِدَ و ثُكِلَ ، و منه قَوْلُ الجُمَيْح:
إذا ذاتُ أَهْوالٍ ثَكُولٌ تَغوَّلَتْ # بها الرُّبْدُ فَوْضى و النّعامُ السَّوارحُ [11]
و الإِثْكالُ بالكسرِ و الأُثْكُول كأْطْروشٍ لغَةٌ في العِثْكالِ [12] و العُثْكُول: و هو الشِّمْراخُ الذي عليه البُسْر هنا ذَكَرَه الجَوْهَرِيُّ و الصَّاغَانِيُّ و قلَّدَهما المصنِّفُ، و الصَّوابُ ذِكْرُهما في فَصْلِ الهَمْزَةِ لأَنَّها أَصْليةٌ مُبْدلةٌ من العَيْنِ و قد مَرَّتِ الإِشارَةُ إليه، و أَنْشَدَ أَبُو عَمْرٍو:
[7] كذا بالأصل وثمة اضطراب في العبارة نتج عن سقط فيها، و تمامها في المفردات: «و الثاني أن يستعمل في الثقيل في الأجسام المرجحة إلى أسفل كالحجر و المدر، و الخفيف يقال في الأجسام المائلة.. » .