responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي    جلد : 14  صفحه : 323

و ما زِلْتُ أَفْعَلُهُ‌ ، كما تقُولُ: ما برِحْتُ و مُضارِعُهُ‌ [1] أَزالُ و أَزيلُ . قالَ الأَزْهَريُّ: و قلَّما يُتَكَلَّم به إِلاَّ بحرفِ النَّفْي.

قالَ ابنُ كَيْسان: ليسَ يُرادُ بما زَالَ و لا يَزالُ الفعلُ من زَالَ يَزُولُ إِذا انْصَرَفَ من حالٍ إلى حالٍ، و زالَ عن مَكَانِه، و لكنّه يُرادُ بهما مُلازَمَةُ الشي‌ءِ و الحالُ الدّائِمَةُ، انتَهَى.

فهي و التامَّةُ مُخْتَلِفانِ في المادَّةِ تِلْكَ مُرَكَّبَةٌ من «زول» ، و هذه من «ز ي ل» ، أَو النَّاقِصَةُ مُغَيَّرَةٌ من التَّامَّةِ بَنَوْها على فَعِلَ بكسرِ العَيْنِ بعدَ أَنْ كانَتْ مَفْتوحَةً، أَو هي من زالَهُ يَزيلُهُ إِذا مازَهُ. و قالَ الرَّاغِبُ: قَوْلُهم: ما زَالَ و لا يَزالُ أُجْرِيا مَجْرَى كانَ في رَفْعِ الاسمِ و نَصْبِ الخَبَرِ، و أَصْلُه من الياءِ لقَوْلِهم:

زَيَّلْتُ أَي ما بَرِحْتُ، و لا يصح أَنْ يقالَ: ما زَالَ زَيْدٌ إِلاَّ مُنْطلقاً كما يقالُ: ما كانَ زَيْدٌ إِلاَّ مُنْطلقاً، و ذلِكَ أَنَّ زَالَ يَقْتَضِي معْنَى النَّفْي إِذ هو ضِدُّ الثَّباتِ، و ما و لا يَقْتَضِيان النَّفْي، و النَّفْيان إِذا اجْتَمَعَا اقْتَضَيَا الإِثْبات، فصارَ قَوْلُهم:

ما زَالَ يَجْرِي مَجْرَى كانَ في كوْنِه إِثْباتاً، و كمالا يقال: كانَ زَيْدٌ إِلاَّ مُنْطلقاً، لا يقالُ: ما زَالَ زَيْدٌ إِلاَّ مُنْطلقاً. و ما زِلْتُ بزَيْدٍ و ما زِلْتُ و زَيْداً حتى فَعَلَ‌ ذلِكَ زِيالاً أَي بزَيْدٍ حَكَاه سِيْبَوَيْه.

و حَكَى بعضُهم: زِلْتُ أَفْعَلُ بمعْنَى ما زَلْتُ أَفْعَلُ‌ ، و هو قَليلٌ.

و يقالُ: ما زِيلَ فلانٌ‌ يَفْعَلُ و كذا ، لُغَةٌ في ما زَالَ ، حَكَاهُ أَبُو الخَطَّاب الأَخْفَش، و هذا كما يقالُ في كاد: كِيْدَ، و منه قَوْلُ الهُذَليَّ:

و كِيدَ ضِباعُ القُفِّ يأْكُلْنَ جُثَّتي # و كِيدَ خِراشٌ يَوْمَ ذلك يَيْتَم! [2]

و قَوْلُه: عنه أَي عن الأَخْفَش، و لم يتقدَّمْ له ذِكْرٌ فهو مُسْتَدركٌ زائِدٌ فتنبَّه لذلِكَ.

*و ممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

المُتَزَايِلَةُ من النِّساءِ، التي تَسْتُروَجْهَها عنك.

و زِيلَ زَوِيلُه : أَي ذَهَبَتْ حركتُه. و قالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: أَي استفز من الفرق و هو من إِسْنادِ الفِعْلِ إِلى مَصْدَرِهِ، و منه قَوْلُ ذي الرُّمَّةِ السابِقِ:

زِيْلَ مِنَّا زَوِيْلُها [3] .

أَي زِيلَ قَلْبُها من الفَزَعِ.

قالَ ابنُ بَرِّي: و يُحْتَمَلُ أَنْ يكونَ زِيلَ في البيتِ مَبْنيّاً للمَفْعولِ من زالَهُ اللََّه.

و الزَّوِيلُ بمعْنَى الزَّوالِ، و أَنْ يكونَ زِيلَ لُغَة في زَالَ ، و يدلُّ على صحةِ ذلِكَ أَنَّه يُرْوَى: زِيلَ مِنَّا زَوَالُها، و زَالَ مِنَّا زَوِيلُها . قالَ: فهذا يدلُّ على أَنَّ زِيلَ بمعْنَى زَالَ المَبْني للفاعِلِ دُوْنَ المبْنِي للمَفْعولِ.

فصل السين‌

المُهْملةِ مع اللامِ

سأل [سأل‌]:

سَأَلَهُ كذا و عن كذا و بكَذا بمعنًى‌ واحِدٍ، يقالُ:

سَأَلَهُ الشي‌ءَ و عن الشي‌ء.

و قالَ الأَخْفَشُ: يقالُ خَرَجْنا نَسْأَلُ عن فلانٍ و بفلانٍ؛ و في اسْتِعْمَالِه مُتَعدِّياً بنَفْسِه و بهذه الحُرُوفِ بمعنًى واحِدٍ كما هو ظاهِرُ كَلامِه، و هو الذي ذَهَبَ إِليه الأَخْفَشُ اختلافٌ.

ففي شرْحِ خطْبةِ الشَّفاء للخَفَاجيِّ أَنَّه يَتَعدَّى بنَفْسِه و بعَنْ و مِنْ و في، إِذا كانَ بمعْنَى الرَّجَاء لا الاسْتِعْطاف.

و في تعْلِيقِ الفَرَائدِ على تَسْهيلِ الفَوَائدِ للبَدْرِ الدمَامِيْني


[1] في القاموس: «مضارعُهُ» بدون واو العطف.

[2] البيت في شرح أشعار الهذليين في شعر أبي خراش 3/1220 و روايته:

فتقعد أو ترضى مكاني خليفة # و كاد خراشٌ يوم ذلك بيتمُ‌

قال أبو سعيد: و سمعت من ينشد:

و كيدت ضباع القف يأكلن جثتي # و كيد خراش يوم ذلك ييتم‌

و المثبت كرواية اللسان.

[3] تقدم في مادة «زول» .

نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي    جلد : 14  صفحه : 323
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست