نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 14 صفحه : 86
و كلا يوافيه الجزاء بمثقال
أي بوزن.
و قال الرَّاغِبُ: المِثقالُ ما يُوزَنُ به و هو الثقلُ و ذلك اسمٌ لكلِّ سُنَجٍ، و منه قولَه تَعالى: وَ إِنْ كََانَ مِثْقََالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنََا بِهََا وَ كَفىََ بِنََا حََاسِبِينَ[1] . و المِثْقالُ واحِدُ مَثاقيلِ الذَّهَبِ قالَ الكَرْمَانيُّ في شرْحِ البُخَارِي: هو عبَارَةٌ عن اثْنَيْن و سَبْعِين شُعَيْرةٍ، و في الاخْتِيارِ: المِثْقالُ عُشْرُون قِيْراطاً كذا في الهِدَايةِ. و ذُكِرَ في «م ك ك» على التَّفصيلِ.
و امرأَةٌ ثَقالٌ كسَحابٍ مِكْفالٌ أي عَظِيْمةُ الكَفَلِ، أَو رَزانٌ و هذا يَرْجِعُ إلى المَعاني. و بَعيرٌ ثَقالٌ بَطيءٌ و تقدّمَ مِثْلَه بَعيرٌ ثَفالٌ بالفاءِ بهذا المعْنَى.
و ثَقَلَ الشيءَ بِيَدِهِ يثْقُلُه ثَقْلاً بالفتحِ رازَ ثِقَلَهُ و ذلك إذا رَفعَه للنّظرِ ما ثَقْلُه من خِفَّتِه.
و تَثاقَلَ عنه أي ثَقُلَ و تَباطَأَ.و قالَ ابنُ دُرَيْدٍ [2] : تَثاقَلَ القومُ إذا لم يَنْهَضُوا للنَّجْدَةِ و قد اسْتُنْهِضُوا لها و يقالُ ارْتَحَلُوا بثَقَلَتِهِم محرَّكةً و بالكسرِ و بالفتحِ و كعِنَبَةٍ و فَرِحَةٍ لغاتٌ خَمْسَةٌ أَي بأَثْقالِهِم و أَمْتِعَتِهِم كلِّها و الثَّقَلَةُ بالفتحِ و يُحَرَّكُ ما يوجَدُ في الجَوْفِ من ثِقَلِ الطَّعامِ يقالُ: وَجَدْت ثقْلَه في بدَني و هو مجازٌ. و الثَّقْلَةُ :
بالفتحِ نَعْسَةٌ تَغْلِبُكَ كما في المُحْكَمِ.
و ثَقِلَ الرجُلُ كفَرِحَ فهو ثَقيلٌ و ثاقِلٌ اشْتَدَّ مَرَضُهُ و هو مجازٌ. قالَ الحافِظَ في فتحِ البَارِي: لمَّا ثَقُلَ أي في المَرَضِ هو بضمِ القافِ قالَهُ الجَوْهَرِيُّ. و في القَاموسِ لشيْخِنا: كفَرِحَ فلعلَّ في النُّسْخةِ سَقَطاً انْتَهَى.
قالَ شيْخُنا: و لا يبعدُ أَنْ يكونَ وَهَماً أَو غَفْلَةً. و قد أَثْقَلَهُ المَرَضُ و النَّوْمُ و اللُّؤْمُ [3] فهو مُسْتَثْقَلٌ في الكُلِّ.
و ثِقالُ النَّاسِ بالكسرِ و ثُقَلاؤُهُمْ مَنْ تُكْرَهُ صُحْبَتُهُ و يَسْتَثْقِلُه الناسُ واحدُهما ثَقِيلٌ . يقالُ: أَنْتَ ثَقِيلٌ على جلسَائِكَ، و ما أَنْتَ إلا ثَقِيلُ الظُّلِّ بارِدُ النَّسيم. و يقالُ:
مجالَسَةُ الثّقِيلِ . تضني الروح. و من أَبْدَعِ ما أَنْشدَنا فيه بعضُ الشيُوخِ:
و ثقيلٌ قال: صِفْني # قلت: ايش فيك أَصِفْ
كل ما فيك ثقيلٌ # حل عني و انصرفْ
و قالَ الرَّاغِبُ: الثَّقِيلُ في الإنسانِ يُسْتَعْملُ تارَةً في الذَّمِ و هو أَكْثر في التَّعَارُفِ، و تارَةً في المَدْحِ نَحْو قَوْل الشاعِرِ:
تَخِفُّ الأَرضَ أما زِلتَ عنها # و تبقَى ما بقيتَ بها ثقيلا
حَلَلْتَ بمُسْتَقَرِّ العزِّ منها # فتمنعُ جانِبَيْها أَنْ يميلا [4]
و قَدْ أُلِّفَ في أَخْبارِ الثُّقَلاءِ كتابٌ.
و ثَقُلَ العَرْفَجُ و الثُّمَامُ ككَرُمَ تَرَوَّت عيدانُهُ و هو مجازٌ.
و من المجازِ: ثَفُل سَمْعُهُ إذا ذَهَبَ بَعْضُهُ و يقالُ في أُذُنِه ثقلٌ إذا لم يجدْ سَمْعه. كما يقالُ: في أُذُنه خفَّةٌ إذا جاد سَمْعه كأَنَّه يثقلُ عن قُبولِ ما يُلْقَى إليه.
و الثِقْلُ بالكسرِ ع و به رُوِي قوْلُ زُهَيْر:
و أَقْفر من سلمى التعانيق فالثقل
و يُرْوَى: و الثجل و قَدْ تقدَّمَ.
و من المجازِ: أَلْقَى عليه مَثاقيلَهُ أي مَؤُنَتَهَ حَكَاه أَبُو نَصْرٍ. و قالَ الأَصْمَعِيُّ: دينارٌ ثَاقِلٌ أي كامِلٌ لا ينْقُصُ، و دَنانيرُ ثَواقِلُ كَوامِلُ. و قالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: أَي رَوَاجِحُ و ثاقِلٌ دو من المجازِ أَصْبَحَ ثاقِلاً أي أثْقَلَه المَرَضُ حَكَاه أَبُو نَصْرٍ. قالَ لَبِيدُ رَضِيَ اللَّهُ عنه:
رأَيْت التُّقَى و الحَمْدَ خَيْرَ تجارةٍ # رَباحاً إذا ما المَرْءُ أَصْبَح ثاقِلاً [5]
أي أَدْنَفَه المَرَضُ، و يُرْوَى ناقِلاً بالنّونِ أي ناقِلاً إلى الآخِرَةِ.
*و ممَّا يُسْتَدْرَكُ عليه:
يقالُ: أَعْطه ثِقْلَه بالكسرِ أي وَزْنَه. و اثَّاقَلَ [6] إلى الدُّنيا أَخْلدُ إليها.