responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي    جلد : 12  صفحه : 515

و لا تَتْرُكَنِّي كالخُشاشَةِ إِنَّنِي # صَبُورٌ إذا ما النِّكْسُ مِثْلُكَ أَحْجَمَا

و قال الأَزْهَرِيُّ: قَرأْتُ في كتاب نُسِبَ إلى المُؤَرِّجِ غير مَسْمُوعٍ، لا أَدْرِي ما صِحَّتُه: النَّوْفُ : الصّوْتُ، أو صَوْتُ الضَّبُعِ‌ يُقالُ: نافَت الضَّبُعَةُ، تَنُوفُ نَوْفاً [1] .

قال: و النَّوْفُ : المَصُّ مِنَ الثَّدْيِ. و قال غيرُه: النَّوْفُ : أَنْ يَطُولَ البَعِيرُ و يَرْتَفِعَ، و قد نافَ يَنُوفُ نَوْفاً [2] ، و كذََلِك كُلُّ شَيْ‌ءٍ.

قال ابنُ دُرَيْدٍ: و بَنُو نَوْف : بَطْنٌ من العَرَبِ، أَحْسَبُه من هَمْدانَ‌ [3] .

و نَوْفُ بنُ فَضالَةَ أَبو يَزِيدَ البِكالِيُ‌ و يُقال: أَبو عَمْرٍو، وَ يُقالُ: أَبُو رشيد [4] التّابِعِيُّ، إِمامُ دِمَشْقَ‌ أُمُّه كانَتْ امْرَأَةَ كَعْبِ‌[الأَحْبارِ] [5] ، يَرْوِي القَصَصَ، و هوَ الذي 17- قالَ فيه عبدُ اللََّه بنُ عَبّاسٍ رَضِيَ اللََّه عَنْهُما : «كَذَبَ عَدُوُّ اللََّه» . رَوَى عَنْه أَبو عِمْرانَ الجَوْنِيُّ، و النّاسُ، و أَورَدَه ابنُ حِبّان في الثِّقاتِ.

و يَنُوفَى بالتَّحْتِيَّةِ، أَو تَنُوفَى بالفَوْقِيّةِ مَقْصُورتانِ، أَو تَنُوفُ كتَقُولُ، و في الصِّحاحِ: يَنُوفُ بالتَّحْتِيّة، فهي ثَلاَثُ رِواياتٍ: ع‌ و في العُبابِ: هَضْبَةٌ، و في اللِّسانِ: عَقَبَةٌ بجَبَلَيْ طَيِّئٍ‌ و هُما أَجَأَ و سَلْمَى، و وَقَعَ في الصِّحاحِ في جَبَلِ بالإِفْرادِ، و الصَّوابُ ما للمُصَنِّفِ، سُمِّيَتْ بذََلِكَ لاِرْتِفاعِها، وَ بالوُجُوهِ الثَّلاثَةِ يُرْوَى قَوْلُ امْرِئ القَيْسِ:

كأَنَّ دِثارًا حَلَّقَتْ بلَبُونِه # عُقابُ تَنُوفَى لا عُقابُ القَواعِلِ‌

وَ القَواعِلُ: موضِعٌ في جَبَلَيْ طَيِّئٍ، و دِثارٌ: اسمُ راعي امْرِئِ القَيْسِ، و أَنشَدَه ثَعْلَبٌ: «عُقابُ يَنُوفٍ » ، كما وَقَع في نُسَخِ الصِّحاحِ‌ [6] ، و رواهُ ابنُ جِنِّي: « تَنُوفٍ » مَصْرُوفاً على فَعُولٍ، قال في التّكْمِلَةِ: فَعَلى‌ََ هََذَا التّاءُ أَصْلِيَّة، مثلُها في تَنُوفَة ، و مَوْضِعُ ذِكْرِها فصلُ التّاءِ، و تَنُوفَى من‌الأَوْزانِ التي أَهْمَلَها سِيبَوَيْه، و قالَ السِّيرافيُّ: تَنُوفَى :

تَفُعْلَى، فعَلَى هََذا يَسوغُ إيرادُ تَنُوف في هََذا التَّرْكِيبِ، وَ وَزْنُه تَفُعْل، و لا يُصْرَف انتهى.

قلت: و تَنُوفَى روايةُ ابنِ فارِسٍ، و قد تَقَدّم في «تنف» وَزْنُه بجَلُولاَ، و مضَى الكلامُ عَلَيه هُناكَ، و يَنُوفَى رِوايةُ أَبي عُبَيْدَةَ، فراجِعْه في «تنف» .

و مَنافٌ : صَنَمٌ، و به سُمِّيَ‌ عَبْدَ مَنافٍ و كانت أُمُّه قد أَخْدَمَتْهُ هذا الصَّنمَ، قال أَبو المُنْذِرِ: و لا أَدْرِي أَيْنَ كانَ، وَ لِمَنْ كانَ، و فيه يَقُولُ بَلْعاءُ بنُ قَيْسٍ:

وَ قِرْنٍ قَدْ [7] تَرَكْتُ الطَّيْرَ مِنه # كمُعْتَبِر العَوارِكِ مِنْ مَنافِ

وَ هو أَبُو هاشِمٍ و عَبْدِ شَمْسٍ‌ و عليهما اقْتَصَرَ الجَوهرِيُّ، زاد الصاغانِيُّ: و المُطَّلِبِ، و تُماضِرَ، و قِلابَةَ و فاتَه: نَوْفَلُ بنُ عبدِ مَنافٍ [8] ؛ لأَنَّها بُطونٌ أَرْبَعَةٌ، و اسمُ عبدِ منافٍ المُغِيرَةُ، وَ يُدْعَى القاسِم، و يُلَقَّبُ قَمَرَ البَطْحاءِ، و يُكْنَى بأَبِي عَبْدِ شَمْسٍ، و أُمُّه حُبَّى بنتُ حُلَيْل الخُزَاعِيَّةُ، و هو رابِعُ جَدٍّ لسَيِّدِنا رَسُولِ اللََّه صَلَّى اللََّه عَلَيهِ و سَلّم، و فيه قال الشّاعِرُ:

كانَتْ قُرَيْشٌ بَيْضَةً فتَفَقَّأَتْ # بالمُحِّ خالِصَةً لعَبْدِ مَنافِ

وَ قالَ ابنُ تَيْمِيَةَ في «السِّياسَةِ الشَّرْعِيَةِ» : أَشْرَفُ بيتٍ كانَ في قُرَيْشٍ بَنُو مَخْزُومٍ، و بَنُوُ عَبْدِ منافٍ .

و النِّسْبَةُ إِليه‌ مَنافيٌّ قال سِيبَوَيْه: و هُوَ مما وَقَعَتْ فيه الإِضافَةُ إلى الثانِي دُونَ الأَوّلِ؛ لأَنَّه لو أُضِيفَ إلى الأَوّلِ لالْتَبَسَ، قال الجوهرِيُّ: و كانَ‌ القِياسُ عَبْدِيٌّ، فعَدَلُوا عن القياسِ‌ لإِزالَةِ اللَّبْسِ‌ بينَه و بَيْنَ المَنْسُوبِ إلى عَبْدِ القَيْسِ وَ نحوِه.

و مَنُوفُ : ة، بمِصْرَ زادَ الصاغانِيُّ: القَدِيمَةِ. قلتُ:

وَ هي من جَزِيرَةِ بني نَصْرٍ، و عَمَلِ أَبْيار، و يُقال لكُورَتِها الآنَ: المَنُوفِيَّة ، لها ذِكْرٌ في فُتُوحِ مِصْر، و قولُ الصّاغانِيِّ «القَدِيمَة» يُوهِمُ أَنّها هي مَنْفُ التي كانَتْ بقُرْبِ الفُسْطاطِ وَ خَرِبَتْ، و ليسَتْ هِيَ، كما بَيَّناهُ في «فصل الميم مع الفاءِ»


[1] عبارة التهذيب: و هذان الحرفان لا أحفظهما، و لا أدري من رواهما عنه.

[2] عن اللسان و بالأصل «نافاً» .

[3] في الاشتقاق ص 419 ولد همدان: نوفاً و خيران.

[4] في اللباب لابن الأثير: أبو زيد، و قيل أبو عمرو و قيل أبو رشيد.

[5] عن اللباب.

[6] الذي في الصحاح المطبوع: تنوفُ.

[7] بالأصل «و قد تركت» و بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: و قد تركت، كذا بالأصل، و لعل الواو زائدة» و قد حذفناها تبعاً لابن الكلبي في الأصنام.

[8] و انظر في أسماء ولده سيرة ابن هشام 1/112.

نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي    جلد : 12  صفحه : 515
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست