وَ النُّسافَةُ ، بالضمِّ: ما يَثُورُ من غُبارِ الأَرْضِ، قالَهُ الرّاغِبُ.
نشف [نشف]:
نَشِفَ الثَّوْبُ العَرَقَ، كسَمِعَ قال ابنُ السِّكِّيتِ: و هو الفَصِيحُ الذي لا يُتَكَلَّمُ بغيرِه و نَشَفَ مثل نَصَر لغةٌ فيهِ، و كذََلِك نَفَدَ يَنْفَدُ في نَفِدَ يَنْفَدُ، قالَهُ ابنُ بزُرْجَ: أي: شَرِبَه.و نَشِفَ الحَوْضُ الماءَ و نَشَفَ : شَرِبَه زادَ ابنُ السِّكِّيتِ:
كَتَنَشَّفَه .و نَشِفَ الماءُ في الأَرْضِ: ذَهَبَ و يَبِسَ و الاسمُ النَّشَفُ ، مُحَرَّكَةً. وَ قال ابنُ فارِسٍ: النَّشْفُ في الحِياضِ، كالنَّزْحِ في الرَّكايَا.
و يُقال: أَرْضٌ نَشِفَةٌ ، كَفَرِحَةٍ: بَيِّنَةُ النَّشَفِ : إذا كانَتْ تَنْشَفُ الماءَ أي: تَشْرَبُه، أو يَنْشَفُ ماؤُها، قال ابنُ الأَثيرِ:
وَ أَصْلُ النَّشْفِ [2] : دُخُولُ الماءِ في الأَرْضِ و الثَّوْبِ.
و النَّشْفَةُ بالفتحِ: خِرْقَةٌ أَو صُوفَةٌ يُنْشَفُ بِها ماءُ المَطَرِ، وَ تُعْصَرُ في الأَوْعِيَةِ و أَخْصَرُ مِن هَذا: صُوفَةٌ يُنْشَفُ بِها الماءُ من الأَرْض.
و النُّشْفَة بالضّمِّ و الكَسْرِ: الشَّيْءُ القَلِيلُ يَبْقَى في الإِناءِ مثل الجُرْعَة عَنْ أَبِي حَنيفَةَ، و اقتَصَرَ على الضمِّ. و النُّشْفَةُ بالضمِّ: ما أُخِذَ من القِدْرِ بمِغْرَفَةٍ حَارّاً فَحُسِيَ عن اللِّحيانِيِّ.
و النُّشْفَةُ بالتّثْلِيثِ، و يُحَرَّكُ فهي أَربعُ لُغاتٍ: الضمُّ عن أَبي عَمْرٍو، و الكَسْرُ عن الأَصْمَعِيِّ و الأُمَوِيّ: هي النَّسْفَةُ بالسّينِ، و هي الحِجارَةُ السُّودُ التي يُنَقَّى بها وَسَخُ الأَقْدامِ في الحَمّاماتِ ج: كتَمْرٍ، و تِبْن، و كِسَرٍ، و نُطَفٍ، و نِطافٍ في تَمْرَةٍ و تِبْنَةٍ و كِسْرَةٍ و نِطافٍ و نُطْفَةٍ، و فاتَه جَمْعُ المُحَرَّكِ، وَ نَظِيرُه ثَمَرَةٌ و ثَمَرٌ. ذَكَره الصّاغانِيُّ، و لعَلَّ سَبَبَ تركِه قولُ سِيبَوَيْهِ ما نَصُّه: «فَأَمّا النَّشَفُ فاسْمٌ للجَمْعِ، و ليسَ بجَمْعٍ؛ لأَنَّ فَعْلَةَ و فِعْلَةَ ليسَ مما يُكَسَّرُ على فَعَلٍ» فتأَمل.
قال اللَّيْثُ: سُمِّيَ به لانْتِشافِه الوَسَخَ، و قِيلَ: لتَنَشُّفِها الماءَ، و أَنْشَدَ أَبو عَمْرٍو:
طُوبَى لِمَنْ كانَتْ له هِرْشَفَّهْ # و نَشْفَةٌ يَمْلَأُ مِنْها كَفَّهْ
وَ قالَ الأَصْمَعِيُّ: النَّشْفُ بالتَّسْكِينِ، و النَّشَفُ بالتَّحْرِيكِ، واحِدَتُه نَشْفَةٌ ، قال ابنُ بَرِّي: و نَظِيرُه حَلْقَةٌ و حَلَقٌ، و فَلْكَةٌ وَ فَلَكٌ، و حَمْأَةٌ و حَمَأٌ، و بَكْرَةٌ و بَكَرٌ، و 17- في حَدِيثِ حُذَيْفَةَ -رضِيَ اللََّه عنه- «أَتَتْكم الدُّهَيْماءُ [3] ، تَرْمِي بالنَّشَفِ ، ثُمّ الَّتِي تَلِيها تَرْمِي بالرَّضَفِ» . يَعْنِي أنَّ الأُولَى من الفِتَنِ لا تُؤَثِّرُ في أَدْيانِ النّاسِ؛ لخِفَّتِها، و التي بَعْدَها كهَيْئَةِ حِجارَةٍ، و قَدْ أُحْمِيَتْ بالنارِ، فكانَتْ رَضَفاً، فهِيَ أَبْلَغُ.
و النُّشافَةُ ككُناسَةٍ: الرَّغوَةُ التي تَعْلُو اللَّبَنَ إذا حُلِبَ، وَ هو الزُّبْدُ و الجُفالَة [4] قاله ابنُ السِّكِّيتِ، و قالَ اللِّحْيانِيُّ:
هي رَغْوَةُ اللَّبَنِ، و لم يَخُصّ وقتَ الحَلْبِ كالنُّشْفَةِ بالضّمِّ.و انْتَشَفَ النُّشافَةَ : شَرِبَها كما في الصِّحاحِ، أو أَخَذَها، كما في اللِّسانِ.
و يَقُولُ الصَّبِيُ [5] : أَنْشِفْنِي النُّشَافَةَ أَنْشافاً أَشْرَبها: أي اسْقِنِيَها كما في الصِّحاحِ.
و النَّشُوفُ كصَبُورٍ: ناقَةٌ تَدِرُّ قَبْلَ نِتاجِها، ثُمَّ تَذْهَبُ دِرَّتُها